آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

أصبح الطريق إلى الموت يمر منها بعد شلل تام فيها

مستشفى الحسن الثاني في بوعرفة معاناة متجددة وإهمال المسؤولين

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - مستشفى الحسن الثاني في بوعرفة معاناة متجددة وإهمال المسؤولين

وزير الصحة المغربي الحسين الوردي
بوعرفة - إدريس الخولاني

 يعتبر المستشفى الإقليمي الحسن الثاني  بمدينة بوعرفة  بجهة الشرق المغربي من أهم وأبرز المستشفيات في اقليم فجيج. و"المغرب اليوم" ترصد الاختلالات و الاعطاب و تتكتشف مكامن الخلل في هذا الربورطاج .

لقد تأسس هذا المستشفى في أواخر السبيعينيات من القرن الماضي، وتم افتتاحه رسمياً في اواخر الثمانينات ، يحتوي على عدة أقسام، المهم منها غير مجهز ( غرفة الانعاش) ، ويعتبر من ضمن  المستشفيات النظيفة في المغرب، محيطه الداخلي مشجر كمتنفس للمرضى والنزلاء، يستقبل المرضى والمصابون من الاقليم وفي بعض الاحيان من خارجه.

فكان قبلة  الجميع  للتداوي  لسمعته الطيبة وما  يقدمه من خدمات ورعاية صحية للمرضى، رغم عدم توفره على الأجهزة الطبية، وهذا بفضل الدور الإيجابي الذي كان يقوم به طاقم بسيط من الممرضين الذين كانوا يسعون جاهدين في التخفيف من معاناة وآلام المرضى، (مقارنة مع مستشفيات اخرى).. وهذه شهادة من المواطنين في حق هؤلاء جنود الخفاء، الذين  منهم من تقاعد ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، مما أكسب هذا المستشفى رصيد جيد من سمعة طيبة، يعمل به حاليا بعض الدكاترة وطاقم من الممرضين وموظفين وفنيون و عمال خدمات .

غير أن هذا الصرح الطبي ومنذ البداية حتى الان أي لأكثر من عقدين ونصف و هو يعاني من تجاهل الجهات المختصة في توفير المستلزمات الضرورية و التجهيزات اللوجيستيكية ، فمنذ البداية و المعاناة ترافقه وتلاحقه فهو لم يتم افتتاحه الا بعد شق الانفس بعد فترة طويلة من اكتمال الاعمال به، وعند افتتاحه اصطدم بواقع مرير، فوجد نفسه مستشفى يعاني من انعدام كل الاشياء الطبية الضرورية المكملة الواحدة للأخرى: اقسام غير مجهزة و أجهزة طبية غير متوفرة و أطر طبية متخصصة غائبة أو ترفض الالتحاق ، فإذا توفرت الاجهزة بغرفة العمليات غاب الجرّاح، واذا حضرت الاطر الطبية انعدمت الاجهزة الطبية، وفي بعض الاحيان يخلو منهما الاثنين ليبقى به سوى الممرضين و المرضى، ورغم ذلك ظل يقدم الخدمات الطبية للمرضى والمصابون لأبناء المنطقة .

وكما يلاحظ فقد توفر أخيرا بالمستشفى وان جاء متأخرا، شيء لم يكن موجود من قبل : جهاز (السكانير) ليظل هو الاخرغالبا  دون تشغيل اما لغياب التقني عنه او لنقصان هذا الاخير الدراية والتأهيل كما يقال.

وفي ظل هذا النزيف الحاد الذي عانى منه المستشفى في عدم توفره على الاطر الطبية المختصة لعدة سنوات، و لسد هذه الفجوة وفي سنوات التسعينيات من القرن الماضي أبرمت وزارة الصحة عقد مع دولة الصين لتلتحق بعد ذلك بالمستشفى بعثة طبية مكونة من اطر طبية، قدمت خدمات جليلة لسكان المنطقة  لسنوات الى ان تم انتهاء عقدها  وتم تسريحها ليعود المستشفى الى سيرته الاولى.

وبالنسبة لغرفة الانعاش اوما يطلق عليها غرفة العناية المركزة التي تعد العمود الفقري لكل مستشفى وبدونها يعتبر مستشفى مشلولا، اذ لا يمكن للطب العاجل التدخل لتأدية خدماته بانعدامها.

وفي غياب هذه الغرفة فما أن يصل مريض أو مصاب إلى المستشفى حتى يتم تحويله الى مستشفيات أخرى في وجدة . للأسف فقد أصبح مستشفى بوعرفة مجرد  مركز لترحيل المرضى والمصابين ، وهناك مرضى توفوا في الطريق قبل الوصول ، وهناك من توفوا عند الوصول وكم من الحوادث التي حدثت في الطريق تعرضت لها سيارات الاسعاف وذهب ضحيتها المرضى والسائقون ، فلا نستعجب أن الطريق إلى الموت يمر من هذا المستشفى عبر طريق بوعرفة وجدة ، هي حوادث مؤلمة تتكرر باستمرار أكثر من مرة و أسبابها تبقى واحدة مما يكشف مدى الاستخفاف والتلاعب بأرواح المواطنين.

فهل يمكن لوزارة الصحة العمومية أن تضع استراتيجية تأهيل مستشفى  مدينة بوعرفة طبيا ، تقنيا بشريا و اخلاقيا و تمكين المواطن المغربي من حقه الدستوري في الولوج إلى خدمات صحية ذات جودة في التشخيص و العلاج والرعاية الإنسانية ؟؟

مستشفى الحسن الثاني ببوعرفة: ردائة الخدمات الصحيةو ضعف الوسائل الطبية و قلة الاطر  التمريضية و المريض يدفع تكلفة إستهثار الوزارة بالصحة العمومية

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستشفى الحسن الثاني في بوعرفة معاناة متجددة وإهمال المسؤولين مستشفى الحسن الثاني في بوعرفة معاناة متجددة وإهمال المسؤولين



GMT 20:05 2022 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تأثيرات سيئة للسمنة على الحمل

GMT 19:50 2022 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أوميغا 3 تحمي العين من الجفاف

GMT 21:07 2022 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب يحذر من خطر مميت لإحدى طرق تخفيض الوزن

GMT 20:42 2022 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

تناول الأسماك البحرية يزيد من مقاومة الإجهاد

GMT 22:24 2022 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

نقص الحديد يؤدي إلى إضعاف المناعة

GMT 21:48 2022 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

7 فئات من الأدوية قد تسبب السمنة

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 12:24 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

عودة الإلترات

GMT 07:22 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

زوري أيسلندا للتمتع بمغامرة فريدة من نوعها

GMT 01:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

ميغان ماركل تنوي شكر صديقاتها في حفلة زفافها الثانية

GMT 06:54 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يوضّح كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 05:59 2016 الأحد ,07 شباط / فبراير

5 حيل ذكية لتهدئة بكاء الطفل سريعًا

GMT 12:20 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

حسين فهمي وشيري عادل يفضلان الرسم ومحمد رمضان يعشق الرياضة

GMT 00:17 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بريطانية تتيح درجة البكالوريوس في "البلايستيشن"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca