آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

تظل وصفاته التاريخية حاضرة في الموائد منذ عهد الفراعنة إلى الآن

المطبخ المصري يؤثر في الخليجي والشامي جامعًا بين وجبات الملوك والفقراء

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - المطبخ المصري يؤثر في الخليجي والشامي جامعًا بين وجبات الملوك والفقراء

المطبخ المصري يؤثر في الخليجي والشامي جامعًا بين وجبات الملوك والفقراء
الدار البيضاء - سعيد بونوار

يكاد المطبخ المصري يشكل مرآة صافية للمطبخين (الخليجي والشامي)، مع بعض الخصوصيات التي أملتها الوقائع التاريخية والجغرافية والامتدادات الأفريقية لبلاد النيل. لم يكن المصريون القدماء والفراعنة يعتقدون أن ارتباطهم بالتوابل والأعشاب العطرية سيشكل استمرارًا زمنيًا ليهيمن بالصورة ذاتها على مطبخ مصر المعاصر، فالمصريون القدماء الذين كانوا يسعون لإرضاء الآلهة بتناول الكزبرة والكمون بكثرة، واعتبار ذلك طقسًا دينيًا يضمن رضاء الآلهة، هم اليوم يرضون أجسادهم بتناول التوابل ذاتها وربما بالكمية نفسها.
يذهب فكر العاشق للطبخ وغيره إلى الملوخية، بمجرد ذكر مصر. وتكاد تكون الملوخية علامة تجارية خاصة بالمصريين، تعود إلى زمن سيطرة العثمانيين على المنطقة، ويسود الاعتقاد أن هذا الطبق المصري خاص بالملوك، ومنه اشتق الاسم.
ويأبى القدر إلا أن يستمر الفراعنة في حكمهم، فالآثار الشاهدة على بصماتهم، تكاد تتكرر في الأطباق أيضًا، ويجهل الكثير من المصريين أن أطباقًا شهيرة تعود إليهم، وتنسب إلى شعوب أخرى، فطبق "الفواجرا" الذي يفخر الفرنسيون بضمه إلى مطبخهم ونسبه إليهم، هو طبق مصري بامتياز، وجرى تدوين وصفته في المعابد المصرية، وهو يتكون من خليط كبد الأوز والبط، ويبدو أن تناوله كان حكرًا على الفراعنة وملوك مصر وعلية القوم، ولعل هذا التوجه النخبوي للطبق المذكور، كان سببًا مباشرًا في انقراضه، قبل أن يستولي عليه الفرنسيون.
ومن غرائب المطبخ المصري أن وجبة البيتزا العالمية، والتي تتباهى إيطاليا بمرجعيتها إليها، هي وجبة مصرية بامتياز، أكلها الفراعنة وغيرهم وكانوا يقتصرون على الأعشاب العطرية ولا يضيفون إليها أية لحوم.
المحروسة مصر صنعت مطبخها الذاتي، وعمدت إلى تصديره إراديًا أو  دون ذلك، لكنها مع موقعها الجغرافي المميز والذي جعل منها قلب طرق العالم البرية والبحرية، وجعلها أيضًا محط أطماع المستعمرين، فقد تحولت إلى مستهلكة من المطابخ المجاورة، ويأتي على رأسها، المطبخ التركي، إذ باتت الأسر المصرية القديمة تعد أطباقًا كـ "شيش الكباب"، و"الشاورما".
وورث المصريون أيضًا عشقهم للثوم والبصل من زمن الفراعنة، الذين كانوا يصرون على أن تتضمن وجباتهم الثوم والبصل لفوائدها الصحية والطبية الجمة، والتي لم تكتشفها سوى مختبرات البحث الحديثة.
ومصر الموزعة ما بين البحر والصحراء، تفخر بدورها بغنى مطبخها وتنوعه، فالفسيخ أو السمك المملح، يعبر عن تعلق مصريي الساحل بالبحر، أما الأسرار الكامنة وراء عشق أهل الصعيد للوجبات النباتية كالمفروكة والسريس فباعثه التأثر بالثقافة القبطية الرافضة للإفراط في تناول اللحوم، ومن أشهر الأكلات المصرية كذلك الكشري، واسباجتي الجمبري والأرز والمسقعة والفول والفلافل والتقلية وتتبيلة اللحم والمرق بأشكاله العديدة، وصلصة الثوم والصيادية والشركسية والمهلبية وأم علي والكشك والفتة والكنافة والقطايف وشوربة العدس والفطير المشلتت والكوارع والكبدة الإسكندراني.
ولعل قرب مصر من بلاد الشام شرقًا، يفسر انتشار بعض الأكلات الشامية في المنطقة، ومنها المشبك والزلابية.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المطبخ المصري يؤثر في الخليجي والشامي جامعًا بين وجبات الملوك والفقراء المطبخ المصري يؤثر في الخليجي والشامي جامعًا بين وجبات الملوك والفقراء



GMT 20:05 2022 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تأثيرات سيئة للسمنة على الحمل

GMT 19:50 2022 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أوميغا 3 تحمي العين من الجفاف

GMT 21:07 2022 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب يحذر من خطر مميت لإحدى طرق تخفيض الوزن

GMT 20:42 2022 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

تناول الأسماك البحرية يزيد من مقاومة الإجهاد

GMT 22:24 2022 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

نقص الحديد يؤدي إلى إضعاف المناعة

GMT 21:48 2022 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

7 فئات من الأدوية قد تسبب السمنة

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca