في ظل الأزمة الصحية غير المسبوقة، حيث يبقى الحجر الصحي الإجراء الحمائي الأكثر أمانا للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد -19) ، يفرض العمل عن بعد نفسه على المقاولات، التي يسمح نشاطها بذلك باعتباره أحد الخيارات الأكثر تداولا، فعلاوة على الحد من التنقل و الاحتكاك البدني، فإن هذا النمط من العمل، الذي تم اعتماده بشكل كبير في حالات الطوارئ وعلى نطاق واسع من قبل المقاولات المغربية عقب القرارات والتوصيات التي أعلنتها الحكومة والسلطات المختصة ، يضمن استمرارية النشاط وكذلك سلامة الموظفين .
قي هذا السياق، يكشف كيفين كورماند، الشريك المؤسس والمدير العام لـموقع “مبوب”، المنصة المرجعية الرقمية في قطاع العقارات في المغرب، في حديث عن تجربة مقاولته، والتدابير التي يتيعن اتخاذها والممارسات الفضلى التي يمكن اعتمادها لتطبيق العمل عن بعد.
– مبوب، كانت من بين أوائل المقاولات المغربية التي تبنت نهج العمل عن بعد لمجموع موظفيها. فكيف يتم إذن تنظيم العمل وفق هذه الطريقة في مبوب؟
وفقا لأحكام وتوصيات منظمة الصحة العالمية، قمنا انطلاقا من يوم الأحد 15 مارس 2020 باعتماد خطة العمل عن بعد لجميع موظفينا في المغرب وتونس. كما تم تنفيذ هذا الإجراء أيضا على فريق عملنا المتواجد في الديار الإسبانية قبل أيام قليلة نظرًا لخطورة الوضع هناك، رغم انعدام تسجيل أي حالة عدوى أو مرض لدى شركة مبوّب، فقد قررنا أن نتصرف بوعي ومسؤولية من أجل الحفاظ على سلامة جميع فرقنا لحمايتهم من أي خطر أو تفشي للعدوى.
لقد تم إبلاغ جميع موظفينا بأفضل الممارسات التي يجب اعتمادها لإنجاح هذا النهج المبتكر لتنظيم العمل، الذي لا يعتبر خيارا بل ضرورة.
كما اعتمدنا عملية اتصال كبيرة وشاملة مع جميع عملائنا وشركائنا للتعبير عن مدى تجديد التزامنا في مواجهة هذا الوضع الاستثنائي، وطمأنتهم حول التزامنا ومدى استعدادنا .
– ما هي الإجراءات التي يتعين اتخاذها لتطبيق هذه المقاربة في العمل ؟
لقد قمنا بمراجعة سريعة لخطنا التحريري داخليا وخارجيا.فالنسبة لموظفينا، قمنا بتطوير دليل داخلي ناجح للعمل عن بعد في شكل 11 نصيحة عملية. لقد اخترنا تحويل التوجيهات ليتم توصيلها إلى جميع الفرق بنبرة سلسة و ديداكتيكية ، من خلال التواصل الفعلي المبتكر و الملتزم .
نحن أيضا نضع أنفسنا في موقع مهيأ لتعزيز العمل عن بعد وسط جميع الشركات المغربية.لقد قمنا بتعبئة جميع وسائلنا التقنية و اللوجستيكية المتاحة بسرعة لإبلاغ الجميع في جو من المشورة بشأن الخطوات التي يجب اتباعها لاعتماد العمل عن بعد، وهي مبادرة يرحب بها مستخدمو الإنترنت الذين يزداد عددهم يوما بعد يوم في قراءة محتواياتنا ومتابعتها.
كما شكل مبوب لجنة رصد مخصصة لتطوير الاستراتيجيات المناسبة لفهم كافة القضايا الميدانية المستجدة بشكل أفضل. نحن نعمل بشكل وثيق مع عملائنا وشركائنا لتنفيذ هذه المشاريع بهدف تقديم أفضل تجربة رقمية مدعمة لسوق العقار المغربي.
– ما هي الممارسات الفضلى التي يجب القيام بها لإنجاح هذه الخطة العملية؟
الرقمنة هي أعظم قوتنا في التكيف مع التحديات الحالية. بفضل تقنياتنا وأدواتنا، نواصل دعم عملائنا من خلال خبرتنا الرقمية من أجل الحفاظ على سياسة القرب من عملائنا ورعايتهم، بالإضافة إلى توفير المعلومات لهم والتوصل بها من داخل منازلهم.
من بين الممارسات الفضلى التي يتعين اعتمادها للعمل عن بعد بكفاءة وهدوء ، يجب أن تكون مجهزًا جيدًا وأن يكون لديك جهاز كمبيوتروهاتف. الشيء المهم هو أن تكون رهن اشارة زملائك في العمل، وأن تكون قادرًا على استخدام برنامج العمل المعتاد وكذا الولوج إلى شبكة الشركة.
علاوة على ذلك يحتاج الموظفون أكثر من أي وقت مضى إلى الإشراف والدعم. فمن المهم الحفاظ على الاتصال بفريق العمل. لهذا، نوصي بإعداد خطة سريعة للتتبع عبر الهاتف، أو عن طريق التداول بالفيديو – عبر Skype أو Zoom – بشكل يومي. الهدف هو الحفاظ على تواصل مهني بطابع يراعي الجانب الإنساني.
فالنجاعة المهنية تستدعي الحفاظ على إيقاع عمل منتظم ، إذ من المستحسن تحديد فترات زمنية (من الناحية المثالية ساعات العمل المتداولة) وتدوينها في جدول الأعمال المشترك الذي يتم مشاركته مع فريق العمل. من هذا المنطلق، من الضروري أيضًا أخذ فترات للراحة بهدف تجديد التركيز واكتساب الإبداع!
ومن المهم إنشاء فضاء عمل نظيف. هذه المساحة خاصة للعمل فقط، تتيح إمكانية المضي قدما بكفاءة وزيادة الإنتاجية بهدف فصل الحياة الشخصية عن الحياة المهنية داخل المنزل.
وأخيرًا، لكي تكون منتجًا وفق هذا المنطق الذي يخلق تميزًا حقيقيًا بين الوقت الخاص والوقت المهني، من الضروري أن تكون في حالة جيدة وهذا يمر بشكل خاص من خلال ملابس العمل. أيضًا، يُنصح بارتداء الملابس التي ترتاح فيها ، والتي تسمح لك بإجراء مكالمات فيديو في إطار عملي ، إذا لزم الأمر.
– ما هي الحلول المقترحة للشركات التي يصعب عليها تطبيق العمل عن بعد؟
هناك بالفعل مسألة الحرف اليدوية التي لا تسمح بالعمل عن بعد وتتطلب حضورا فعليا للمستخدمين. و يالتالي يجب على هذه الشركات تنفيذ تدابير وقائية، تتناسب مع الوضع الحالي للأزمة الصحية. يتيعن على صاحب العمل مضاعفة الإجراءات الوقائية لحماية صحة الموظفين. يجب تشجيع الموظفين على تحمل المسؤولية والامتثال لقواعد النظافة الأساسية. كما يجب أيضا منع جميع الزيارات من أي شخص خارج الشركة.
كما تستدعي الضرورة أيضا من هذه الشركات، مراجعة تخطيط مكاتبها لخلق مسافة أمان أكبر بين جميع الموظفين.
ويجب على الموظفين أيضا اعتماد تدابير وقائية والممثلة في (غسل اليدين بانتظام، وتجنب الاتصال المباشر ببعض الزملاء، واستخدام المناديل الورقية التي يمكن التخلص منها بعد كل استعمال، وعدم لمس وجوههم) لتجنب العدوى وانتشار فيروس كورونا.
في (مبوب)، نولي اهتماما كبيرا للممارسات اليومية الجيدة، للحد من مخاطر العدوى مع العمل على زيادة الوعي بين عامة الناس للحفاظ على سلامة الجميع ،لأننا في خضم مواجهة حالة استثنائية وغير مسبوقة، لذلك فالأمر بين أيدينا جميعًا للابتكار الحقيقي من أجل التكيف بأفضل ما يمكن مع هذا الوضع المستجد والغير مسبوق.
قد يهمك أيضًا:
أسعار المنازل قد تنخفض 35% خلال 3 سنوات في بريطانيا
أبوظبي تسمح لغير المواطنين بالتملك والتصرف العقاري
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر