موسكو-الدارالبيضاء اليوم
شدد كيريل ديميترييف الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي والضيف المشارك في فعاليات «مبادرة مستقبل الاستثمار 2019»، على أن الفعالية تعدّ بمثابة مقدمة لرئاسة السعودية المقبلة لقمة مجموعة العشرين في العاصمة الرياض، متوقعاً أن تسهم في اتخاذ قرارات مهمة للاقتصاد العالمي.
وقال الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي، لـ«الشرق الأوسط» إن مبادرة الاستثمار في المستقبل هي منتدى دولي راسخ بالفعل، مشيراً إلى أن وفد صندوق الاستثمار المباشر الروسي يشارك للمرة الثالثة منذ إطلاق المبادرة.
وأضاف ديميترييف لـ«الشرق الأوسط»: «شهدنا تغييرات ملحوظة تحدث في السعودية خلال هذا الوقت تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع»، مشيراً إلى أن هذا التجمع يأتي بعد أسبوعين من الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي أعطت دفعة جديدة للتعاون الروسي السعودي في مختلف المجالات.
ووفق ديميترييف، فإن صندوق الاستثمار المباشر الروسي وقع اتفاقيات بقيمة تزيد على ملياري دولار خلال زيارة بوتين الأخيرة للمملكة، مضيفاً: «نتطلع إلى العمل مع شركائها السعوديين، بما في ذلك صندوق الاستثمار العام في المملكة و(أرامكو) السعودية و(سابك) و(ساليك) والعديد من الشركات الأخرى».
وتوقع أن تشهد الأعوام المقبلة، تعزيز شراكة استراتيجية بين البلدين، تحافظ على الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية، مشيراً إلى أن السعودية تعد مصدراً مهماً للاستثمار في الاقتصاد الروسي، مبيناً أن الصندوق الروسي أعلن أخيراً عن افتتاح مكتبه في المملكة للحفاظ على ديناميكية مكثفة لنشاط الأعمال.
وتابع ديميترييف: «أعلنّا شراكةً مع شركة (ساليك)، الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والحيواني -مستثمر سعودي حكومي عالمي في الأصول الزراعية- ونحن نناقش بالفعل استثمارات مشتركة في شركات الزراعة الروسية».
وأضاف: «اتفقنا على إنشاء وتشغيل مصنع للميثانول بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى مليوني طن، في منطقة أمور في الشرق الأقصى الروسي، بالاشتراك مع (سابك)، والشركة الروسية (ESN)، ونخطط لعدد من المشاريع الأخرى في روسيا، بالاشتراك مع (سابك)».
ووفق ديميترييف، ستشهد الشراكة بين شركة «فوساغرو» الروسية وشركة معادن السعودية في إنتاج الأسمدة الفوسفاتية الصديقة للبيئة وغير السامة، موضحاً أن روسيا والسعودية تعدّان من بين الدول القليلة التي توفر الأسمدة الصديقة للبيئة، مما يجعل التعاون في الاقتصاد الأخضر واعداً بشكل استثنائي.
وزاد ديميترييف: «من خلال التعاون بين السكك الحديدية الروسية والشركة السعودية للسكك الحديدية، ستشارك روسيا في مشاريع طموحة لبناء خطوط سكك حديدية جديدة في السعودية، ودعم الرياض في تحقيق الأهداف التي حددها برنامج (رؤية 2030)».
ومن المتوقع أن يستكمل صندوق الاستثمار المباشر الروسي و«أرامكو» السعودية، وصندوق الاستثمارات العامة السعودي، عملية الاستحواذ على حصة في «نوفومت» الشركة المتخصصة في مجال تصنيع المعدات الغاطسة بالنفط، بمجرد موافقة جهاز مكافحة الاحتكار الروسي على الصفقة، مبيناً أن هذا أول استثمار تقوم به «أرامكو» السعودية في روسيا، مما سيضع الأساس لاستثمارات أخرى للشركة في الاقتصاد الروسي.
وأوضح ديميترييف، أن أداء محفظة الاستثمار المشترك بين الصندوق الروسي وصندوق الاستثمارات العامة حقق عوائد جذابة، مفيداً بالقول: «بالتعاون مع زملائنا السعوديين، نعمل على أكثر من 25 مشروعاً جديداً تبلغ قيمتها الإجمالية 10 مليارات دولار عبر قطاعات، بما في ذلك الزراعة والتقنيات والذكاء الصناعي. نحن نستثمر أيضاً في مشاريع لتطوير الشرق الأقصى في روسيا».
وزاد ديميترييف: «من المهم للغاية الآن الحفاظ على الزخم الإيجابي الذي منحته الزيارة الرسمية الأخيرة لعلاقاتنا، ومواصلة تطوير التعاون متبادل المنفعة»، مشيراً إلى أن تنفيذ المشروعات الوطنية في روسيا سيخلق فرصا ممتازة للاستثمارات في مجموعة من المشاريع تبلغ قيمتها أكثر من 200 مليار دولار، في عدد من القطاعات المختلفة».
وتابع: «في عملنا مع شركائنا السعوديين، لدينا تركيز خاص على التقنيات المتقدمة، بما في ذلك الذكاء الصناعي... ويتعاون صندوق الاستثمار الروسي المباشر مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي على عدد من المشاريع الكيميائية للبتروكيماويات والغاز».
قد يهمك أيضا :
المغرب يرتقي إلى المرتبة الـ53 عالمياً في تقرير ممارسة الأعمال لعام 2020
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر