آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

سيدة لبنانية تُجهض طفلها بسبب انقطاع دواء وصرخة طبيب تختصر معاناة المرضى

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - سيدة لبنانية تُجهض طفلها بسبب انقطاع دواء وصرخة طبيب تختصر معاناة المرضى

لتثبيت الحمل وعدم الإجهاض
بيروت - الدار البيضاء اليوم

كانت تحمله في أحشائها وتراه ينمو في داخلها بفرح وصبر، هي التي عانت من إجهاضات سابقة تلقفت خبر حملها بكل حماسة وامتنان. 4 أشهر مضت برعاية صحية لتفادي أي خسارة مؤلمة لم تكن لتتحملها، ولكن في لبنان قد تعيش الخسارات بسبب انقطاع الدواء. نعم في 2021 نحن نتحدث عن انهيار القطاع الصحي وفقدان أدوية رئيسية، في لبنان يموت الشخص نتيجة عدم تلقيه العلاج بسبب عدم توفر الأدوية وليس نتيجة المرض، إنها المهزلة!
أن تعيش في لبنان في ظل الفوضى والاحتكار والمحسوبيات التي تتحكم ببعض قطاعاته، يعني أن تضع حياتك على طاولة المراهنة، صحتك "على كف عفريت" تتحكم بها قدرتك المالية في شراء الدواء أو الاستسلام.
في العام 2021 خسرت هذه المرأة جنينها بسبب عدم توفر إبر Lovenox بانتظام، خسرت طفلها في الشهر الرابع من حملها لأنها لم تتمكن من تأمينها أو تخزينها أو شرائها شهرياً لأنها مقطوعة، أو لأن بعض محتكري الدواء لم يجدوا في توفيره ربحاً كافياً، للمال سلطة أقوى من الإنسانية.
صرخة الاختصاصي في طب العائلة الدكتور محمد جردلي منذ يومين هزّت إنسانيتنا ولم تهز ضمائر المسؤولين، في حين أنها تُسقط حكومات في الخارج.
"عندي مريضة حامل بالشهر الرابع وبحاجة لأبر سيلان Lovenox، ومش عم تلاقي الأبر بانتظام اليوم اتصلت فيي لتقولي إنها روّحت...والله ما بعرف شو بينقال...". من تغريدة على تويتر إلى اتصال يكشف معاناة ما يجري مع اللبنانيين، في حين أن الأدوية ما زالت مقطوعة بالرغم من رفع الدعم الجزئي عنها.
يشرح جردلي أن "المرأة تعاني تجلّطات وهي بحاجة إلى أخذ هذه الإبر لتثبيت الحمل وعدم الإجهاض. لكن المشكلة أن هذا الدواء غير موجود في لبنان والبديل غير موجود أيضاً، ما دفعها إلى محاولة تأمينه من سوريا أو تركيا".
في لبنان لا يمكن للجميع شراء الدواء، عليك أن تكون من الفئة الميسورة أو التي يكون راتبها بالفريش دولار لتأمين الدواء أو البحث عن بديل البديل وما قد يرتبه ذلك من مخاطر ومضاعفات وآثار جانبية على الصحة.
يصف جردلي ما جرى بالقول: "هناك أمور لا يمكن تعويضها، لقد خسرت هذه المرأة جنينها في الشهر الرابع من حملها، من يعوّض لها هذه الخسارة والصدمة؟ وهذه الخسارة كان يمكن تفاديها لو كانت هذه الأدوية متوفرة ومؤمنة كما كانت سابقاً".
ما يتلقاه جردلي من اتصالات من مرضاه لا يختلف عن اتصالات استغانة لأطباء آخرين، يواجه كثيرون مضاعفات نتيجة عدم تناولهم أدويتهم بانتظام أو إيجاد حتى البدائل. أنا طبيب العائلة وقد حزنتُ لما جرى معها فكيف حالها؟ ماذا تفعل الدولة باللبنانيين اليوم، إنها تقول لهم "إذا لم تكونوا من الميسوريين، ستموتون".
لا أدوية في لبنان ولا جنريك ولا براند، ولم يعد أمام الناس سوى اللجوء إلى مراكز الرعاية الصحية التي تفتقر بنفسها إلى أدوية رئيسية. ما هي هذه الخطة الجهنمية في رفع الدعم الجزئي عن أدوية الأمراض المزمنة والإبقاء على غيابها أو انقطاعها في السوق؟ ماذا يتوجب على المريض فعله في هذه الحالة؟
إذا كان المريض ميسوراً يؤمن الدواء من الخارج. أما اذا كان "على قد حاله" عليه أن يقف متفرجاً مع تدهور صحته أو البحث عن بديل البديل.
هذه الحادثة ليست الوحيدة، هناك مريض سكري لم يعد يتناول أدويته بشكل منتظم يعاني اليوم من التهابات في ساقه، لم يجد دواء التهاب لمعالجتها. وقد وصل الالتهاب إلى العظم، فمن ينقذ ساقه من خطر البتر؟ نحن في 2021 وعدنا لنتحدث عن خطر بتر ساق مريض سكري لتعذر تأمين أدوية التهابات وأدوية السكري، في حين يجد الأطباء أنفسهم عاجزين أمام هذا الواقع. هناك حوالى 50% من الأطباء هاجروا من لبنان بحثاً عن فرص عمل بعيداً عن هذه الأزمة التي تعصف بلبنان، أما الباقي فيعالج حسب الموجود.
الكميات التي تُسلم إلى الصيدليات قليلة جداً، في حين أن مراكز الرعاية الصحية تفتقر إلى أدوية رئيسية براند وتؤمن الجنريك بما توفر لديها. ما يعني أننا أصبحنا في مجتمع منقسم "مرضى ميسورون يتعالجون على نفقتهم ويشترون الدواء من الخارج، ومرضى يلجؤون إلى مراكز الرعاية الصحية والبحث عن بدائل متوفرة".
ويختصر جردلي: "الوضع سيئ جداً، وأصبح الوضع الصحي مثل أفريقيا. لذلك يجب كسر احتكار الأدوية وتفعيل مكتب الدواء وتعزيز الصناعة المحلية ومراقبة الأدوية ودعم الجنريك (اليوم الجنريك أغلى في بعض الحالات من البراند) والأهم تفعيل نظام الرعاية الصحية الشاملة".
الوقت عدو المريض، ما يجري جريمة بحق اللبناني، الوقاية خير من ألف علاج، ولكن كيف يمكن أن نحمي صحتنا في مجتمع يفتقر إلى أدوية أساسية؟ هذه الخسائر من يتحمل ثمنها وثمن أوجاع الناس الذين أصبحت أرواحهم رخيصة؟


قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

تفاصيل جديدة في قضية شبكة الإجهاض السري بمراكش

 

الأمن المغربي يتدخل لتوقيف صفحة فايسبوكية تعرض مواد طبية مهربة تساعد في الإجهاض

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيدة لبنانية تُجهض طفلها بسبب انقطاع دواء وصرخة طبيب تختصر معاناة المرضى سيدة لبنانية تُجهض طفلها بسبب انقطاع دواء وصرخة طبيب تختصر معاناة المرضى



GMT 14:23 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

عبدالرحيم الوزاني يطالب لقجع بجلب مقر "الكاف" إلى المغرب

GMT 19:03 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

فيلم «نائب».. عبقرية الكوميديا السوداء

GMT 21:54 2016 السبت ,26 آذار/ مارس

أفضل زيوت تدليك الجسم و المساج

GMT 09:41 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

عماد متعب ويارا نعوم يكشفان أسرار حياتهما في "كل يوم"

GMT 21:47 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

إدارة السجون تكشف وضع على عراس في "تيفلت 2"

GMT 09:56 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الجزائرية الصادرة الأربعاء

GMT 14:26 2017 الإثنين ,12 حزيران / يونيو

التدليك الحل السحري للتخلص من المشكلات الصحية

GMT 02:23 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كولم كيليهر يؤكد أنّ المملكة السعودية سوق جاذبة للاستثمار

GMT 08:30 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

حملة أمنية على محلات درب عمر بسبب الدمى الجنسية

GMT 00:14 2015 السبت ,28 شباط / فبراير

استخدمي طرقًا بسيطة للحصول على فضيات مميزة

GMT 15:48 2016 السبت ,02 إبريل / نيسان

الزواج المبكر فى مصر يتراوح بين 13-15%
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca