آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

بعد أن أرغمتها أزمة "كورونا" على إغلاق المحلات

الحرف التقليدية تستأنف نشاطها بصورة تدريجية في المغرب

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الحرف التقليدية تستأنف نشاطها بصورة تدريجية في المغرب

الحرف التقليدية تستأنف نشاطها
الرباط ـ الدار البيضاء اليوم

بعيدا عن أن تكون مجرد ترف يزين البيوت والمحلات، تحتل منتجات الصناعة التقليدية مكانة متميزة في الثقافة المشتركة بين جميع المغاربة، القائمة على تثمين كل منتج أصيل يعكس تفرد وعبقرية الصانع التقليدي.وبعد أن ألزمت ظروف جائحة فيروس كورونا المستجد الصناع التقليديين على إغلاق محلاتهم، في سياق حالة الطوارئ الصحية، تعاود أنشطة الصناعة التقليدية ، من خياطة الألبسة ومحلات الخزف والجلد وغيرها من فروع هذه الصناعة ، وتيرتها بشكل بطيء لكن بثبات، لتستعيد من جديد تألقها وتجدد اللقاء بزبناء تحتل لديهم مكانة خاصة.

فسواء تعلق الأمر بمنتجات خاصة بالاستخدام داخل المنازل أو المحلات التجارية أو قطاعي الفندقة والمطعمة، أو بأدوات عملية من قبيل أدوات الطبخ أو الألبسة أو تحف الديكور، تظل منتجات الصناعة التقليدية حاضرة في مختلف أوجه النشاط اليومي وتترك بصمة خاصة لدى الزبناء المغاربة والأجانب على حد سواء.وعلى غرار عديد من قطاعات النشاط الاقتصادي التي طالتها جائحة (كوفيد 19)، شهد قطاع الصناعة التقليدية تباطؤ وتيرته، مع توقف شبه كامل للنشاط المهني. غير أن الحياة بدأت تدب تدريجيا في أوصال القطاع، إذ استفاد ، كما هو الشأن بالنسبة لباقي الأنشطة الصناعية والتجارية ، من الإجراءات التي اتخذتها السلطات، بالسماح للقطاعات الإنتاجية والخدماتية بمزاولة أنشطتها ابتداء من 11 يونيو الجاري، مع الحرص على احترام جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية المقررة في هذا الصدد، وذلك بهدف تحريك دواليب عجلة الاقتصاد الوطني.

هو الحال بالنسبة للسيدة مونية ، صاحبة محل للألبسة التقليدية بحي الوفاق (تمارة)، التي استبشرت خيرا بقرار الاستئناف التدريجي للأنشطة الاقتصادية في ظل تدابير تخفيف الحجر الصحي، لتستعيد واجهة محلها ألقها وتتزين بألبسة تقليدية حاكتها أنامل صناع تقليديين تثير إعجاب المارة والزبناء الشغوفين بالألبسة التقليدية.“شرعنا في العمل بشكل محتشم، لكن الأهم أننا شرعنا في مزاولة النشاط”، توضح السيدة مونية في تصريح استقته وكالة المغرب العربي للأنباء، مضيفة أنها استأنفت العمل مطلع الأسبوع الجاري بشكل تدريجي، في انتظار استئناف الحركية المعهودة التي يشهدها المحل.وأشارت إلى التوقف الكلي للأنشطة التي كانت تزاولها ، يوم 17 مارس الماضي ، تزامنا مع فترة الحجر الصحي، إذ توقف عمل الصناع التقليديين فضلا عن غياب الزبناء، مردفة بالقول “كانت لدينا طلبيات قبل فرض حالة الطوارئ، وبالتالي اضطررنا إلى تسليمها للزبناء عبر خدمة الإرساليات”.

وعن الاستئناف التدريجي للنشاط الذي تزاوله، قالت صاحبة المحل “الحمد لله، الزبناء عادوا لزيارة المحل، خاصة الذين كانوا يودون اقتناء جلابيب أو قفاطين تقليدية خلال شهر رمضان الكريم” وأيضا الراغبين في اكتشاف جديد الأقمشة والأزياء التقليدية التي تحظى بإقبال كبير، موضحة أن الزبناء يتوزعون بين من اقتنوا فعلا بعض السلع، وبين من يطرحون الأسئلة حول إمكانية تقديم طلبيات للمحل، خاصة مع اقتراب حلول عيد الأضحى.وامتثالا للتدابير والإجراءات الاحترازية التي يتطلبها استئناف أي نشاط تجاري أو صناعي، فإن السيدة مونية تحرص على التطبيق السليم لكافة الإجراءات، عبر توفير محلول معقم داخل فضاء المحل، وممسحة للأرجل معقمة في مدخله، لتمكين الزبناء والعاملين (الاقتصار على عاملين) من استخدامه، فضلا عن الحرص على ارتداء الكمامة بالنسبة للجميع.

كما أنه يتم تعقيم الألبسة التي قام الزبناء بارتدائها فور مغادرتهم، فضلا عن الأماكن التي تنقلوا فيها، وذلك حرصا على توفير كافة شروط السلامة الضرورية في هذه الظرفية الاستثنائية التي تتطلب تضافر جهود الجميع من أجل إنجاح رهان الأمان الصحي مع استئناف العمل.وتؤكد أن الزبناء، الذين لا يتجاوز عددهم اثنين في الآن نفسه داخل المحل ، رغم كبر مساحته ، يرتدون الأقنعة الواقية، كما أنهم يلتزمون بمسافة الأمان التي لا تقل عن متر ونصف.ولاحظت صاحبة المحل ، في هذا الصدد ، أن هناك وعيا كبيرا لدى الزبناء بإجراءات السلامة والوقاية من العدوى، حيث يحرصون على الإبقاء على الكمامة الواقية لدى ولوج المحل، ويستخدمون المحلول المعقم بشكل تلقائي، موضحة أن الجميع يأخذ الاحتياطات الكافية للتسوق بأمان.

فمع التخفيف التدريجي للحجر الصحي، تظل شروط السلامة والوقاية عاملا حاسما في حسن استئناف أنشطة مختلف مهن الصناعة التقليدية، وضمان تحريك دواليب عجلة النشاط التجاري دون الإخلال بتدابير الوقاية من انتشار عدوى فيروس (كوفيد-19).وحسب التوصيات التي قدمتها غرفة الصناعة التقليدية بجهة الرباط-سلا-القنيطرة ، مؤخرا ، لفائدة جميع فئات الصناع التقليديين، في إطار مواكبة التخفيف التدريجي للحجر الصحي واستئناف النشاط الاقتصادي لمهن الصناعة التقليدية، يتعين ، على الخصوص ، إحداث فضاءات مخصصة لاستقبال الزبناء وموردي المواد الأولية، فضلا عن تهوية فضاءات العمل بشكل مستمر وتعقيمها.

وتتضمن هذه التدابير كذلك احترام التباعد الجسدي وارتداء الكمامات وغسل اليدين بشكل متكرر، مع تفادي الاحتكاك المباشر بالزبناء والموردين.وكانت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي نادية فتاح العلوي قد أكدت ، مؤخرا في جلسة بمجلس النواب ، أن الجائحة أظهرت الحاجة لتسريع هيكلة قطاع الصناعة التقليدية، بغية تطويره وتحسين ظروف عمل الصناع التقليديين.وركزت خطة عمل الوزارة الرامية إلى توفير أحسن الظروف لإعادة انطلاقة أنشطة الصناعة التقليدية ، تضيف الوزيرة، على ثلاثة محاور تشمل برنامج الصحة والسلامة لاستئناف الأنشطة، وهيكلة القطاع، ومواكبة الحرفيين خصوصا في جوانب الإنتاج والتسويق والتمويل، مؤكدة أن الوزارة عبأت مصالحها المركزية والترابية من أجل مواكبة الصناع التقليديين، في عملية الاستفادة من الإجراءات التي اتخذتها البلاد في إطار لجنة اليقظة الاقتصادية.

قد يهمك ايضا:

عشرات التجار يحتجون على ترحيل سوق في "قرية ابا محمد"

صندوق الضمان الاجتماعي يكشف القطاعات المتضررة من "كورونا"

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرف التقليدية تستأنف نشاطها بصورة تدريجية في المغرب الحرف التقليدية تستأنف نشاطها بصورة تدريجية في المغرب



GMT 01:50 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

الأميرة ماري تلتقي بزوجة الرئيس ماكرون في باريس

GMT 12:46 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

امرأة تستفيق في قبرها بعد يوم كامل من دفنها

GMT 03:24 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

قواعد الإتيكيت الخاصة بالتعامل مع زملاء العمل

GMT 08:58 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

ماء العينين تكشف عن تفاصيل لقائها مع بنكيران

GMT 16:13 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تركي آل الشيخ يرد على شائعات إصابته بمرض السرطان

GMT 07:31 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الأوضاع الحميمة في دول مختلفة

GMT 00:29 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح فندق "هيكفليد بليس" بعد ترميمه في إنجلترا
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca