دبي - جمال أبو سمرا
تتواصل الاستعدادات لانطلاق "مهرجان ليوا للرطب" في الإمارات في نسخته العاشرة لهذا العام، الذي يقام للسنة الثانية على التوالي في شهر رمضان المبارك من 12 إلى 18 تموز/ يوليو المقبل، في مدينة ليوا في المنطقة الغربية في إمارة أبوظبي، برعاية كريمة من نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وبتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي.
ويضُمّ المهرجان العديد من الفعاليات الشعبية والتراثية والفنية، من أهمها مزاينة الرطب والليمون والمانجو والسوق الشعبي، وذلك في إطار الاحتفاء بالعادات والتقاليد والمحافظة على التراث المعنوي لدولة الإمارات، وخاصة شجر النخيل الذي يشغل مساحة كبيرة من التراث الإماراتي الأصيل والذاكرة الإنسانية لمجتمع الإمارات.
وفي هذه المناسبة، أعلن مستشار الثقافة والتراث في ديوان ولي عهد أبوظبي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، محمد خلف المزروعي "نحن لا نريد لهذه الشجرة أن تكون ماضياً نحتفي به فقط، فنحن لليوم ما زلنا نستمع إلى روايات عن طقوس الاستعداد لموسم الرطب، فإن لذلك حكاية ورواية قديمة لا يعرفها إلا أهل الخبرة والمهارة من الآباء الذين ما زال البعض منهم رغم كبر سنه يمارس هواية أجداده ويورثها لأبنائه". وأكّد أنّ هذه الشجرة المباركة تحظى باهتمام ودعم كبير من قبل قيادتنا الرشيدة، وتسعى الجهات المعنية دوماً لتطوير طرق زراعته والاهتمام به، إضافة لتبوؤ الإمارات مرتبة عالمية متقدمة في مجال إنتاج التمور وتصديرها، ونوّه بنجاح مزرعة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في العين أخيراً، في حصاد أول رطب "الخلاص" قبل موسمه بشهرين للمرّة الأولى، كأول منطقة في الخليج العربي، فيما تنتج بقية المناطق هذا النوع من الرطب في نهاية الشهر المقبل.
ونجحت سابقاً تجارب مخبرية إماراتية في استنساخ البراعم الأولية لفحل نخيل نادر ووحيد، يتميز بوفرة حبوب اللقاح، ويكفي الواحد منه لتلقيح ما يقارب 25 نخلة تمر.
من جانبه، أشار مدير مهرجان ليوا للرطب عبيد خلفان المزروعي إلى أن نجاح المهرجان على مدار السنوات الـ 9 السابقة ما هو إلا نتيجة لتضافر جهود الجميع وتحملهم المسؤولية كاملة من أجل العمل على إنجاح الحدث المميز، وإظهاره في أبهى صوره وتقديم أفضل الخدمات للمشاركين وأرقى العروض لزوار المهرجان.
واعتبر أن المهرجان هو الحدث الأبرز الذي يُعنى بشجرة النخيل وكل ما يرتبط بها، حيث تحوّلت الاحتفالية، التي تقام على ما يزيد على 20 ألف متر مربع في مدينة ليوا إلى محطة رئيسة على خارطة المهرجانات السياحية في الدولة، مشيراً إلى أن أهمية مهرجان ليوا ينبع من جمعه لعشاق الأصالة والتراث والمهتمين بخير الأرض ورُطبها وإرثها الحضاري، وذلك بفضل الدعم المميز من قبل راعي المهرجان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان.
وأكّد عبيد المزروعي أنّ النجاحات العلمية والبحثية المتواصلة التي تحققها الإمارات في مجال زراعة النخيل بالتوازي مع جهود صون التراث، إنما تأتي تأكيدًا على أهمية النخيل في الحياة الإماراتية وليس كونه تراثاً وتقليداً إنما حاضرًا نحيا به ونقدمه لأجيالنا المقبلة لتحقيق الاستمرارية الناجحة في عملية تطوير زراعته وريه والمحافظة عليها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر