ينجذب الناس بطبيعتهم إلى الأماكن التي شهدت كوارث أدت إلى سقوط قتلى، حيث إن "الموت مصدر الجذب النهائي"، وفقا لما يراه بيتر ستون رئيس معهد أبحاث "سياحة الظلام" في جامعة (لانكاشاير) المركزية، مبررا انتعاش السياحة في موقع كارثة مفاعل "تشرنوبل" عقب مسلسل ناجح حكى قصة المأساة.
وقال ستون: "نذهب إلى هذه المواقع لأننا منبهرون بالموت وفي مواقع كتلك نشعر بإحساس الموت".
حديث ستون تؤكده الأرقام، حيث أصبحت موضة "سياحة الظلام" في مواقع الكوارث ظاهرة قوية، وفي حالة "تشرنوبل" كشفت صحيفة "ايه بي سي" الإسبانية أن وكالتي السفر الأوكرانيتين "سولو ايست" و"تشرنوبل تور" اللتين تنظمان زيارات إلى "المنطقة الحصرية" (محيط 30 كم حول المفاعل المنكوب) شهدت زيادة في الحجوزات لأشهر الصيف بنسب تراوحت بين 30 و40%.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الرحلات قد تكلف نحو 100 أو 150 دولارا بجانب زيارة إلى أوكرانيا والتي قد تتراوح تكلفتها ما بين 100 و500 دولار وفقا لموقع (thriftynomads.com) المتخصص في الرحلات.
وكالمعتاد يعد مطار كييف جولياني الدولي في نفس المدينة وجهة الرحلات أو بوريسبيل على بعد 30 كم من العاصمة.
ومع ذلك، وفقا لنفس المصدر، فإن الوكالات قد ترفع السعر في حال استمرار زيادة الطلب، لكن حتى الآن فإن "الرحلة" الكاملة من أي عاصمة أوروبية كبرى قد تتكلف 800 دولار.
وتشمل معظم الرحلات الإقامة والتنقل إلى تشرنوبل وكذلك زيارة المواقع الأكثر شهرة في مدينة بريبيات وكذلك "جسر الموت" وبالطبع المحطة النووية.
وأحيانا يحظى السائحون بفرصة رؤية "بابوشكاس" تشرنوبل، وهن سيدات بمظهر يذكر بالسيدات التقليديات اللاتي عدن إلى منازلهن عقب المأساة ويعشن على الزراعة في الأراضي الملوثة بالمنطقة.
وفي حال اتخاذ قرار بالزيارة، فتذكر أنه يمكن القيام بذلك فقط في إحدى الجولات الرسمية وليس بشكل مستقل، ولا تنس الالتزام بقواعد الأمن طوال الوقت.
ويعود الفضل في هذا الانتعاش إلى مسلسل يحمل اسم "تشرنوبل" أيضا عرضته شبكة "اتش بي او" وأصبح الأكثر تقييما في التاريخ على منصة "اي ام دي بي" (بدرجة 9.7 من 10) ، وجذب الاهتمام السياحي إلى المنطقة.
ويتناول مسلسل شبكة "اتش بي او" بالتعاون مع شبكة "سكاي" ليس فقط وقت الحادث، بل أيضا التطور اللاحق للأحداث، ما أسفر عن تفادي أن تكون الكارثة أكبر وخاصة على باقي أوروبا.
وانتشر مسلسل "تشرنوبل" عبر الإنترنت، ومعه عادت للظهور الرغبة السياحية في زيارة المحطة النووية ومحيطها.
ووقعت كارثة تشرنوبل فجر 26 أبريل/نيسان من عام 1986 في محطة فلاديمير ليخ لينين المعروفة بـ"تشرنوبل" الواقعة في الاتحاد السوفيتي السابق (أوكرانيا حاليا)، حيث انفجر المفاعل رقم 4 مما أسفر عن تبعات غير مسبوقة.
وتعد كارثة تشرنوبل بجانب الحادث الذي وقع في محطة فوكوشيما في اليابان عام 2011 أخطر الحوادث النووية في التاريخ وفقا للتصنيف الدولي للحوادث النووية.
ودفعت الحادثة إلى إجلاء آلاف السكان حتى تحولت مدينة بريبيات القريبة من المحطة الآن إلى مدينة أشباح.
نظرة عامة على مدينة بريبات المهملة والتي لا تقع بعيدا عن تشرنوبل في أوكرانيا.
وتشير التقديرات إلى أن كمية المواد السامة التي نجمت عن الانفجار أسفرت عن نشاط إشعاعي أقوى 500 مرة من نشاط قنبلة هيروشيما الذرية.
وتلوث بذلك 150 ألف كم مربع من الأراضي في أوكرانيا وروسيا وبيلاروسيا وحتى في السويد وألمانيا بجانب مواقع أخرى شهدت مستويات غير عادية من الإشعاع.
تشرنوبل (أوكرانيا): الملاذ الواقي الجديد حول بقايا مفاعل تشرنوبل الوحدة الرابعة في محطة تشرنوبل النووي والذي يمكن رؤيته من نافذة حافلة في تشرنوبل بأوكرانيا.
ورغم أن الحادث أسفر عن سقوط 31 قتيلا بشكل مباشر (توفي اثنان في ليلة الانفجار و29 في الأسابيع أو الأشهر التالية)، يعتقد أنه توفي آلاف الأشخاص نتيجة التلوث الإشعاعي في الأعوام التالية، لكن لا يوجد عدد محدد.
قد يهمك أيضا :
الأردن الخامس على مستوى العالم والأول عربيًا في السياحة العلاجية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر