أغادير- أحمد إدالحاج
يستقبل سكان أمازيغ سوس شهر رمضان بعادات وتقاليد تبدو فريدة، فأمازيغ سوس يتفننون في الاستقبال من غير تكلف ولا تصنع؛ بعادات وتقاليد عريقة توارثوها أبًا عن جد، وكلما اقتربت إلى المنطقة لمست أكثر ذلك التميز في السلوك والمظاهر اهمها شراء "الكرْشَة" فيقطعونها أجزاء صغيرة ثم يجففونها في الشمس، لتستعمل في وجبات الإفطار في رمضان وفي طهي وجبة "الحَرِيرَة" عوض الحمص والبقدنوس، إلى جانب الخبز بالشحم أو كما يسمى في اللغة الامازيغية"أَغْرُومُ تَادُونْتْ"، والتمر لا يشرى في الغالب وإنما يعطى مجانًا في هذا الشهر.وبعد الانتهاء من وجبة الإفطار وأداء صلاة العشاء والتراويح، تفضل بعض العائلات قضاء السهرة مع الحلويات والشاي، ثم تحضر النساء وجبة السحور التي تكون في الغالب عبارة عن خبز مدهون بالسمن والعسل والتمر
وأكثر ما يميز رمضان لدى سكان امازيغ سوس "الحريرة" التي تسمى "أَزِكِيفْ" بالشعير فتطهى على الحطب، إلى جانب القهوة بالحليب والتمر، ويجلس رب الأسرة متوسطًا المائدة، وبعد تناول وجبة الإفطار يذهب الرجال والشباب والأطفال إلى المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح، بينما تحضر النساء الخبز والسحور حيث نستيقظ على دقات الطبل أو المهلل، وقبل شروق الشمس يبدأ يوم جديد من العمل .. إلى قبيل المغرب حيث يستعد الجميع للرجوع إلى البيت للإفطار والراحة من عناء يوم شاق.
أما لباس الأمازيغ في شهر رمضان في سوس فيتميز ببساطته وخلوه من تعقيدات العصرنة والمدنية الحديثة، وهو مع ذلك لباس يطوي في ثناياه تاريخ المغرب وتراثه العريق. فالرجال يلبسون عادة في رمضان "الفُوقِيَة" التي يكون لونها إما أزرق أو بنيًا، واللون الأبيض يلبس فقط في ليلة 27 من رمضان، وما يتميز به الرجال الأمازيغ أنهم يحلقون رؤوسهم كل 10 أيام حلاقة جذرية، وفي رمضان يمتنعون عن ذلك حتى ينتهي هذا الشهر، ويلبسون كذلك نعلاً "البْلْغَة" في أرجلهم ولونها أصفر دائمًا، ومنها ما يتميز بوجود كعبين وتسمى "تِيوِرْزِينْ" حفاظًا على الرِجل من التشقق نتيجة صعوبة الأرض، إلى جانب تغطية الرأس بالنسبة للشباب بـ "الطَاقِيَة" و"الشْرْقَاوِيَة" بالنسبة للكبار.
وفي الجانب الآخر تفضل النساء الامازيغيات بسوس لبس إزار أبيض أو أزرق طوله تقريبًا 4 أمتار على مترين يسمى "تَمْلْحَافْتْ" يغطى به سائر الجسم، وتتميز المتزوجات بوضع قطعة ثوب أسود في الغالب أو أحمر على الرأس يسمى "تَمَاسَاسْتْ" تتدلى من تحته خصلتان من الشعر المربوط في آخره ببلح البحر. أما بالنسبة للعازبات فيلبسن على رؤوسهن قماشًا أبيض محاطًا بشريط مذهب ويحزم بـ "أَمْلُولْ"، وفي بعض المناطق يكتفين بجدل الشعر وترصيصه بأصداف بحرية تصل أحيانًا إلى 70 صدفة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر