الراشيدية - سناء بنصالح
أنقذ سائق سيارة الإسعاف التابعة للمركز الصحي القروي من المستوى الأول بوزمو، امرأة حامل وجنينها، من الموت إذ أُبلغ عن حالة امرأة ( ب-ت) 30 سنة، من معارفه داهمها المخاض وهي التي كان قد نقلها شخصيًا صوب المستشفى الإقليمي في الراشدية السنة الماضية، نتيجة تعرضها لنزيف حاد بعد الولادة، وقد أخبرتها طبيبة أمراض النساء والتوليد، هي وعائلتها، بأن هذه السيدة تحمل رحم ذو القرنين، وهو نوع من تشوهات الرحم الخلقية، ويتعين عليها أخذ الاحتياطات اللازمة في حالة حدوث حمل آخر، وذلك بتتبعه في المؤسسات الصحية وبالحرص على الوضع بها تجنبًا لما لا تحمد عقباه.
وربط السائق الاتصال بممثل السلطة المحلية، بالمسؤولين عن المركز الصحي المذكور، لرفض العائلة تدخله من أجل نقل الحامل صوب المركز الصحي القروي من المستوى الثاني إملشيل، وأُبلغ المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، الذي هاتف عامل الإقليم من أجل تكثيف الجهود وإقناع العائلة على الإجلاء، وبعد عدة تدخلات ومفاوضات، ومع تدهور الحالة الصحية لهذه السيدة، تم نقلها بواسطة سيارة إسعاف التي كانت مرابطة منذ البداية أمام منزلها.
ووضعت السيدة حملها بمساعدة المولدة بمجرد أن وضعوها وسط سيارة الإسعاف ومغادرة بوزمو، في الساعة التاسعة ليلًا، لكن المرأة أصيبت بنزيف حاد، استطاعت المولدة النقص من حدته بواسطة الأدوية، مما دفع بالسيد المندوب الذي يواكب الحدث إلى الاتصال بالمركز الجهوي لتحاقن الدم بالراشدية، والذي أرسل في الحال فرقة متخصصة لإنقاذ المرأة، ولربح الوقت انطلقت سيارة الاسعاف بالسيدة مرفوقة بالطاقم الطبي صوب المستشفى الإقليمي بمساعدة السلطات المحلية والاقليمية في ظروف مناخية وجغرافية صعبة، وفي منتصف الطريق بين إملشيل والريش، وقام الفريق المستقدم من الراشدية، والفريق المحلي برئاسة الطبيب الرئيسي للدائرة الصحية بالريش، من حقن كمية من الدم للسيدة داخل سيارة الإسعاف، استطاعت معه المرأة من استرجاع شيء من قوتها مما مكنها من دخول المركز الاستشفائي الجهوي في الراشدية، في الساعة الثانية صباحًا، حيث تم التكفل بها وبمولودها وحالتهما الآن جد مستقرة.
وهنأت وزارة الصحة، الفريق الطبي والتمريضي وكذا التقني والإداري على نجاح هذا التدخل الاستعجالي الذي أنقذ حياة هذه السيدة ورضيعها من موت محقق، علمًا بأن نقلها بواسطة المروحية الطبية كان مستحيلا بسبب ظلمة الليل، ولم يكن بالإمكان الانتظار حتى صباح اليوم الموالي نظرًا لحالتها الصحية الحرجة وحدة النزيف الذي تعرضت له.
كما تسجل الوزارة، وبكل أسف، أن كل النساء في منطقة إملشيل وتونفيت، اللواتي على وشك الوضع، لا يتم استقدامهن نحو المؤسسات الصحية، إلا بعد محاولات عديدة بمنازلهن، بطرق تقليدية تستنزف طاقتهن بحيث تصبح الولادة متعسرة، مما يستدعي نقلهن نحو ميدلت أو الراشدية 220 كلم. ولذلك فإن وزارة الصحة تهيب، مرة أخرى، بكل النساء الحوامل والمقبلات على الوضع أن يسارعن إلى المؤسسات الصحية لوزارة الصحة المؤهلة لذلك، وذلك من أجل سلامتهن وسلامة مواليدهن. يُشار إلى أن استقدام فريق من المركز الجهوي لتحاقن الدم ليقدم خدمة متنقلة بعين المكان، هي سابقة في ميدان الطب الاستعجالي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر