آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

انتشار الطهي على نطاق واسع ساعد في مضاعفة عدد الجينات اللعابية

الكربوهيدرات النشوية السبب الرئيسي لكبر حجم دماغ الإنسان بالنسبة إلى جسمه

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الكربوهيدرات النشوية السبب الرئيسي لكبر حجم دماغ الإنسان بالنسبة إلى جسمه

الكربوهيدرات النشوية تتسبب في كبر حجم دماغ الإنسان
لندن ـ كاتيا حداد

تعد الدماغ البشرية شيئا فريدا يتميز به الإنسان، فليس هناك حيوان أخر يمتلك دماغا كبيرة نسبة إلى حجم جسمه، وقيل أن الزيادة في استهلاك اللحوم يمكن أن تسبب زيادة في الحجم، ولكن العلماء الآن يعتقدون أن هناك طعاما أخر له الفضل في ذلك وهو البطاطا، حيث يشير الباحثون إلى أن استهلاك الكربوهيدرات ولاسيما في شكل النشا، كان من العوامل الحاسمة لتطور غير عادى في الدماغ على مدار المليون عام الماضية.

ويعتقد العلماء أن النشويات كانت متاحة بسهولة للبشر القدامى في شكل البطاطا والبذور وبعض الفواكه والمكسرات، وأوضحت دراسة جديدة تجمع بين المعطيات الآثارية والأنثروبولوجية والوراثية والفيسيولوجية والتشريحية أن الكربوهيدرات عامل رئيسيا في تطور الدماغ البشرى.

وحتى الآن، هناك تركيز شديد على دور البروتين الحيواني والطهي في تطور الدماغ البشري على مدار المليوني عام الأخيرة، مع الإشارة إلى أهمية الأغذية النباتية الغنية بالنشا، والتي تم تجاهلها إلى حد كبير، وتقول الدكتورة كارين هاردي وفريقها من جامعة "برشلونة"، أن هناك خمسة أسباب حاسمة بشأن قدرة النظام الغذائي الغني بالنشا على التنمية البشرية.

ويستخدم الدماغ البشرى ما يصل إلى 25% من ميزانية الجسم اليومية من الطاقة، كما يستهلك 60 % من نسبة السكر في الدم، وفي حين أن تخليق الجلوكوز من مصادر أخرى أمر ممكن إلا أنه ليس بفعال، ولذلك فيصعب تلبية احتياجات الجسم الكبيرة من الجلوكوز في ظل الاعتماد على نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، ويمكن إشباع الحاجة إلى الكربوهيدرات جزئيا عن طريق تطوير الطبخ، وفى حين تهضم النشويات الخام بشكل فقير وسيء لدى البشر، فعند طهيها تفقد قيمتها البلورية، وهذا بدوره يجعل استيعاب المواد الغذائية أكثر سهولة.

وكانت القدرة على استخدام النار للطهي من المغذيات المطلقة، وقد مكنت أجدادنا من استخدام نظام غذائي أوسع يشتمل على الجذور النشوية الصعبة، وكذلك يضيف الحمل والرضاعة مطالب إضافية على احتياجات الجسم من الجلوكوز، حيث يعرض انخفاض مستوى السكر في الدم الأم والطفل إلى الخطر، فهناك مستوى معين من الكربوهيدرات ضروري من أجل البقاء، فضلا عن إتاحة الكربوهيدرات النشوية بسهولة للبشر القدامى في شكل درنات وبذور وفواكه ومكسرات.

ويشير العلماء إلى أن البشر يمتلكون ست جينات أمليزية لعابية ،في حين أن حيوانات رئيسية أخرى لديها فقط اثنان، ما يزيد القدرة على هضم النشا، ولكن مازال التاريخ المحدد لظهور هذه الجينات غير معلوم، بينما تشير التحليلات إلى أنه كان موجودا في نقطة معينة في المليون عام الأخيرة.

وأوضحت الدكتورة هاردي أنه بعد انتشار الطهي على نطاق واسع وتضاعف عدد الجينات اللعابية، زاد توافر الجلوكوز للدماغ والجنين، الأمر الذي أدى إلى زيادة حجم الدماغ، وقد حدث ذلك خلال 800.000 عام مضى، مضيفة "فضلا عن زيادة طاقة الجسم من النشا فهناك مزايا أخرى أيضا للطهي والجينات اللعابية، وتشمل تخفيض وقت المضغ وزيادة حب وهضم الأطعمة النباتية الغنية بمادة "بولي فينول"، مع تحسين وظيفة الإنجاب، حيث تساعد وجود نسبة من السكر والكربوهيدرات في الدم في نمو الجنين بشكل مستديم، مع توفير السعرات الحرارية الإضافية المطلوبة أثناء الرضاعة وكذلك تحسين بقاء الأطفال الرضع.

وأضافت هاردي أن"الاستهلاك المنظم للأغذية النباتية النشوية يقدم تفسيرا منطقيا لتوفير الطاقة للدماغ النامية في العصر الحديث و عصر بليستوسين المبكر، في حين أن تطوير الطبخ بما يصاحبه من زيادة في اللعاب يفسر زيادة حجم الدماغ  بداية من منتصف العصر الجليدي فصاعدا، وكان يعتقد أن تناول اللحوم تساعد في تكبير حجم الدماغ، ولكن الآن ثبت أن تناول الأطعمة النشوية مع الجينات اللعابية يجعلنا أكثر ذكاء، ونشرت تلك الدراسة الحديثة في دورية "The Quarterly Review of Biology".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكربوهيدرات النشوية السبب الرئيسي لكبر حجم دماغ الإنسان بالنسبة إلى جسمه الكربوهيدرات النشوية السبب الرئيسي لكبر حجم دماغ الإنسان بالنسبة إلى جسمه



GMT 20:05 2022 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تأثيرات سيئة للسمنة على الحمل

GMT 19:50 2022 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أوميغا 3 تحمي العين من الجفاف

GMT 21:07 2022 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب يحذر من خطر مميت لإحدى طرق تخفيض الوزن

GMT 20:42 2022 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

تناول الأسماك البحرية يزيد من مقاومة الإجهاد

GMT 22:24 2022 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

نقص الحديد يؤدي إلى إضعاف المناعة

GMT 21:48 2022 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

7 فئات من الأدوية قد تسبب السمنة

GMT 17:50 2015 الجمعة ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

فتاة اعتادت إخفاء وحمة على وجوهها تقرر التخلص من المكياج

GMT 19:00 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات مازدا CX5 2016 في المغرب

GMT 11:23 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بوكوفا تثني على جهود الملك المغربي في إنجاح فعاليات "كوب 22"

GMT 06:35 2017 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

أجمل 8 مطاعم حول العالم أحدها في دولة عربية

GMT 08:45 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة مرسيدس -بنز GL 500 في المغرب

GMT 18:09 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق النار على مواطن مغربي في معبر سبتة

GMT 22:03 2016 الأحد ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رضوان النوينو مستثمر سياحي يفوز بمقعد برلماني

GMT 02:14 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سلطنة عمان تحتفل بعيدها الوطني في العاصمة الرباط

GMT 15:56 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

في حب أحلام شلبي

GMT 00:49 2016 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

نغم منير تطلق تصميمات غير تقليدية من "الكيمونو"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca