آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

أكد البعض أنه "عنيف وبذيء" ووصفه الآخرون بأنه نقلة نوعية بمعايير عالمية

فيلم "ورقة بيضاء" يثير ردود فعل متفاوتة في الأوساط الصحافية والشعبية اللبنانية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - فيلم

فيلم ورقة بيضاء
بيروت ـ غنوة دريان

أثار فيلم "ورقة بيضاء" الذي بدأ عرضه في الصالات اللبنانية، ردود فعل متفاوتة وجدلًا حادًا، في صفوف الصحافيين والنقاد، منهم من رأى فيه فيلمًا عنيفًا و"بذيئًا"، لا يعكس الواقع اللبناني، وأخرون وصفوه بأنه نقلة نوعية "بمعايير عالمية".

ويتناول الفيلم الذي تولى إخراجه الفرنسي هنري بارغيس، وأنتجه طارق سكياس، قصة لانا "دارين حمزة"، وهي أم وزوجة أدمنت لعبة البوكر، يقودها هوسها مع صديقتها جيني "الكسندرا القهوجي"، بإدمان المخدرات والرجال، إلى العالم السري وأجواء العصابات، فتتورطان في مشاكل مع قاسم "غبريال يمين"، الرجل الدموي الذي لا يرحم.

وأوضح بارغيس أن "ورقة بيضاء"، الذي تمتد أحداثه لساعة و45 دقيقة، قائلًا "فيلم قاس وعنيف أحيانًا، ولكن العنف فيه مطعم بالفكاهة، على غرار عالم "المخرجين الأميركيين"، الأخوين "جويل وإيثن" كوهين أو عالم "المخرج" كوينتن تارانتينو". وأضاف "ثمة لمسة فكاهية في المشهد أو في النص، تخفف من مأسوية الحالة".

ولكن هذا النمط السينمائي غير المألوف في السينما اللبنانية، والذي يزاوج بين المشاهد العنيفة والكوميديا السوداء، شكل صدمة سلبية لعدد من الصحافيين، فحملوا بشدة على الفيلم منتقدين ما احتواه من عنف و"بذاءة" و"إسفاف"، وفق تعبيرهم. ووصف بعضهم الفيلم بأنه "إرهاب السينما اللبنانية" و"ورقة سوداء بتوقيع داعش"، فيما أخذ عليه آخرون تضمنه "جرعات من المحرمات في المجتمع اللبناني"، وعدم تعبيره عن واقع "وطن جبران خليل جبران، وسعيد عقل وفيروز".

ووصفت الصحافية كارولين بزي الفيلم، بأنه يحتوي على عدد من المشاهد والشتائم، تتعدى الجرأة وتصل إلى حد الابتذال. ومن بين كل عشر كلمات ثمة نحو تسع كلمات سباب، وثمة مشاهد يجب ألا تمر. وأضافت "إذا كانت رسالة الفيلم تحذير الناس من مخاطر عالم القمار والمخدرات، فهو لم ينجح إطلاقًا في تحقيق هذا الهدف". ونال الفيلم استحسان عدد كبير من الصحافيين والنقاد رأوا فيه فيلمًا "بمعايير عالمية"، ويشكل علامة فارقة في تاريخ السينما اللبنانية.

ودافع الناقد محمد حجازي عن الفيلم،  قائلًا هذه "العبارات النابية والبذيئة"، هي لغة "تجار المخدرات والخارجين عن القانون والأداب، وأهل المجتمع الدموي الذين يسلط الفيلم الضوء عليهم". وأضاف "هذه لغتهم، ولو تكلموا بطريقة محترمة لكنا اعتبرنا أن في الفيلم مشكلة". وشبه الممثل غبريال يمين، الذي يؤدي دور زعيم العصابة في الفيلم أجواء العمل بأجواء أفلام "تارانتينو ومارتن سكورسيزي"، وقال "لا أعتقد أن هناك فيلمًا لبنانيًا صنع قبله بهذه الضخامة". وأضاف "صحيح أنه إنتاج لبناني محض، لكنه يوازي الأفلام العالمية من مختلف النواحي".

وتحدث الناقد السينمائي اللبناني نديم جرجورة، عن وجود "مشاكل سينمائية جديرة بالنقاش"، في الفيلم، لكنه يعكس شيئًا حقيقيًا واضحًا من طبيعة الحياة اللبنانية، أو بالأحرى جوانب منها على الأقل، بسوقيتها وبذاءتها وفوضاها وخرابها وأفعالها الجرمية وإحباطاتها وانكساراتها". وشدد على ضرورة أن يكون النقاش حول الفيلم فنيًا وتقنيًا، بعيدًا عن أي موقف أخلاقي"، إذ أن كل موقف أخلاقي إزاء السينما مناف لجوهر الفن السابع وإبداعه وحريتها وجمالياتها".

في الوقت الذي دافعت فيه بطلة العمل دارين حمزة عن دورها في الفيلم، مؤكدة بأنها فنانة درست المسرح في لبنان، وأكملت الماجستير في لندن، وهي كممثلة محترفة تؤدي كل ما يطلب منها بحسب متطلبات الدراما. أما بالنسبة للمشاهدين، فقد أعرب الكثير منهم أنه بالرغم من جمالية الفيلم على الصعيد التقني والصورة، ولكنه لا يعبر على الإطلاق عن المجتمع اللبناني، بل على العكس فهو يقوم بتشويهه بصورة كبيرة، فيما رأى البعض الأخر، بأن الفيلم في النهاية يحمل وجهة نظر صانعيه، فإما أن تقبله، كما هو أو ترفضه، ولكننا لا نستطيع أن ننكر أن هناك شريحة كبيرة من اللبنانيين.

ورفضت أن يكون فيلم "ورقة بيضاء"، يعكس صورة المجتمع اللبناني، وأن هناك الكثير من الأفلام اللبنانية التي تقترب إلى حد كبير من تقديم صورة واقعية عن هذا المجتمع، خاصة وأن السينما اللبنانية، شهدت في الفترة الأخيرة ظهور مجموعة من الأفلام أعادة نبض الحياة إلى السينما اللبنانية، وأحيت الأمل بوجود صناعة وطنية فنية، بدأت تستفيق بعد ثبات عميق.

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلم ورقة بيضاء يثير ردود فعل متفاوتة في الأوساط الصحافية والشعبية اللبنانية فيلم ورقة بيضاء يثير ردود فعل متفاوتة في الأوساط الصحافية والشعبية اللبنانية



GMT 12:58 2022 الجمعة ,07 تشرين الأول / أكتوبر

براد بيت يُكذّب أنجلينا جولي ويتهمها باستغلال أولادهما

GMT 11:56 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

المغرب الفاسي يتعادل وديًا أمام اتحاد الزموري الخميسات

GMT 03:10 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

أيتن عامر تستعد لعرض فيلم "بيكيا" مع محمد رجب

GMT 20:53 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

تتويج سيدات الأهلي للسلة بذهبية دوري المرتبط

GMT 13:03 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

عمرو الليثي يستضيف علي وأحمد الحجار في "بوضوح" الخميس

GMT 00:09 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي المصري يصعد على حساب الداخلية بثنائية حاسمة

GMT 17:06 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

حورية فرغلي تفضل العمل مع أحمد عز ومحمود حميدة

GMT 18:50 2016 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"شنبو" الفضائيّة تعرض فيلم "إبن حلال" على مدى أسبوع

GMT 19:12 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مروض طبي ينقذ حياة لاعب اتحاد طنجة

GMT 07:11 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع بشهر عسل رومانسي وهادئ في جزر المالديف
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca