آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

عودة "باب الحارة" واستمرار لـ "بقعة ضوء" وختام لـ "مرايا" ووعود بالتجديد

فكرة "دراما الأجزاء" على الشاشات السوريَّة بين استثمار النجاح ونضوب الأفكار

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - فكرة

الجزء الرابع من المسلسل السوري "باب الحارة"
بيروت - غيث حمّور

بدأت سياسة الأجزاء في الدراما السورية مع مسلسل "مرايا"، واستمر على نهجه مسلسل "بقعة ضوء" في ما بعد، ولكن من كرّس هذه السياسة وثبتها هو مسلسل "باب الحارة" الذي أنتجته قناة الـ(MBC)، وحققت أجزاؤه الخمسة نسب مشاهدة ضخمة وغير مسبوقة، ومنذ بداية الجزء الثاني من "باب الحارة" أصبحت موضة الأجزاء أحد الثوابت الدرامية في الإنتاجات السورية بشكل سنويّ، فيما يرى معظم النقاد والمتابعين أن ما يُقدَّم من أجزاء يندرج تحت خانة الاجترار لما سبق، فيعتقد هؤلاء أن الأجزاء الجديدة في معظمها لم تُقدم الجديد على المستويين الفني والتقني، في حين يعتقد الباقون أن هذه السياسة كُرست لاستثمار نجاح المسلسلات والاستفادة من الرصيد الجماهيري الذي حققته في أجزائها الأولى.
واقتصرت سياسة الأجزاء منذ بداية الدراما السورية على نوعين دراميين: الأول هو البيئة الشامية ومن هذه المسلسلات ثلاثة أجزاء من الحصرم الشامي، وجزأين من كل (أولاد القيمرية، أهل الراية، بيت جدّي، الدبور، طاحون الشر، زمن البرغوت)، وخمسة أجزاء من (باب الحارة)، والنوع الثاني هو أعمال الكوميديا ومنها جزأين من كل من (ضيعة ضايعة، يوميات مدير عام، أبو جانتي، أيام الدراسة) وخمسة أجزاء من (صبايا)، وتسعة أجزاء من (بقعة ضوء)، و(مرايا) في أجزاء كثيرة فاقت العشرين، ربما باستثناءات قليلة كالمسلسلين الأجتماعيين (أهل الغرام) الذي قدّم في جزأين و(الولادة من الخاصرة) الذي قُدم في ثلاثة أجزاء كان أخرها الموسم الماضي.
ويرى معظم النقاد والمتابعين أن ما يُقدَّم من أجزاء يندرج تحت خانة الاجترار لما سبق، فيعتقد هؤلاء أن الأجزاء الجديدة في معظمها لم تُقدم الجديد على المستويين الفني والتقني، ويتفق مع هذا الرأي العديد من العاملين في الحقل الفني، والذين يرون أيضًا أن هذه السياسة كُرست لاستثمار نجاح المسلسلات والاستفادة من الرصيد الجماهيري الذي حققته في أجزائها الأولى، وأن دراما الأجزاء لن تقتصر في المواسم المقبلة على الكوميديا والبيئة، بل ستمتد إلى الدراما الاجتماعية والتاريخية أيضًا.
وعلى الجانب الآخر، يرى الكثيرون أن سبب ازدياد دراما الأجزاء يعود في المقام الأول لنضوب الأفكار الجديدة وقلة الكتاب القادرين على تقديم الجيد على مستوى الحبكة والقصة بغض النظر عن النوع الدرامي المُقدَّم، ويسوق هؤلاء العديد من الأمثلة المؤكدة على صحة رأيهم، ومنها انتشار عامل الموضة في الدراما فعندما يقدم أحد الكتاب أو المخرجين فكرة جيدة أو طريقة جديدة نجد أنها تتحول إلى موضة ينتهجها الجميع للاستفادة من نجاح الأصل، كما حدث مع مسلسلات اللوحات الكوميدية، والتي تحولت إلى ظاهرة، والأمر ينطبق على أعمال البيئة الشامية أيضًا.
وتحوي المكتبة الدرامية السورية بعض الاستثناءات القليلة الذي خرجت فيها الأجزاء الجديدة عن نمطية الأجزاء الأولى، وربما تجدر الإشارة إلى المسلسل الكوميدي "ضيعة ضايعة"، الذي استطاع طاقمه تقديم الجديد في الجزء الثاني على مختلف الأصعدة، وخاصة على صعيد الطروحات والأفكار، ومن الأعمال الأخرى لا بد من ذكر مسلسل "الحصرم الشامي"، والذي كان من أفضل الأعمال السورية التي تقدم أجزاء.
وتُعزَى فكرة الأجزاء في الأصل إلى الدراما الأميركية الهوليوودية والتي تعتمد هذه السياسة منذ نشأتها، بداية من مسلسل (دالاس) و(الهارب) و(الغني والفقير) في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، وانتهاءً (friend)، و(lost)، و(Prison Break) في الألفية الجديدة، وغيرها من مسلسلات الأجزاء، وما ميّز مسلسلات الأجزاء في الدراما الأميركية -في معظمها- هو الطروح المتجددة والأفكار التي لا تنضب، فضلاً عن التطور الدائم على المستوى الفني والتقني، كما أن العامل الأساسي الذي يساهم في تفرد الدراما الأميركية هو طريقة العرض التي تمتد لموسم كامل (ثلاثة أشهر أو ستة أشهر أو تسعة أشهر) وتقتصر على حلقة واحدة في الأسبوع، بعكس الدراما السورية والعربية التي تبث نتاجها في شهر واحد وبطريقة مكثفة كماً ومطولة ومملة على مستوى المضمون.
وسيشهد الموسم المقبل العديد من الأجزاء الجديدة لمسلسلات قديمة، ويأتي في مقدمتها مسلسل (باب الحارة) والذي يصور حاليًا بجزأين جديدن منه (6و7) تحت إدارة المخرج عزام فوق العادة، وإشراف عراب العمل بسام الملا، وبطولة أيمن زيدان، عباس النوري، علي كريم، مصطفى الخاني، صباح الجزائري وآخرين، وتأتي عودة باب الحارة بعد توقف لثلاث سنوات، وأيضًا سيشهد الموسم القادم إنتاج مسلسل (مرايا) للنجم ياسر العظمة بجزء أخير كما جاءت الأخبار، ليسدل النجم السوري الستار على سلسلته الأشهر في عالم الكوميديا في العالم العربي، كما أن مسلسل (بقعة ضوء) سيتابع بجزء عاشر، وفي الأجزاء أيضاً ستكون خماسيات (صرخة روح) حاضرة في جزأ ثانٍ، بعد أن عرض الجزأ الأول في الموسم الرمضاني الماضي، فيما يتابع طاقم عمل مسلسل (سوبر فاميلي) في إنتاج جزء ثاني ليعرض في رمضان المقبل.
وبدأت الأجزاء الجديدة والتي يُعكف على تصويرها حاليًا في الدراما السورية بوعود من القائمين عليها بالجديد على جميع الأصعدة، فالتصريحات المبدئية تشير إلى التجديد في الأفكار وطرق الطرح وطرق المعالجة وحتى طرق التصوير والمعدات التقنية، ولكن يبقى السؤال، هل ستقع في مطب التنميط والتكرار والاجترار لما سبق، كما حدث في معظم أعمال الأجزاء السابقة والتي سبقها تصريحات بالتجديد؟، أم ستصدق تصريحات القائمين عليها بتقديم الجديد هذه المرة؟، طبعًا الجواب سيكون مع انطلاق الموسم المقبل.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فكرة دراما الأجزاء على الشاشات السوريَّة بين استثمار النجاح ونضوب الأفكار فكرة دراما الأجزاء على الشاشات السوريَّة بين استثمار النجاح ونضوب الأفكار



GMT 12:58 2022 الجمعة ,07 تشرين الأول / أكتوبر

براد بيت يُكذّب أنجلينا جولي ويتهمها باستغلال أولادهما

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ننشر 10 تساؤلات بشأن تعويم الدرهم

GMT 02:23 2014 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

السياحة الجنسية ظاهرة خطيرة تُثقل كاهل المجتمع في مراكش

GMT 18:29 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسيير أول خط طيران مباشر بين بابوا غينيا الجديدة والصين

GMT 21:23 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

إنقلاب سيارة "پورش" يقودها سعودي في طنجة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca