آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

حبكة درامية متماسكة وصورة جاذبة يتفاعل فيها الأداء مع الحوار

"العاصوف" يُحافظ على صيته بمواقع التواصل بالرغم من التسريبات

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

عبدالإله السناني
دمشق - المغرب اليوم

حافظ الجزء الثاني من مسلسل "العاصوف" على الصيت الذي ناله العمل في جزئه الأول. ورغم التسريبات التي كانت تصل إلى الإعلام قبل بث النسخة الحالية عن حذف ودمج حلقات ما بين الجزأين الثاني والثالث وبعض المستجدات التي تطرأ على سياق القصة، إلا أن القائمين على المسلسل استطاعوا تقديم حبكة درامية متماسكة وذات قيمة، وصورة جاذبة يتفاعل فيها الأداء مع الحوار مع الموسيقى التصويرية بشكل تكاملي.

وتميزت شخصيات العمل بتفرع خطوطها ومساراتها الدرامية، لاسيما أن كل شخصية تنشغل بنسج حكايتها التي تصب بالنهاية في مسار القصة الكبيرة التي يلتقي فيها بقية أفراد المسلسل، ولعل اللافت منذ الجزء الأول الحضور الطاغي لشخصيتي "محسن الطيان"، التي أداها النجم عبدالإله السناني، وشخصية "محمد أبو سعد"، التي تألق بأدائها الفنان عبدالعزيز السكيرين و"أبو سعد".

وبالنسبة للسناني، الذي انهالت عليه عبارات الإعجاب بأدائه وفي نفس الوقت عبارات اللوم والتقريع لشخصيته في المسلسل، فقد أثبت أن النجاح والهالة التي صنعها في الجزء الأول لم تكن مصادفة، بقدر مهارته في تلبس شخصية "محسن"، الذي يدفع وتيرة الأحداث بالمسلسل إلى الأمام في كل مرة. هذه الشخصية المحتقنة انتهازية ووصولية وتضمر الشر وسط عائلة مسالمة يعيش أفرادها يومياتهم بظروف المرحلة، وصلت إلى المشاهدين وأثارت حنقهم واستفزتهم لدرجة محاكمته من الجمهور في مواقع التواصل بعد كل حلقة. وهذا الأمر من دواعي البهجة لأي فنان يصل إلى الناس ويتفق على أدائه جمهور واعٍ لما يحدث ومنفتح على الشبكات المرئية التي نمّت ثقافته وإحساسه الفني ووضعتهم أمام مدارس وألوان متنوعة في الأداء. وكان الجمهور بقدر عتبه ومشاكسته لـ"محسن" يظهر إعجاباً بوجود ممثل تستطيع الدراما أن تبني عليه ومعه مشاريعها المستقبلية.

وعن قيمة الأداء لا بد من الإشارة إلى أنه في مثل هذه الأيام من العام 2010، كان السناني يأخذ مجموعة من الممثلين الشباب في أحد المسارح وسط العاصمة، للتحضير لمشاركة مسرحية خارج المملكة ويسير بخطى متثاقلة على الخشبة، ثم يلتفت إليهم ويرمقهم بنظرات أستاذ أمام تلاميذه، ثم يصرخ قائلاً إن الموهبة وحدها لا تكفي ولا تصنع في يوم من الأيام ممثلاً ناضجاً. وإنه إذا لم تقرن هذه الموهبة بالتعليم والدراسة ثم الدراسة، يلف أوراقه ويستكمل درس الإيقاع والحركة على المسرح وفيزياء الجسد ونبرات الصوت وأساليب الإلقاء ثم يرتجل بين سطور النص المسرحي أبيات الراحل محمد الثبيتي:

أدر مهجة الصبح

صب لنا وطناً في الكؤوس

يدير الرؤوس

وزدنا من الشاذلية حتى تفيء السحابة

وكان السناني يرى فيهم شبابه على مسرح جامعة الملك سعود ونصوص توفيق الحكيم وسعدالله ونوس وروائع شكسبير التي تأسس عليها مع زميل دفعته النجم ناصر القصبي، وفي هذه المشاركة تحديداً، نالت السعودية جائزة "أفضل نص"، وأفضل ممثل، كما حصد السناني جائزة أفضل مخرج. كل ذلك حدث قبل أن يكون هناك "محسن الطيان" الحاصل على شهادة القانون من القاهرة بتقدير جيد جداً (اللزمة الطريفة التي لاحقته مؤخراً)، وأيضاً مع الأخذ في عين الاعتبار بشباب لم يدرسوا في أكاديميات أو معاهد.

ومن المهم أن ندرك اليوم أن "العاصوف" هذه التجربة التي نالت من الاتفاق أو الاختلاف نصيبها هي من ستأخذ الدراما السعودية التي أغرقت المشاهد لسنوات في بحر الكوميديا الأجاج إلى مسار آخر أرحب إذا ما سلمنا من آفة استنساخ التجارب الناجحة التي بدأت بـ"طاش ما طاش" وقد تستمر بـ"العاصوف".

قد يهمك ايضا :

ناصر القصبي يثير الجدل قبل عرض الجزء الثاني من "العاصوف"

مسلسل "الكاتب" يواجه اتهام بالسرقة ومطالبة بوقف العرض

المصدر :

العربية

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العاصوف يُحافظ على صيته بمواقع التواصل بالرغم من التسريبات العاصوف يُحافظ على صيته بمواقع التواصل بالرغم من التسريبات



GMT 17:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 02:52 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على أهرامات متنوّعة قبالة سواحل جزر البهاما

GMT 05:32 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

"جواغوار" تطرح سيارتها طراز E-1965 للبيع 5 حُزيران

GMT 16:36 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

العجز المالي لمولودية وجدة يبلغ 700 مليون سنتيم

GMT 15:14 2015 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

صعقة كهربائية تودي بحياة عامل بناء ضواحي مراكش

GMT 05:18 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يحددون مكان بداية مرض الزهايمر المدمر في المخ

GMT 05:42 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

سراييفو تعتبر واحدة من أكثر المدن إثارة في أوروبا
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca