آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعكر صفوه

شبح التطرف يسيطر على مهرجان "كان" السينمائي الدولي

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - شبح التطرف يسيطر على مهرجان

مهرجان "كان" السينمائي
باريس ـ مارينا منصف

يعد عادة من ضمن الحكايات التي تتوخى إحداث صدمة، أن تبدأ عادة بالعبارة المأثورة "هناك شبح يخيّم..." ، حيث يخيم شبحين في الدورة السبعين لمهرجان "كان" السينمائي الدولي الذي يدخل يومه الرابع من دون أن يبدو في أفلامه مما يشكل مفاجأة حقيقية ، وبالتحديد الهدوء الذي يربكه الوجود المتضخم لرجال الأمن في كل زاوية وشارع ، فقد بدا كلًا منهما كأنه أُمر بأن يبدو على الدوام متجهّم الوجه عالي النبرة حين يتحدث إلى عباد الله العابرين ، وربما تكون تلك طريقة ناجعة لإرهاب المتطرفيين ، وإن بدا أن الجماهير العادية هي من تطاولها هذا الرعب.

مهما يكن، فلنبق نحن عند شبحينا اللذين دخلا المهرجان من باب عريض "الشبح الأول" دونالد ترامب الذي أشير إليه كثيرًا منذ سهرة الافتتاح من موقع سلبي بالطبع ، لا سيما في مداخلة المخرج الإيراني أصغر فرهادي الذي كانت سياسات الرئيس الأميركي ردعته عن التوجه إلى هوليوود أوائل هذا العام ، لنيل جائزة أفضل فيلم أجنبي "لتحفته البائع" ، وما إذا كان من الممكن أن يكون مختلفًا في مهرجان سينمائي يقوم على فن من الواضح أن الرئيس ترامب لا يحبذه كثيرًا ، والمهرجان يعطي المهاجرين حيزًا كبيرًا من الإهتمام ، ربما لكون السينمائيين أنفسهم لاجئين دائمين ، أما الشبح الثاني فهو نيتفلكس، التسونامي الذي يهجم على السينما في عقر دارها، في قدس أقداسها، "مدنّسًا" نقاءها كفنّ سابع خُلق للصالات وللعروض الجماهيرية، محولًا إياها إلى جزء من لعبة الإنترنت ووسائط العرض الفردية.

ولعرض "كان" أفلامًا صنعت للتلفزة والشاشات الصغيرة ليس بالأمر الجديد ولكن، أن تصل إلى عروض "نيتفلكسية" في مسابقات "كان" يا له من خرق للقواعد يندد به كثر من المشاركين في "كان" ، لكن ليس الممثل الأميركي ويل سميث، عضو لجنة التحكيم، وحده الذي تساءل "وما الضير في هذا؟ إن أبنائي الثلاثة يشاهدون فيلمين في الأسبوع في الصالات، والباقي في البيت!" ، وهو الأمر الذي أغضب كثيرين ، ليبقى التساؤل "ما هو الحل؟".

لا يملك أحد وصفة سحرية تنقذ السينما من هذا الشبح ، فهل ثمة وصفة ضد سياسات الرئيس ترامب؟ هنا أيضًا لا جواب ، لكن السينما ذاتها هي الجواب ، فعلى ويعتبر حضور المرأة في الدورة "الكانيّة" هو هذا العام أكثر منه في أي وقت مضى ، وبالنسبة إلى المهاجرين الذين لا يحبهم "أبو إيفانكا" وناخبوه كثيرًا ، ها هم سينمائيون كبار، من فانيسا ردغريف إلى أليخاندرو إينياريتو مرورًا بميشال هانيكي، يجندون أنفسهم وأفلامهم معتبرين القضية قضية العصر، هم الذين يضعون ناخبي الرئيس الفرنسي الجديد ماكرون رغم مواقفه المدافعة عن المهاجرين، على الضد من مواقف زميله الأميركي ، وهذه المقارنة ذاتها يمكن اعتبارها جزءً من العيد "الكانيّ الذي بدأ ولم يبدأ بعد.

أما الصرخة المريرة التي لم تصل كما يبدو إلى أسماع المحتفلين في حاضر الفن السابع، ولكن ربما بماضيه أكثر مما بحاضره في هذه الدورة السبعينية، فتأتي من بعيد، من المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه الذي نشر في العدد الأخير من مجلة "ميديوم" المختصّة بوسائل الإعلام التي بات يعتبر سيدًا من سادة دراستها الكبار، ويتساءل فيه عما آلَ إليه هذا المهرجان الذي كان محور استقطاب للمبدعين والأدباء خصوصًا ، فإذا به يصبح منطلقًا لرجال الأعمال، فقد كان عيدًا للشعب فصار مجرد احتفال جماهيري.

ويذكّر دوبريه بأن المهرجان ولد في أجواء فرح الفرنسيين بحكم الجبهة الشعبية ذات يوم قبل الحرب العالمية الثانية، لكنه تأجل إلى ما بعدها حين اندلعت ، ويخلص إلى أن "كان" يعد سابقًا جنة النقاد ومجلات السينما الكبيرة ، ولكن صار اليوم ملعب مقدمي البرامج التلفزيونية وخبراء التواصل والمعلنين وقوى الميديا.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شبح التطرف يسيطر على مهرجان كان السينمائي الدولي شبح التطرف يسيطر على مهرجان كان السينمائي الدولي



GMT 12:58 2022 الجمعة ,07 تشرين الأول / أكتوبر

براد بيت يُكذّب أنجلينا جولي ويتهمها باستغلال أولادهما

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 00:00 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين عموتة يحصل على راتب 50 ألف درهم في العقد الجديد

GMT 11:06 2016 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

المدرسة آلية إنتاج بذور المجتمع المختارة

GMT 05:01 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة "سيتروين" العريقة في مزاد "بونهامز زوت" الشهير

GMT 00:44 2015 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض "المزوار" لمسة من الثقافة المغربية المميزة في مدينة مراكش

GMT 18:24 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

ماسك الليمون وخل التفاح للشعر
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca