يمكن أن يؤدي دخان حرائق الغابات إلى ظهور مجموعة من الأعراض التنفسية والقلبية الوعائية، والتي تتراوح من سيلان الأنف والسعال إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية قد تهدد الحياة.
وتشير دراسة جديدة إلى أن المخاطر التي يشكلها دخان حرائق الغابات قد تمتد أيضا إلى أكبر عضو في جسم الإنسان، وخط دفاعنا الأول ضد التهديد الخارجي: الجلد.
وخلال أسبوعين في نوفمبر 2018، عندما تسبب دخان حرائق الغابات في خنق منطقة خليج سان فرانسيسكو، شهدت العيادات الصحية في المنطقة ارتفاعا في عدد المرضى الذين يزورونها بمخاوف من الأكزيما، والمعروف أيضا باسم التهاب الجلد التأتبي، والحكة العامة، ووجدت الدراسة أنه مقارنة بالوقت نفسه من العام في 2015 و2016.
وتشير النتائج إلى أنه حتى التعرض قصير المدى لجودة الهواء الخطرة من دخان حرائق الغابات يمكن أن يضر بصحة الجلد.
ونُشر التقرير، الذي نفذه باحثون طبيون في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، بالتعاون مع باحثين في جامعة كاليفورنيا ببيركلي، في 21 أبريل في مجلة JAMA Dermatology.
وقال راج فادو، كبير مؤلفي الدراسة، وهو طالب في جامعة كاليفورنيا، إن "الأبحاث الحالية حول تلوث الهواء والنتائج الصحية ركزت بشكل أساسي على نتائج صحة القلب والجهاز التنفسي، وهذا أمر مفهوم. ولكن هناك فجوة في البحث الذي يربط بين تلوث الهواء وصحة الجلد".
وأضاف: "الجلد هو أكبر عضو في جسم الإنسان، وهو في تفاعل مستمر مع البيئة الخارجية. لذلك، فمن المنطقي أن التغيرات في البيئة الخارجية، مثل زيادة أو نقصان تلوث الهواء، يمكن أن تؤثر على صحة بشرتنا".
ويمكن أن تتسلل ملوثات الهواء عبر حواجز الجلد. ويمكن أن يؤثر تلوث الهواء الناجم عن حرائق الغابات، والذي يتكون من الجسيمات الدقيقة (PM2.5)، والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs)، والغازات، على كل من البشرة العادية والمعرضة للإكزيما بعدة طرق.
وغالبا ما تحتوي هذه الملوثات على مركبات كيميائية تعمل كمفاتيح، ما يسمح لها بالتسلل عبر الحاجز الخارجي للجلد والاختراق إلى الخلايا، حيث يمكن أن تعطل نسخ الجينات أو تسبب الإجهاد التأكسدي أو الالتهاب.
والأكزيما، أو التهاب الجلد التأتبي، هي حالة مزمنة تؤثر على قدرة الجلد على العمل كحاجز فعال ضد العوامل البيئية. نظرا لأن حاجز الجلد قد تم اختراقه، فإن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة معرضون لتهيج الجلد الأحمر والحكة استجابة للمهيجات، وقد يكونون أكثر عرضة للضرر من تلوث الهواء.
وقالت مؤلفة الدراسة الدكتورة ماريا وي، أخصائية الأمراض الجلدية وأورام الجلد والأورام الميلانينية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إن "الجلد هو حاجز مادي ممتاز للغاية يفصلنا ويحمينا من البيئة. ومع ذلك، هناك بعض الاضطرابات الجلدية، مثل التهاب الجلد التأتبي، حيث لا يعمل الحاجز بشكل كامل. إنه ليس طبيعيا حتى عندما لا يكون لديك طفح جلدي. لذلك، من المنطقي أنه عند التعرض لتلوث هواء كبير، قد يرى الأشخاص المصابون بهذه الحالة تأثيرا على الجلد".
ووجدت دراسات سابقة وجود صلة بين التهاب الجلد التأتبي وتلوث الهواء في المدن ذات المستويات المرتفعة من تلوث الهواء من السيارات والصناعة. ومع ذلك، فهذه هي الدراسة الأولى التي تبحث في آثار انفجار قصير جدا من الهواء شديد الخطورة من حرائق الغابات.
وعلى الرغم من كونها تقع على بعد 175 ميلا من Camp Fire، فقد شهدت سان فرانسيسكو زيادة بنحو تسعة أضعاف في مستويات PM2.5 الأساسية خلال وقت الحريق.
ويقول الباحثون إنه في حين أن الأمراض الجلدية مثل الأكزيما والحكة قد لا تكون مهددة للحياة مثل الآثار التنفسية والقلبية الوعائية لدخان حرائق الغابات، إلا أنها ما تزال تؤثر بشدة على حياة الناس.
كما وثقت الدراسة زيادة معدلات الأدوية الموصوفة، مثل المنشطات، في أوقات ارتفاع تلوث الهواء، ما يشير إلى أن المرضى قد يعانون من أعراض حادة.
ويمكن للأفراد حماية بشرتهم خلال موسم حرائق الغابات من خلال البقاء في الداخل، وارتداء الملابس التي تغطي الجلد إذا خرجوا، واستخدام المطريات، وكل ما يمكن أن يدعم وظيفة حاجز الجلد.
قد يهمك ايضاً :
مصر تسارع الخطى لتصنيع «سينوفارم» محلياً
روسيا تبرم عقدا لإنتاج لقاح "سبوتنيك V" في مصر
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر