آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

الفيلمٌ المغربي "حياة قاصرة" يمزج بين الشِّعر والجنون

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الفيلمٌ المغربي

العرض السينمائي
الرباط - الدار البيضاء

حياة قاصرة هو فيلم تجريبيٌّ طويل للمخرج والفنان البصري المغربي سمحمد فتاكة، قام بإخراجه عام 2015. يفتتح المشهد الأول على اقتباس يُقرّ وينفي في الآن نفسه وجود إله ما، عبر مقارنته بالماء الذي، عبر انسحابه عنها، يخلق اليابسة. يترك الاقتباس مكانه لمشهد عُلْوِيٍّ بطيءٍ مثل عين طائر ترصد انبثاق الأرض. هكذا، يعود عُنصر الماء في مرّات عديدة باعتباره تبايُناً يُحصي ويتعقّب تيه البطل.يُشبه ذلك أي قصة اعتيادية لشاب مهاجر يعطي دورساً في اللغة العربية في فرنسا، ربما هو في هذه الحالة شابٌ موهوب، لكن كل من لا يفهم العربية لن يستوعبه، ولن يكون في مقدوره تقييم قدراته، تلك القدرات الكامنة في اللغة وحدها.فريد يفقد ثلاثة أشياء: الإسم والجسد واللغة

عندما يبلغ فريد فرنسا، لا يُنْطَقُ اسمه إلا مرّة واحدة، كما لو كان الأمر طريقة لتعيينه وتنميطه، ثم يختفي الاسم إلى الأبد، مثل شيء سار على سبيله ثم حاد عنه. يختفي هذا الاسم أثناء مشاهدة الشخصية للآخرين المحيطين بها، وعدم اكتراثهم لها.لجسد فريد بريق ولمعان، بيد أنّ انعكاسات ألوان الملابس التي يرتديها تغطسه في المناظر والفضاءات التي يعبرها، حتى أنّ تلك الألوان تنسخ بنيته تماماً: يصير جسده مغطى بالطين، مُفكّراً ومُبلّلاً ومُعصّرا، فيتحوّل إلى جِبْسٍ هَشٍّ. كذلك يتخلّى عنه جسده تدريجيّاً لأنه مُنفلتٌ ولامادي.

يد سوريالية ومفككة تطفو فتقلق فريد وتُرهبه، وعندما يُثَبِّتُها على الجدار، وسبّابتها بارزة، تظهر لنا إحالة غير مقصودة على عمل “الأصبع” للفنان الروسي آندريه موناستيرسكي، وفي ذلك نتوءٌ مبهمٌ لذات منفصلة عن ذاتها.

تبقى اللغة ربما هي آخر من يتخلّى عنه، ومن هنا يمكننا فعلاً أن نستخلص موهبته: يجد نفسه أمام مُشغّله، ابن بلده، يتحدثان العربية، لكن سرعان ما يرتبك، كما لو كانت اللغة تخونه هي نفسها. وحتى بعد إنشاده قصيدة أمام الجمهور، قصيدة بالعربية تُكرّر كيف أن كل ما يملكه مُتحوّلٌ؛ حتى بعد ذلك يجد فريد نفسه وحيداً، يُحدّق في الماء الأسود، في الليل، في صفحة مغمورة بالحبر دون فائدة.وشيئاً فشيئاً، وهو يُعلّم الأطفال العربية، تتهاوى لغته من حوله، ومع أنه يبدو قادراً على تحديد الأشياء وتسميتها، إلاّ أنّ يده وفمه يفقدان قوتهما، حتى أن الصغار يفقدون بدورهم الثقة في اللغة.

يختفي فريد في انعكاسه الخاص، والأمر لا يتعلق بموت نرسيس، ولا بالموت نفسه، وإنما هو انمحاء أثر لم يحصل يوما على أهمية وانتهى إلى الضياع.في هذه الأثناء، يرجع طيفٍ آخر لفريد، إنّه قرينٌ منفصل ومستقل، رجل متقدّم في السن، يشبهه ويضحك في وجه صديق يهُمّ بالرحيل.*سبق لفيلم حياة قاصرة أن عُرض في المركز الثقافي الألماني (معهد غوته) ببوردو خلال مؤتمر دراسي خُصّص لتسليط الضوء على مرحلة “جنون هولدرلن”، كما تم عرضه في المركز الثقافي الفرنسي (كازابلانكا) ضمن فعاليات التظاهرة الأدبية “مصنع” ربيع 2016، وفي مهرجان “مغرب الأفلام” بباريس خريف 2016.يؤدي دور فريد الكاتب أيوب المزين، فيما يلعب دور رشيد الممثل المسرحي الفرنسي جون مارك فواساك.

قد يهمك ايضا 

أول تعليق لدنيا بطمة بعد الحكم عليها بسنة حبسًا نافذًا

المحكمة تحدد مصير الفنانة المغربية دنيا بطمة وشقيقتها

 
casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفيلمٌ المغربي حياة قاصرة يمزج بين الشِّعر والجنون الفيلمٌ المغربي حياة قاصرة يمزج بين الشِّعر والجنون



GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 18:29 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 15:06 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالة أنيقة للفنانة المغربية دنيا بطمة تظهرها كالأميرات

GMT 09:13 2022 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

العلماء يكتشفون دور توقيت العلاج المناعي بمواجهة السرطان

GMT 02:38 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

وصفة سهلة للحصول على شعر ناعم ومفرود دون عناء

GMT 03:33 2017 الثلاثاء ,06 حزيران / يونيو

زينة الداودية توجه رسالة خاصة للإعلامية آمال صقر

GMT 22:26 2015 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

صراع مغربي جزائري لضم اللاعب زين الدين مشاش

GMT 20:13 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

قناة أون بلس تقدم المسلسل المصري حلم الجنوبي من جديد

GMT 11:01 2015 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نصف انواع الاشجار في غابات الامازون في خطر

GMT 07:49 2016 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

المفاوضات السورية وآفاق السلام

GMT 14:27 2016 الأربعاء ,08 حزيران / يونيو

حلويات رمضان2016: طريقة عمل الكنافة بالنوتيلا

GMT 14:35 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أرملة إيزيدية تتحدث عن قتل أطباء "داعش" لزوجها المصاب

GMT 09:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

وجدة تتصدر المدن الأفريقية من حيث عدد المساجد

GMT 21:12 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزيرة الإماراتي يفاوض الإسباني خوان كارلوس غاريدو

GMT 01:54 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تقنية "3D" تحدّد غموض مومياء فرعونية محنّطة منذ 2000 عام
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca