آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

يشتهر بوجود 23 مخزنًا جماعيًا بالإضافة إلى الأسوار التاريخية

مؤهلات سياحية غنية تواجه ضعف الترويج في إقليم اشتوكة آيت باها

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - مؤهلات سياحية غنية تواجه ضعف الترويج في إقليم اشتوكة آيت باها

إقليم اشتوكة آيت باها
الرباط-الدار البيضاء اليوم

ينتمي إقليم اشتوكة آيت باها إلى جهة سوس ماسة، التي تنفرد بمؤهلات ومعطيات تاريخية وثقافية وإيكولوجية غاية في الأهمية، إذ يمكنها أن تساهم في خلق دينامية سياحية، وأن تشكّل دعامة مهمة للاقتصاد الإقليمي.

وتُعد اشتوكة موردا مهما للسياحة الثقافية والبيئية، بتوفرها على 23 مخزنا جماعيا (إيكودار)، بالإضافة إلى الأسوار التاريخية بمنطقة ماست، التي تعود إلى القرن الحادي عشر، دون إغفال عدد من الفنون الشعبية كـ "أحواش" و"أهياض" و"إسمكان" و"الروايس"، وموروث طبيعي تؤثثه شجرة أركان والواحات والحيوانات والطيور النادرة.

الحديث عن المؤهلات السياحية بإقليم اشتوكة آيت باها لا يمكن أن يفصل مناطقه السهلية عن الجبلية، إذ تتكامل تلك المعطيات لتُخرج منتوجا سياحيا متنوعا، يجمع كل مقوّمات التميّز، على الأقل بجهة سوس ماسة، فما يتوفر في السهل من شواطئ ممتدة ونظيفة، إلى جانب منتزه وطني، يشكّل محمية طبيعية تضم العديد من النباتات والحيوانات البرية والداجنة، منها ما هو محسوب في عداد المنقرض، ويتكامل مع الطبيعة التضاريسية الجبلية، التي أفرزت واحات أكسبتها أشجار النخيل والزيتون وغيرهما، والمياه المتدفقة من المنابع المائية دائمة الجريان، قوة جذب استثنائية.

وإذا كان إقليم اشتوكة آيت باها يساهم في تحقيق الأمن الغذائي وفرص شغل مهمة لشريحة واسعة من أبناء المنطقة، والوافدين عليه من مختلف مناطق المغرب، لمكانته الزراعية ضمن النسيج الاقتصادي الوطني، فإن مؤهلاته السياحية المتنوعة من شأنها أن تشكل إضافة نوعية، ومجالا لتطوير الاقتصاد المحلي إذا تم استثمارها بالشكل المطلوب، واستغلالها لأجل إشعاع الإقليم، وخلق فرص عمل لشريحة واسعة من الساكنة المحلية، التي اختارت الاستقرار بالمنطقة، لاسيما بالمجال الجبلي.

ضمن المعطيات السياحية غاية الأهمية، التي يتوفر عليها إقليم اشتوكة آيت باها، شريطه الساحلي الممتد على طول 42 كيلومترا. وتوجد على هذا الامتداد شواطئ تُتيح إمكانيات متنوعة، تجمع بين الاستجمام والصيد بالصنارة، وممارسة الرياضات المائية، والاستمتاع بخصوصية هذه الشواطئ المتجلية في صخورها وقربها من مختلف المحاور الطرقية الوطنية والجهوية. كما أن بعض هذه الشواطئ تتوفر فيها فضاءات للاستقبال والإيواء ومطاعم للأكلات الشعبية المحلية، فـ"سيدي الطوال"، "تكاض"، "تفنيت"، "الدويرة"، "سيدي الرباط"، سيدي وساي"، و"سيدي بولفضايل".. كلها شواطئ تمتاز بجودة مياه السباحة وتعدد إمكانياتها، التي يُمكن أن تشكل عناصر جذب للسياح المغاربة والأجانب.

وفي جبال اشتوكة آيت باها تستقطب المسالك الجبلية الكثيرة بالإقليم عددا من الأجانب والرياضيين، وعشاق الجولات السياحية، سواء على الأقدام أو الدراجات الهوائية أو بواسطة الدواب (سياحة العبور). كما تنشط بها عدة جمعيات في مجال القنص، وهي وجهة مفضلة لهواة هذه الرياضة، مغاربة وأجانب، لما يتوفر في المجال الغابوي لأركان من "وحيش" يستهوي هؤلاء. كما تُتيح هذه المناطق إمكانيات لزيارة واحات تاركا نتوشكا، تكوشت، وآيت موسى، والاطلاع على العادات المحلية، واقتناء المنتجات المحلية الطبيعية كزيت أركان والعسل، والمنتوجات اليدوية المختلفة من ألبسة وغيرها.

وحسب عدد من متتبّعي الشأن السياحي باشتوكة، تواجه هذا الزخم من الثروة السياحية جملة من المعيقات من أجل استثمارها لتحقيق الإنعاش السياحي والاقتصادي. وفي هذا السياق يرى الفاعلون الجمعويون أن النشاط السياحي الخارجي وحتى الداخلي "ما زال بحاجة إلى تطور كبير، بسبب عدم اهتمام المجالس الجماعية والمجلس الإقليمي للسياحة بهذا المجال الحيوي والاقتصادي الهام، خلال تنزيله للمخطط الإقليمي للسياحة 2010- 2020، وكذا غياب دور الجماعات المحلية في التنسيق بين الوكالات السياحية ووزارة الثقافة والسياحة والمؤسسات العمومية والخاصة للترويج للإقليم كوجهة سياحية، تتوفر فيها كل مقومات النجاح".

ويضيف هؤلاء أنّ "الإقليم ما زال يُعاني من عدم تصنيف المنشآت السياحية القائمة، على محدوديتها، مع مراعاة جودة الخدمات وشروط السلامة داخل هذه المنشآت، أضف إلى ذلك غياب مندوبية للسياحة قصد الترويج وتسويق السياحة داخليا وخارجيا"، مشيرين إلى أنه "رغم المحفزات التي تُميز إقليم اشتوكة آيت باها، إضافة إلى تنوع منتوجه السياحي، منها قربه من مطار أكادير المسيرة، ومحطة الحافلات بإنزكان وأكادير، وكونه نقطة عبور إلى مناطق سياحية أخرى مثل تافراوت وتارودانت وأكادير، فلا تزال عدد من المعيقات تُفرمل النهوض بالسياحة في هذا الإقليم، منها ضعف البنية التحتية، إن لم نقل انعدامها في العديد من المناطق، وغياب الإصلاحات وترميم المناطق والمعالم السياحية والأثرية، وعدم التسويق للمنتوج المحلي".

وفي معرض ردّه على غياب استثمار المؤهلات السياحية بالإقليم، قال أحمد أوصياد، رئيس المجلس الإقليمي للسياحة باشتوكة آيت باها، في تصريح لهسبريس، إن "إمكانيات عديدة ومتنوعة تتوفر في هذا الإقليم، فسهل اشتوكة به شواطئ ممتدة، ذات مياه نظيفة، وبنيات استقبال لابأس بها. كما أن المناطق الجبلية كلها منتوج سياحي، انطلاقا من المخازن الجماعية، ذات العمق التاريخي والثقافي، إلى شجرة أركان وكذا المنتوجات المحلية والواحات وغيرها".

وأوضح أوصياد أن ما تُعاني منه السياحة في اشتوكة آيت باها هو "ضعف التسويق، حيث لا ينبغي الاكتفاء بعرض المنتوج خلال المعارض الدولية، بل دعوة وكالات الأسفار والمروّجين السياحيين إلى زيارة مختلف مناطق الإقليم للتعرف عن كثب على ما يزخر به من معطيات سياحية، لا سيما أن البنية التحتية متوفرة، إلى جانب عامل الأمن وبعض المنشآت السياحية القادرة على توفير المأوى والمأكل المحلي للسياح، وإن كانت غير كافية".

وأضاف رئيس المجلس الإقليمي للسياحة باشتوكة أن "برنامج العمل الذي يشتغل عليه المجلس، وهو من الأولويات، هو وضع خطة عمل من أجل التعريف بالمنطقة ومنتوجها السياحي المتنوع، وهو التوجه الذي تشاطرنا فيه السلطات الإقليمية، وعدد من الشركاء، وهو تفاعل من الممكن استغلاله من أجل ضخ دماء جديدة في الحركية السياحية بالإقليم. كما نسعى إلى استرجاع ثقة عدد من الداعمين، كمجلس الجهة والمجلس الإقليمي وغيرهما، بعد توقف دعمها لمجلسنا في فترة سابقة، إلى جانب رغبة الجماعات المحلية في السير قدما في هذا الاتجاه".

ويرى أوصياد أن "قطاع السياحة، بالنظر إلى أدواره المختلفة في خلق فرص الشغل والترويج للإقليم، لا يزال يُعاني من معيقات متعددة، على الرغم من التنوع الذي يُميزه باشتوكة آيت باها، والذي يظل غير متوفر في العديد من الأقاليم، لكن رغبتنا أكيدة، بمعية السلطات الإقليمية وكافة شركائنا، في استثمار هذه المؤهلات، حتى يكون القطاع مجالا لتسويق صورة مثلى عن الإقليم، وإنعاش الحركة الاقتصادية المحلية، وإبراز المؤهلات الثقافية والطبيعية والإيكولوجية لهذه المنطقة".

وقد يهمك أيضاً :

توقيف عدد من الأشخاص داخل منزل بتهمة ممارسة الفساد

سرقة حقيبة فرنسية تستنفر "أمن جيليز" في مراكش

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤهلات سياحية غنية تواجه ضعف الترويج في إقليم اشتوكة آيت باها مؤهلات سياحية غنية تواجه ضعف الترويج في إقليم اشتوكة آيت باها



GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 17:59 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 02:12 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

قطار ينهي حياة شيخ ثمانيني في سيدي العايدي

GMT 10:19 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

"خلطات فيتامين سي" لشعر جذاب بلا مشاكل

GMT 13:54 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

نصائح مهمة لتجنب الأخطاء عند غسل الشعر

GMT 13:08 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام فعاليات "ملتقى الشبحة الشبابي الأول " في أملج

GMT 16:52 2015 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

كمبوديا تستخدم الجرذان في البحث عن الألغام

GMT 04:44 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميم مجمع مباني "سيوون سانغا" في عاصمة كوريا الجنوبية

GMT 06:28 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

خبير إتيكيت يقدم نصائحه لرحله ممتعة إلى عالم ديزني

GMT 12:22 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 7 على الأقل في قصف جوي ومدفعي على حي الفردوس في حلب

GMT 04:48 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير الوليد بن طلال يؤكد بيع أسهمه في "فوكس 21"

GMT 22:13 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

منتخب غانا يهزم نظيره المصري في بطولة الهوكي للسيدات

GMT 17:47 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مدافع منتخب البرازيل ماركينيوس يتغنى بالنجم نيمار

GMT 04:33 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبون مغاربة فوتوا قطار كأس العالم بسبب قرار خاطئ

GMT 13:03 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عطر "Rose Synactif Shiseido" يضم مزيجًا مميزًا لعاشقات الورود
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca