أكدت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية أن أيام عيد الأضحى المبارك شهدت حركة سياحية نشطة وتوافدًا ملحوظًا من قبل المواطنين على المنشآت السياحية في محافظات قطاع غزة, وذلك رغم الضرر الكبير والمباشر الذي لحق بهذه المنشآت جراء العدوان الإسرائيلي الأخير.
وأوضح مدير دائرة السياحة في الوزارة أ. رزق الحلو، أن هذا العيد شهد اقبالًا ملحوظًا وبشكل يفوق المتوقع على كل المنشآت السياحية والمنتجعات الترفيهية, على نقيض أيام عيد الفطر الماضي الذي جاء بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة والذي ألحق ضررًا كبيرًا وخسائر فادحة بالقطاع السياحي.
وأضاف الحلو أنَّ بعض هذه المنشآت شُغل بنسبة 90% ووصل البعض الآخر إلى نسبة 100% على مدار أيام العيد, مؤكدًا أنَّ هذه المنشآت كانت استعدت بكامل قدراتها لتلبية متطلبات المواطنين وتزويدهم بالخدمات التي يتوقون إلى الحصول عليها, ولتعويض جزء من الموسم الصيفي الذي تعطل نتيجة للعدوان الإسرائيلي الأخير.
وفي السياق ذاته، بيَّن الحلو أنَّ القطاع السياحي تم استهدافه بشكل مباشر من قبل الاحتلال الصهيوني وقُدرت خسائره بما يزيد عن 7 مليون دولار, حيث تضررت حوالي 100 منشأة سياحية موزعة في أنحاء القطاع, تنوعت ما بين مطاعم وفنادق ومنتجعات وحدائق ومدن ترفيهية.
وأشار الحلو إلى أنَّ قطاع السياحة المحلي تكبد خسائر كبيرة غير مباشرة قدرت أيضًا بحوالي 7 مليون دولار نتيجة لضياع مواسم الاصطياف والأفراح والسفر والعمرة, وتوقف الكوادر البشرية العاملة بهذا القطاع عن عملها وفقدان العديد من العائلات لمصدر دخلهم الوحيد في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها القطاع, مشيرًا إلى أنَّ هذه الحرب لم تعطل الموسم السياحي فقط بل أدت إلى انخفاض كبير في رؤوس الأموال المستثمرة في القطاع السياحي، لاسيما أنَّ هذه الحرب هي الثالثة خلال السنوات الخمس الأخيرة.
يُذكر أنَّ قطاع غزة مازال يعاني من أزمة اقتصادية تتفاقم في ضوء ارتفاع الأسعار واستمرار إغلاق المعابر وتوقف العديد من المشاريع التشغيلية, إلا أنَّ ذلك لم يحول دون استمتاع الغزيين بأجواء عيد الأضحى المبارك.
من جهتها، أكدت وزير السياحة والآثار رولا معايعة، أنَّ الوضع السياحي في الضفة الغربية والقدس في تحسّن مستمر بعد انتهاء العدوان على قطاع غزة وقرب فترة أعياد الميلاد المجيدة.
وصرّحت معايعة في لقاء صحافي الأحد، بأنَّ الوزارة ستستغل فترة أعياد الميلاد المجيدة لتشجيع السياحة إلى فلسطين بعد أن شهدت تراجعًا كبيرًا مع بدء العدوان على غزة.
وكشفت عن تراجع كبير في نسبة إلغاء الحجوزات في فنادق الضفة الغربية من قبل السيَّاح في الخارج، مشيرة إلى أنَّ النسبة وصلت خلال الحرب إلى أكثر من 60 بالمائة، أما الآن فقد انخفضت إلى أقل من 30 بالمائة وهذا يبشر بتحسن كبير في الوضع
السياحي وعودته كما كان في السابق.
وتوقعت معايعة، ارتفاع أعداد السياح إلى فلسطين في الشهر الأخير من العام ومطلع العام المقبل بسبب الأعياد المجيدة، إضافة إلى الاتصالات التي تجريها وزارة السياحة مع المكاتب السياحية في العالم، ومشاركتها بالمعارض الدولية التي تهدف إلى تعريف سكان العالم بفلسطين ومواقعها الدينية والأثرية والسياحية.
وأشارت إلى إلغاء العديد من الدول الحظر الذي وضعته على فلسطين لمنع سكانها من السياحة في بالضفة والقدس بسبب الحرب، قائلة : إنَّ الوزارة على اتصال مع العديد من الدول التي ما زالت تمنع مواطنيها من زيارة فلسطين وتدرس إلغاءه.
وفي سياق آخر، كشفت معايعة عن بدء التحضيرات لأعياد الميلاد المجيدة، لافتة إلى أنَّ اجتماعين عقدا بين الوزارة والبلديات ومؤسسات فلسطينية لتنظيم احتفالات أعياد الميلاد، موضحة أنَّ هذه الاجتماعات تهدف لتنسيق الجهود وإخراج الاحتفالات بأبهى صورة.
وحول زيارتها قطاع غزة، أكدت الوزيرة أنها اطلعت على الأوضاع عن قرب على الأماكن الدينية والأثرية والسياحية التي تعرضت للدمار جراء العدوان الإسرائيلي، مبيّنة أنَّ حجم الأضرار سواء هدم جزئي أو كامل الذي لحق بالقطاع السياحي وصل إلى 18 مليون دولار، قدَّمت الوزارة دراسة بهذا الخصوص لمؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة الذي سيعقد بالقاهرة الأحد لإعادة بناء ما دمره الاحتلال وتنشيط الوضع السياحي.
وبيّن معايعة أنَّ الوزارة ستعمل أيضًا على إعادة تطوير القطاع السياحي من خلال إشراكه في البرامج التي تقيمها الوزارة، مؤكدة أنَّها ستقوم بزيارة غزة خلال الفترة القريبة المقبلة لتعزيز التعاون والتنسيق وعمل المستطاع لتحسين الوضع السياحي هناك.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر