آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

أسبوع لندن لموضة الخريف والشتاء 2021 بين التفاؤل والواقعية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - أسبوع لندن لموضة الخريف والشتاء 2021 بين التفاؤل والواقعية

أسبوع لندن لموضة الخريف والشتاء
لندن-الدار البيضاء اليوم

ختتم أسبوع الموضة اللندني فعالياته أمس بتقديم كونتيسة ويسيكس جائزة الملكة إليزابيث الثانية للمصممة برييا أهلواليا، مؤسسة علامة «أهلواليا». الجائزة التي ابتدعها مجلس الموضة البريطاني في عام 2018 وقدمتها الملكة إليزابيث الثانية شخصياً للمصمم ريتشارد كوين في فبراير (شباط) من عام 2019، كانت بادرة غير مسبوقة. فقد سجلت من خلالها الموضة البريطانية هدفاً رائعاً من جهة، كما سجل التاريخ حضور الملكة عرض أزياء لأول مرة في حياتها المديدة. الجائزة تُقدم لمصمم صاعد استطاع أن يخدم جانباً إنسانياً أو دبلوماسياً أو يقدم جديداً في مجال الاستدامة والبيئة وغيرها. اختيار برييا جاء لجهودها في جانب الاستدامة واستعمال خامات تراعي البيئة.

بيد أنه رغم هذه الرشة الأرستقراطية التي كانت تثير ضجة إعلامية وحماساً منقطع النظير في السابق، يبقى الفرق بين أسبوع الموضة بلندن اليوم وبينه في الماضي القريب شاسعاً. فقد مر هادئاً لا تحرك برودته سوى محاولات المصممين لتبني تغيرات المستقبل بكل ما فيه من تنوع وشمولية.ما يعرفه الجميع، أن هذا الشهر يسجل مرور عام تقريباً على اجتياح فيروس كورونا عالم الموضة. ففي أواخر شهر فبراير وبداية شهر مارس (آذار) الماضي، داهمته الصدمة ولم يعرف كيف يتعامل مع الفيروس القادم من الصين كما كان يُشاع آنذاك. لحسن حظه؛ كان يتمتع بمناعة قوية. فالفيروس أضعفه، لكن لم يصل إلى الرئة التي يتنفس منها: ألا وهي الإبداع. فمن منا لا يتذكر صور أسبوع ميلانو والقاعات فارغة بعد إلغاء العديد من العروض وهرب الضيوف إلى بلدانهم في عجلة خوفاً من إغلاق المطارات؟ أو صور عرض جيورجيو أرماني بعارضات يتخايلن على ممشى من دون حضور سوى العاملين مع المصمم وهم مكممون.

كان موسماً غريباً يؤذن بتغير ثقافة الموضة ككل. بعض المصممين المتفائلين حاولوا أن يواسوا أنفسهم بالنظر إلى توقف العمل على أنه وقفة تأمل إيجابية. فالموضة، كما صرح إيلي صعب مثلاً، كانت تحتاج إلى «نفضة» كبيرة بعد سنوات من الاستهلاك المبالَغ فيه وتقدُم التجاري على حساب الفني مجاراة لمتطلبات سوق لا تشبع من الجديد. لكن، حتى بعد أن استجمع صناع الموضة من كل أنحاء العالم قواهم وشحذوا خيالهم معتمدين على التقنيات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي في الموسمين الثاني والثالث لم تستعد الموضة عافيتها تماماً. فقد تبين أن الفيروس عندما يُلم بصاحبه يصيبه بوهن يتطلب فترة نقاهة طويلة. لم يشفع لأسابيع الموضة هذا الموسم أنها أتقنت اللعبة الافتراضية، تارة من خلال أفلام بمؤثرات سينمائية فنية وحبكة مشوقة، وتارة من خلال ألوان وقصات مريحة تلائم زمن «كورونا»، وما نتج منها من حاجة إلى حركة أو تمويه على تلك الكيلوغرامات المتراكمة بسبب الحجر الصحي. فقد ظلت مفتقدة عنصر الإبهار. وكانت النتيجة أن الإقبال على متابعة هذه الأسابيع الافتراضية قل كثيراً بالمقارنة مع أول العام الماضي.

لم يُلمس هذا البرود خلال أسبوع نيويورك فحسب، فقد شمل أيضاً أسبوع لندن الذي انتهى أمس وكأنه لم يكن سوى بالنسبة للمهتمين والعاملين في صناعة الموضة. لم يستغرب المصمم توم فورد هذا الأمر، ففي تصريح له عبر منصة «زووم» اعترف بأن الجائحة «أثرت سلباً على رغبته وقُدرته على الإبداع». يوافقه الرأي العديد من المصممين، مضيفين أن قوانين التباعد الاجتماعي والعمل من البيت أثر أيضاً على سير العمل وتقاليده. فالتحديات الجديدة التي فرضها خطر «كورونا» تتعارض مع العمل الجماعي الذي تقوم عليه صناعة الموضة بالأساس.لن يختلف اثنان على أن المتابع للتصاميم التي أطلت علينا من أسبوع نيويورك وأسبوع لندن لحد الآن لا تفتقد إلى الأناقة والجمال، إلا أنها في الوقت ذاته تبدو متصنعة في رغبتها المستميتة أن تبُث الأمل بغد أفضل في النفوس، أو على الأقل بأن المياه ستعود إلى سابق عهدها، عندما كنا ننتظر وصول هذه التصاميم إلى المحال بفارغ الصبر... وهذا ما حاولت فكتوريا بيكهام تجسيده في تشكيلتها التي وصفتها بأنها رسالة «تفاؤل واقعية»، مُستبشرة أن «الناس لا يزالون يرغبون في التأنق والظهور بأحسن مظهر رغم الجائحة».

التغطيات الإعلامية عكست هذا التغير إلى حد ما بعدم تركيزها على التصاميم بقدر تركيزها على الأحداث والأخبار الجانبية. في نيويورك مثلاً تصدرت مشاركة، إيلا إيمهوف، ابنة زوج كامالا هاريس، نائب الرئيس الأميركي في عرض برونزا شولر من خلال ثلاث إطلالات، الأخبار. لم تكن مشاركتها مفاجأة؛ فقد توقعها الكل منذ ظهورها في حفل تنصيب الرئيس جو بايدن وزوجة والدها كامالا بمعطف أنيق من «ميوميو». فبعد الحفل مباشرة اتصلت بها وكالة «آي إم جي» لتضمها إلى لائحة العارضات المهمات، وهو ما لم تتردد في قبوله، علماً بأن إيلا البالغة من العمر 21 سنة ليست دخيلة على الموضة. فهي طالبة في معهد بارسونز للتصميم بنيويورك، كما درست عن ُبعد في معهد «سانترال سانت مارتن» الشهير. لكن هدفها كان أن تصبح مصممة أزياء وليست عارضة، وهو ما حققته أيضاً بطرح مجموعة خاصة بها مكونة من خمس قطع من الصوف نفدت من السوق مباشرة بعد عرضها.

أما في أسبوع الموضة اللندني الذي انطلق يوم الجمعة الماضي، والذي كان افتراضياً بالكامل، فكانت أهم أخباره غياب فكتوريا بيكهام من برنامجه الرسمي وتقديم كونتيسة ويسيكس جائزة إليزابيث الثانية نيابة عن الملكة لبرييا أهلواليا. لم تكن هناك أحداث مجنونة بفنونها كما عودنا الأسبوع منذ تأسيسه في عام 1984، فحتى دار «بيربري» التي كانت من أهم بيوت البريطانية التي تقدم عروضاً ضخمة، ألمت بها جائحة «كوفيد - 19»، وأثرت على أرباحها وأسهمها واقتصرت مشاركتها على فيلم مصور. أما غياب فيكتوريا بيكهام عن الأسبوع فلم يؤثر على سيره.

كان واضحاً أن اختيارها تقديم تشكيلتها قبل انطلاق أسبوع الموضة بأيام محاولة للتفرد، بألا تكون مجرد اسم ضائع بين عدد المصممين المشاركين في الأسبوع. الاهتمام الذي حصلت عليه لم يكن كبيراً كما توقعت المصممة بلا شك. فخبر عدم مشاركتها ضمن البرنامج الرسمي للأسبوع حصل على تغطيات أكثر من التشكيلة نفسها. ثم لا بد من الإشارة إلى أن مجلس الموضة البريطاني يحرص أن يحصل كل المصممين المشاركين تحت جناحيه تغطيات ديمقراطية وتسويق يتوازى مع حجم الإبداع. ويُحسب له أنه منذ بداية الجائحة وهو يقوم بعمليات إنعاش مستميتة للإبقاء على سمعة لندن كعاصمة للابتكار واحتواء الشباب مشتعلة. ثم إن فكرة أن يكون هذا آخر أسبوع عالمي يتم على نسق افتراضي يعطي الـ94 المشاركين في الحدث دفعة قوية للاستمرار. فهو على الأقل منبر جاهز لتقديم تصاميمهم على منصاته الشبابية المستحدثة مثل «تيك توك». من ناحية التصاميم، فإن أكثر ما لفت فيها ذلك التداخل المثير بين ما هو نسائي وما هو رجالي في رسالة واضحة أن التغيير قادم... وبأشكال عدة.

قد يهمك ايضا:

الكتفان القويتان وسيلتك للتعبير عن القوة الكامنة في داخلك في ربيع 2021

الأحذية المسطحة من أحدث صيحات الموضة في ربيع 2021

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسبوع لندن لموضة الخريف والشتاء 2021 بين التفاؤل والواقعية أسبوع لندن لموضة الخريف والشتاء 2021 بين التفاؤل والواقعية



GMT 00:17 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شرطي في حادثة انقلاب حافلة في القنيطرة

GMT 23:39 2016 الثلاثاء ,13 أيلول / سبتمبر

تناول مكسرات اللوز بانتظام تحميك من زيادة الوزن

GMT 11:00 2017 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

حمام "ربي" أشهر المنتجعات الصحية المثيرة في الجزائر

GMT 13:45 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ضحية جريمة مراكش تقدّم روايتها حول حادث قتل فيه صديقها

GMT 06:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

عرض أحد أقدم أندية إيطاليا للبيع بشكل رسمي

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 07:18 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

دركي يدهس شابًا بسيارته في مدينة القنيطرة

GMT 00:06 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل الديكورات المناسبة مع وجود نافورة مُميّزة في منزلك

GMT 04:30 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

جينيفر لوبيز شِبه عارية على غلاف إحدى المجلات

GMT 12:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

انخفاض احتياطي المركزي الأردني من العملات الأجنبية 14%

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

انقلاب قطار بين الرباط والقنيطرة وأنباء على سقوط ضحايا

GMT 06:16 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تألقي بأجمل ساعات "فيرساتشي"التي تعكس الرفاهيّة على إطلالتك
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca