العيون ـ هشام المدراوي
تعد مجموعة "خوسيفا للطرب الحساني الأصيل" من أعرق المجموعات الغنائية في الصحراء، والتي رفع أعضائها شعار التحدي، عبر السعي نحو المحافظة على المورث الثقافي الصحراوي الضارب في القدم .هذه المجموعة مكونة في غالبيتها من نساء من الطبقة الفقيرة، واللائي اخترن الفن كوسيلة للتعبير عن هموم ومشاكل وتطلعات السكان المحليين، وأيضا الدفاع عن مغربية الصحراء، على الرغم من المضايقات التي لاحقتهن من لدن من باتوا يعرفون ب"انفصالي الداخل" عند مشاركتهن سواء داخل المغرب أو خارجه. وعلى الرغم من العطاء الذي قدمن في هذا الإطار إلا أن ذلك لم يقابله أي اهتمام أو عرفان من لدن المسؤولين عن المشهد الثقافي في الجنوب المغربي، والذين لم يكلفوا أنفسهم عناء النظر في الوضعية الاجتماعية لأفراد هذه المجموعة التي تستحق التقدير والتنويه بعد سنوات طويلة من العطاء المثمر في الميدان الفني.
ويعود تاريخ تأسيس المجموعة لسنة 1975، في مدينة العيون، وهي مكونة من 12 فردا وتتوزع أدوار أفراد المجموعة بين الرقص والغناء والشعر والزغاريد في تناسق تام يتم تجسيده عبر لوحات فلكورية محلية. ووجبت الإشارة إلى أن المجموعة ومنذ تأسيسها حملت على عاتقها مسؤولية التعريف بالفن الحساني الأصيل من منطلق إيمانها بأن الفن يعد الوسيلة الأقرب لإيصال مجموعة من الرسائل والأفكار سواء ذات الصلة بالحياة اليومية أو تلك المتعلقة بالقضايا الكبرى للوطن.
ومن أبرز ما تتميز هذه الفرقة الغنائية أنها تعتمد على تجسيد التراث الحساني ليس فقط على مستوى أداء الرقصات الغنائية، بل أيضا على مستوى التعريف بالأزياء المحلية. لذلك، فإن كل عضو من أعضاء المجموعة تحرص على أن ترتدي الملابس التقليدية المحلية الأصيلة بكل تفاصيلها ملتزمات بالمزج بين اللونين الأبيض والأسود بالإضافة إلى الحلي والحناء إلى غير ذلك من الإكسسوارات، وهذا تقليد تعودنا عليه منذ البدايات الأولى للمجموعة.
واستطاعت المجموعة أن توقع على العديد من المشاركات سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الوطني أو الدولي، كما حضرت المناسبات المهمة من قبيل زفاف الأميرتين للامريم وللاحسناء شقيقات العاهل المغربي، وزفاف الملك محمد السادس، وختان الأمير مولاي الحسن ولي العهد، ومهرجانات في فاس ومكناس والرباط والجديدة ومراكش وبرشيد وطنجة والصويرة والعرائش.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر