آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

الأطباء مُختلفون في صحتها والفقهاء مُجمعون على عدم جوازها

جدل طبي وفقهي بشأن قضيَّة استئجار الأرحام والرَّحم البديل في مصر

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - جدل طبي وفقهي بشأن قضيَّة استئجار الأرحام والرَّحم البديل في مصر

مشكلة استئجار الأرحام
القاهرة - شيماء مكاوي

أثارتْ مشكلة استئجار الأرحام، والرحم البديل، جدلًا كبيرًا، سواء من الناحية الطبية أو الفقهية أو النفسية، حيث اختلف الأطباء في صحتها، بينما أكد الفقهاء على أن الرأي الأقوى في تلك القضية هو عدم جوازها مطلقًا.
وأكَّد استشاري أمراض النساء والتوليد، الدكتور ماهر عبدالوهاب، أن "مفهوم استئجار الرحم أو الرحم البديل بسبب عدم قدرة بعض النساء على الإنجاب بسبب ضعف الرحم أو الإجهاض المتكرر، يكون بتلقيح البويضة الخاصة بالزوجة التي ترغب في الإنجاب بحيوان منوي من زوجها، وبعد أن يصبح الجنين مضغة مُخلَّقة، يتم نقله وزرعه في رحم امرأة أخرى، يكون رحمها قادر على استكمال الحمل، وتلك هو مفهوم الرحم البديل أو استئجار الرحم".
وأشار عبدالوهاب، إلى أن "تلك العملية تلقى قبولًا من بعض الأشخاص، ورفضًا من البعض الآخر، وأنا لا أوافق على إجرائها كطبيب لأنني أخشى أن تكون مُحرَّمة فقهيًّا، وأفضل عمليات التلقيح الصناعي وغيرها، ولكن هناك كثيرات يرغبن في الإنجاب يفعلن ذلك من أجل الحصول على طفل".
وأوضح أن "رحم الأم ليس مجرد وعاء ليس له أي تأثير، فالأم تُمد الجنين طوال الحمل بدمها عن طريق الحبل السري، الذي يربط بينها وبين الجنين، كما أن الجنين في رحم الأم يأخذ الكثير منها، ويرتبط بها بشكل كبير"، مشيرًا إلى أن "المشكلة هي اختلاط الأنساب والجدل ما بين نسب الطفل للمرأة غير القادرة على الإنجاب أو صاحبة الرحم البديل".
وأضاف استشاري أمراض النساء والعقم، الدكتور شريف باشا، أن "عملية استئجار الرحم والرحم البديل حلًّا جذريًّا لمن ترغب في الإنجاب، وتكون غير قادرة على الحمل من الناحية الصحية، فبعض السيدات تاريخهم الطبي لا يسمح لهن بالحمل، وهنا تكمن أهمية تلك العملية، وأقوم بإجرائها كثيرًا، وتسير بصورة طبيعية حتى يتم الإنجاب".
وقالت أستاذ الطب النفسي، الدكتورة هبة العيسوي، "نفسيًّا، كيف تقبل الأم أن تربي طفلًا ولدته امرأة أخرى، فالأم لا تشعر بأمومتها إلا بحملها لطفلها تسعة أشهر كاملين، حتى تضع طفلها، وتشعر بأمومتها، وتعبها من أجل إنجاب ذلك الطفل، وكيف تقبل امرأة طفل آخر تضعه في رحمها وتحرم نفسها من الإنجاب طوال التسعة أشهر، وبعد تعبها ووضعها للطفل، يذهب إلى امرأة أخرى، لتأخذه منها أو تشتريه منها، ذلك الأمر على الرغم من انتشاره في أوروبا إلا أنه خطير جدًّا، لو انتشر في مصر والدول العربية، كما أن الطفل نفسيًّا يرتبط بأمه التي حملته، فكيف سيرتبط بأم أخرى".
أما عميد كلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر سابقًا، الدكتورة سعاد صالح، أوضحت، أن "تلك القضية قضية شائكة للغاية، حيث إن العلماء المعاصرين اختلفوا في حكمِ تأجير الأرحام، لكن الرأي الأقوى هو عدم الجواز مطلقًا، وهو رأي الغالبية من خلال المجامع الفقهية، واستدلوا بأدلة منها قوله تعالى: "وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ العَادُونَ" (الآيات 5-7 سورة المؤمنون)، وقوله تعالى، "وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً" (الآية 72 سورة النحل).
وأضافت صالح، أن "ذلك الاستئجار، أو حتى التبرع بالحمل في الرحم البديل، يترتب عليه مفاسد كثيرة، مثل شبهة اختلاط الأنساب، والإسلام في الأنساب تحديدًا يأمر بالبعد عن كل ما فيه شبهة، وكذلك لعدم وجود علاقة شرعية بين صاحبة الرحم وصاحب المني، مما يقتضي القول بعدم مشروعيَة ذلك الحمل، لأن الحمل الشَرعي لابد أن يكون من زوجين، كما أنه في الأمور الطبيعية، وفي كثير من الأحيان سيؤدي إلى نشوب خلافات ونزاعات بشأن أحقيَة المرأتين بالأمومة، صاحبة البويضة وصاحبة الرَحِم، مما يفسد معنى الأُمومة الحقيقية التي فطرها الله عليها، لذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، "الْحَلالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدل طبي وفقهي بشأن قضيَّة استئجار الأرحام والرَّحم البديل في مصر جدل طبي وفقهي بشأن قضيَّة استئجار الأرحام والرَّحم البديل في مصر



GMT 20:05 2022 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تأثيرات سيئة للسمنة على الحمل

GMT 19:50 2022 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أوميغا 3 تحمي العين من الجفاف

GMT 21:07 2022 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب يحذر من خطر مميت لإحدى طرق تخفيض الوزن

GMT 20:42 2022 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

تناول الأسماك البحرية يزيد من مقاومة الإجهاد

GMT 22:24 2022 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

نقص الحديد يؤدي إلى إضعاف المناعة

GMT 21:48 2022 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

7 فئات من الأدوية قد تسبب السمنة

GMT 03:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أهم صيحات المكياج لشتاء2018

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 05:48 2018 الثلاثاء ,10 إبريل / نيسان

أفضل الطرق لتثبيت مساحيق التجميل على البشرة

GMT 14:35 2016 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

بودريقة يثير غضب الناصيري وجماهير الوداد البيضاوي

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:35 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عشرات القتلى جراء حريق داخل مستشفى في كوريا الجنوبية

GMT 04:55 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الفنانون الذين فارقوا الحياة خلال عام 2017

GMT 11:09 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

الطقس و الحالة الجوية في الريش

GMT 23:31 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتزا الجمبري
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca