آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

تجمَع ما بين القصور والواحات المتنوعة والمآثر التاريخية الغنيّة

إقليم أسا الزاك المغربي يمتلك مُؤهِّلات سياحية تعود إلى أزمنة غابرة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - إقليم أسا الزاك المغربي يمتلك مُؤهِّلات سياحية تعود إلى أزمنة غابرة

إقليم أسا الزاك المغربيّ
كلميم - صباح الفيلالي

يتوفر إقليم أسا الزاك المغربيّ (الذي يبقى قِبلة لعيِّنة من المهتمين الذين يستهويهم السراب والصحاري المترامية الأطراف والواحات وهم سياح من نوع خاص يبحثون عن المغامرة والاستكشاف، وتستهويهم الصحاري وكثبانها، والتي تظلّ ملجأً لأحلامهم وهروبًا لها) على مؤهلات سياحية متنوّعة تجمع ما بين القصور والواحات والمآثر التاريخية ترجع إلى أزمنة غابرة ومؤهلات ثقافية غنية، وبالتالي أمكن للإقليم الجمع  بين منتجات سياحية مختلفة، منها المجال الصحراوي وسياحة المغامرة والاستكشاف، وأدت الانجازات التي عرفها هذا الأخير في السنوات الثلاث الأخيرة من خلال تعزيز بنياته التحتية وتقويتها إلى تدعيم قطاع السياحة مكانته كقطاع  بديل، وبالتالي استقرار السكان.
ويزخر إقليم أسا الزاك بمؤهلات طبيعية ثقافية وتاريخية جِدّ مُهمّة للاستغلال السياحي، وتتمظهر في تنوّع تضاريسه وغناء رصيده التفافي والتاريخي، إضافة إلى واحة النخيل في كل من واحة أسا وعوينة إيغمان وعوينة الهنا والزاك والتويزكي، إضافة إلى سياحة المغامرة والاستكشاف بفضل توفر الإقليم على جغرافيا متنوعة، وعلى اتساع لا متناهٍ يلائم مختلف اللحاقات، كما تُضفِي على الجولات السياحية طابع المغامرة، والتعرف على أماكن جديدة، أما في ما يتعلق بالسياحة الأيكولوجية فتبرز من خلال سلسلة جبل باني وجبل واركزيز.
وتُعَد واحة النخيل التي تشكل منظرًا طبيعيًا أخاذًا، والتي تقرر ربطُها بقصر أسا، الشيء الذي سيؤدي إلى إعادة الأنظمة القديمة، من خلال الاستغلال الزراعي وتربية الماشية، كما سيتم استغلالها من الناحية السياحية كفضاءات ترفيهية وبيئية وبيولوجية، وكقاطرة للتنمية السياحية الايكولوجية لتوفّرها على توازنات بيئية غنية بتنوع النبات والحيوان، والتي تُعد قِبلة للسائح وخاصة الخليجي (أمراء وأثرياء الخليج الذين يقصدونه لممارسة هواية الصيد لكن من دون الوصول إلى المنطقة العسكرية الأمنية التي تُعتبر منطقة ممنوعًا اختراقها).
أما السياحة الجيولوجية فإن الإقليم يتوفّر على جانب كبير منها، والذي يتدرج ما بين تجليات التضاريس إلى نقوش صخرية ومستحثات، وإلى جانبها هناك مؤهلات ثقافية تتجلى في تراث غني ومتنوع، وفي ارث حضاري ضارب في جذور التاريخ يعكس ما عرفته المنطقة مند القدم من فن أصيل، ومن أهم المؤهلات المتوافرة نذكر قصر أسا وما يختزنه من وثائق أثرية ومخطوطات النقوش الصخرية المكتشفة.
وقصر أسا هذا يقدم غنى ثقافيًا يثير فضول الزائر إليه، ويسافر به عبر حقب زمنية غابرة، فهذا القصر يُعد أعرقَ وأقدمَ بناء أثريّ يعود تاريخه إلى آلاف السنين، ويقع جنوب شرق وادنون على بعد مائة كيلومتر من مدينة كلميم شمالاً، وينتمي من حيث الموقع الطبوغرافي إلى حوض درعة بين كتلتين تضاريسيّتين: السفح الجنوبي للأطلس الصغير الصحراوي المتمثل في كتلة باني شمالاً وجبل واركزيز جنوبًا.
ويعودُ قصر أسا الذي يرجع تاريخه إلى آلاف السنين من الزمن الحجري في ما يخص تعميره، والتاريخ والمنشآت الإنسانية والدينية والسياسية المرتبطة به، كما أن التنفيذ الدقيق لهده الحجارة التي تُعَد أساس البناء المزينة شكلاً والمتناسقة الأبعاد، وكذا هيئة أبراجها، والسور المحيط بها من كل الجوانب والأبواب الخارجية، فهو بكل بساطة يُشكّل ملحمة عمرانية من تاريخ المغرب، كما يعد أقدم قصر صحراوي مميز واعرق بناء أثريّ بمجمل الضفة الشمالية الغربية للصحراء، كما يختزن تاريخًا تليدًا وُجِدت فيه عادات وتقاليد قديمة وطقوس ترجع إلى ديانات وثنية وحضارات قديمة.
كما أن مبادرة برنامج تثمين الواحات عبر محور كلميم .أسا. طاطا وتأهيل قصر أسا أعطى نفَسًا جديدًا لدينامكية التنموية ما بين وكالة الجنوب والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبشراكة أو انخراط فعلي للسكان، والممثلة في فعالية المجتمع من جمعيات وتعاونيات، حيث يخضع القصر لعملية التأهيل والترميم تهدف إلى إشراك كل هذه الجهات من اجل أن يلعب دوره في التنمية السوسيو اقتصادية كرافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأسا، إلى جانب الواحة الدائمة الجريان، وبالتالي ضمان مستقبل سياحي سيعمل على استقرار الأجيال من خلال إدماج العاطلين في سوق الشغل، ودعم كل المبادرات التي تهدف إلى خلق مشاريع سياحية في المكان ذاته، زيادة على إعداد منطقة للقنص السياحي وإعداد متحف لمدينة أسا.
وبالتالي سيتمّ دعم المستقبل السياحي وإنعاش القيمة التاريخية والتفافية للقصر وجلب السياح الوطنيين والدوليين، كرهان يجعل السياحة من المجالات المنتجة والقابلة للعبِ أدوار ريادية للنهوض باقتصادية الإقليم، وكتعويض عن الضعف الذي تعرفه قطاعات أخرى.
وساعدت الإنجازات التي عرفها الإقليم اقتصاديًا واجتماعيًا وتربويًا إلى تحويله من صحراء مُقفِرة إلى مدينة تضجّ بالحياة بعدما تمّ تعزيز تجهيزاتها الأساسية التي ساعدت على استقرار السكان، هذه العوامل إلى جوانب أخرى تتمثل في المؤهلات والمواقع السياحية العالية القيِّمة جعلت السيّاح الأجانب والعرب، وخصوصا أن أثرياء الخليج يفضلونه، وبالتالي يرتفع عدد الزائرين الذين تتيح لهم هذه المواقع فرصة استثنائية خصوصًا لما توفّره المساحات الغابوية من لبنات لتشجيع سياحة القنص، إضافة إلى كون هذه المؤهلات مجتمعة، أداة ومبعثًا للإحساس بالراحة والإمتاع اللامتناهي وسط هذه المؤهلات والإمكانات الطبيعية المختلفة التي تشكّل تقابلاً ساحرًا يزاوج بين الصحراء والواحات الخضراء والوديان في تناسق بديع.
ويُقام في إقليم سا الزاك موسمان اثنان: الأول باسا في مناسبة عيد المولد النبوي الشريف، ويُنظَّم لمدة أسبوع كامل، ويُختتَم بنحر ناقة يوم العيد، ويكتسي طابعًا دينيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، ويُشكّل مناسبة سنوية لصلة الرحم بين أفراد قبيلة ايتوسا على صعيد المملكة، زيادة على كونه مناسبة تجارية يؤمُّه التجار والباعة لعرض سِلَعهم، لكنهم في السنوات الأربع الأخيرة لم يعُد كذلك، بل تحوّل إلى مهرجان قائم بذاته يعرف زيارات لشخصية فاعلة من الدولة المغربية لافتتاح فعاليته التي تعرف سهراتٍ فنية وتراثية، وخيمًا للشعر، وفولكلورًا حسانيًا محضًا منفتحًا على حضارات وثقافات جيرانه، خصوصًا موريتانيا والسنغال، وبعض الدول الأفريقية الأخرى وحتى العربية، إضافة إلى سباق الهجن والفروسية، كما تحضر الطفولة والرياضة بمختلف أنواعها زيادة علة ندوات ومحاضرات ومعارض للصناعة التقليدية والموروث الثقافي، والثاني في مركز قرية عوينة لهنا، والذي ينعقد منتصف شهر آب/ أغسطس من كل سنة مناسبة لالتقاء قبائل تركز.
ويتميز الإقليم بفنونه الشعبية الأصيلة كرقصات الكدرة والطبل والطرب الحساني وأحواش.
ويتميز الإقليم كذلك بصناعة تقليدية أصيلة ومتنوعة ذات طابع وراثي، وعلى محافظة المرأة على صناعة أدوات مزيّنة برسوم مستمدّة من الثقافة المحلية، وزيادة على هذه المؤهلات هناك زاوية أسا، التي يرجع تاريخ تأسيسها الى القرن السابع الهجري من طرف العلامة سيدي اعزي، الذي نزح من مراكش إلى أسا، التي كانت تُلقّب بـ "قرية الأولياء"، حوالي 360 واليًا، وكانت في البداية للجهاد في سوس، في مجمل منطقة سوس والساقية الحمراء، قبل أن تتحول إلى مدرسة علمية بمفهومها العتيق.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إقليم أسا الزاك المغربي يمتلك مُؤهِّلات سياحية تعود إلى أزمنة غابرة إقليم أسا الزاك المغربي يمتلك مُؤهِّلات سياحية تعود إلى أزمنة غابرة



GMT 09:23 2022 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الأماكن للاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:41 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 09:52 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

أمطار صيفية تعزل دواوير ضواحي تارودانت

GMT 07:59 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

"بورش" تحتفل بالذكرى الـ70 لسيارتها الأولى

GMT 16:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 08:36 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

النفط ينخفض مع تهديد الصين برسوم جمركية على الخام
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca