تُشير معظم النصائح الصحية والغذائية إلى ضرورة الابتعاد عن الأطعمة المصنعة، إلا أنَّ بعض الخبراء أوضحوا أنّه ليست كافة الأطعمة المصنعة ضارة بالصحة، فالأمر يختلف وفقًا للمجموعات الغذائية المختلفة، فهناك بعض المنتجات التي يجب أن تكون مصنعة ومعلبة لضمان سلامتها مثل: اللبن ، وبعض الفواكه والخضراوات، حيث كشفت بعض الدراسات أنَّ مصطلح " طازجة" بالنسبة للفواكه والخضراوات قد لا يعنى دائما أنك تتناول منتجات غذائية مفيدة.
وتُعرف منظمة الصحة الوطنية الأطعمة المصنعة باعتبارها أيّ طعام يتم تغيير حالته الطبيعية بطريقة أو بأخرى. وأضافت خبيرة التغذية هيلين بوند: يعتقد كثير من الناس خطأ أنَّ الأطعمة المصنعة هي أطعمة الميكرويف والوجبات الجاهزة الأخرى.
وأشارت إلى أنَّ الأطعمة المصنعة يقصد بها تلك التي يتم تغيير حالتها الطبيعية ببعض الطرق لأسباب تتعلق بالسلامة، مثل: الحليب الذي يحتاج إلى عملية البسترة لإزالة البكتيريا الضارة به، وأيضًا مثل عملية الضغط على البذور لاستخراج الزيت منها، ما يعني أننا جميعا قد نتناول أطعمة مصنعة دون أن ندرك ذلك، إذ تعتبر عمليات التجميد والتعليب والخبز والتجفيف من ضمن عمليات التصنيع.
وبيَّنت أنَّ لفظ أطعمة مصنعة يطلق على مجموعة واسعة من الأطعمة ومنها ما يؤكل ضمن نظام غذائي صحي ومتوازن، مثل: الجبن، الخضراوات والبقول المعلبة، الخبز، رقائق البطاطس، منتجات اللحوم مثل البسطرمة والسلامي، والمشروبات مثل الحليب والمشروبات الغازية.
وأوضحت السيدة بوند أنَّه بالرغم من انتشار فكرة الضرر الذي تسببه الأطعمة الجاهزة إلا أنَّ بعضها قد يكون طعامًا صحيًا، ولكن الحقيقة أن الفواكه والخضراوات المجمدة تحتوى على عناصر غذائية مثل الطازجة بل وأكثر.
كشفت عن أنَّ السبب في ذلك هو أنه عند جمع محصول الخضراوات فإنها تفقد الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، فضلا عن الضرر الذي يصيب هذه الخضراوات بسبب أشعة الشمس والحرارة والتخزين، وكلما تأخرت عملية طهي تلك الخضراوات تزيد نسبة فقدها للفيتامينات الموجودة بها، أما عملية تجميد الفواكه فغالبا ما تتم في نفس يوم قطفها ما يساعدها على الاحتفاظ بعناصرها الغذائية.
وشددت السيدة بوند على أنَّ الأطعمة المعلبة تكون أحيانا أفضل من الأطعمة الطازجة، مثل: الطماطم المجمدة اللتي تحتوي على نسبة من الليكوبين أعلى من الطماطم الطازجة. ويفيد الليكوبين في الوقاية من بعض أنواع السرطان لاسيما سرطان البروستاتا وأمراض القلب.
وبالرغم من فائدة بعض الأطعمة المصنعة؛ أشارت السيدة بوند إلى ضرورة توخي الحذر من السكر والملح وبعض الدهون التي تضاف إلى بعض الأطعمة المصنعة، ولذلك يفضل قراءة المكونات جيدًا.
وأضافت السيدة بوند: يجب قراءة مكونات الطعام ونسبة هذه المكونات، حيث أن نسبة السكر أو الملح أو الدهون التي غالبا ما تضاف لهذه الأطعمة لتعزيز النكهة قد تضر بنظامك الغذائي وتجعله غير صحي، كما أنَّها تُساعد في إطالة العمر الافتراضي لتلك الأطعمة.
وبالإضافة إلى التحقق من نسبة الملح والسكر المضافة إلى الأطعمة المصنعة، كشفت السيدة بوند عن ضرورة التأكد من كمية اللحوم المصنعة في نظامك الغذائي، حيث يرتبط تناول اللحوم الحمراء والمصنعة بكميات تزيد عن 90 غرام يوميا بمرض سرطان القولون والأمعاء، مضيفة: لا نعرف ما هو سبب العلاقة بين سرطان الأمعاء واللحوم المصنعة ولكن هناك بعض المركبات في اللحوم المسببة له.
ويمكن تعريف اللحوم المصنعة بأنَّها اللحوم التي يتم حفظها عن طريق التدخين أو التجفيف أو التمليح بإضافة بعض المواد الحافظة مثل: السلامي والبسطرمة وغيرها. من جانبها توصى وزارة الصحة بعدم تناول أكثر من 70 غرام يوميا من اللحوم الحمراء والمصنعة لخفض المخاطر التي يمكن أن تواجهها منها، بينما يوصى الصندوق العالمي لأبحاث السرطان بتجنب تناول اللحوم المصنعة تماما.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر