القاهرة - مصطفى فرماوي
كان المعماري الملكي لثلاثة من الفراعنة المصريين القدماء مسؤولًا عن بناء بعض المقابر الهرمية الأكثر شهرة، ولكن على ما يبدو فإن تحنيط خا وزوجته ميريت كان بعيدًا عن التقليدية.
وحنط الباحثون مومياوات الزوجين القديمة التي تم اكتشافها داخل توابيت مذهبة في مقبرة عند جبانة طيبة بالقرب من الأقصر وتعود إلى أكثر من 3500 عام.
واكتشف الباحثون بأن خا وزوجته تم تحنيط جثثهم باستخدام بعض المكونات الغريبة نوعًا ما بما في ذلك زيت السمك والصمغ النباتي وشمع العسل والزيوت النباتية، وخلافًا للملوك فإن أعضاءهم الداخلية بما في ذلك مقلة العين والمخ تم الإبقاء عليها أيضًا داخل أجسادهم، وهي الممارسة التي كان يعتقد بأنها تصيب عملية التحنيط بالتلف.
وعثر على المومياوات في حالة جيدة في الوقت الذي يرجح فيه الخبراء أن الخلطة الغريبة المستخدمة في عملية التحنيط لعبت دورًا كبيرًا في الإبقاء على الحالة التي ظهرت عليها المومياوات، وجاء استخدام ملح النطرون ليكون بمثابة طريقة نموذجية في التحنيط خلال عهد الأسرة الثامنة عشر.
وظهرت مومياء خا مغطاة بالدهن الحيواني والزيت النباتي والبلسم والصمغ النباتي وراتينج الأرز، أما الأكفان الكتانية لزوجته احتوت على مستويات مرتفعة من زيت السمك ممزوج بكميات قليلة من البلسم وراتينج الصنوبر إلى جانب شمع العسل، وتم تغطية الأكفان الخارجية بمادة سوداء لامعة اكتشف بأنها راتينج الفستق.
وأوضح مدير مشروع المومياء السويسرية في مركز الطب المتطور في جامعة "زيورخ" في سويسرا البروفيسور فرانك رولي، أن طريقة التحنيط المميزة التي حافظت على المومياوات في حالة جيدة تتناقض مع المزاعم السابقة بأن هذه المومياوات لم يتم الاعتناء بها نظرًا لكونها لا تعود إلى الأسرة الملكية، حيث كتب هو وزملاؤه في مجلة للعلوم بأن المومياوتين كانتا تتضمنا الأعضاء الداخلية بما في ذلك المخ الذي بقي داخل الجمجمة، وليس هذا فحسب وإنما كانت أيضًا غنية بالمجوهرات فضلًا عن ارتداء خا للتمائم الجنائزية.
وأضاف البروفيسور رولي، أن مومياء كلا الزوجين كشفت عن عدم وجود تحنيط نمطي، بحيث استخدمت في الحقيقة العديد من الأساليب المختلفة اعتمادًا على من يجري عملية التحنيط.
ويعتقد بأن خا أشرف على بناء بعض الأهرامات ومات في عهد أمنحتب الثالث جد توت عنخ آمون، بينما ماتت زوجته قبله بنحو حوالي من 25 إلى 35 عامًا، وتم اكتشاف رفاتهم عام 1906 من قبل عالم المصريات الإيطالي إيرنستو شياباريلي في وادي الملوك بالقرب من القرية القديمة دير المدينة، ومازالت المقبرة غير الملكية التي يتم اكتشافها من عصر الدولة الحديثة في مصر القديمة وتظهر بحالة جيدة.
واكتشف علماء الآثار أكثر من 500 قطعة داخل مقبرة الزوجين جنبًا إلى جنب مع اثنين من التوابيت الخشبية الكبيرة وتشتمل على مجموعات من الملابس المصنوعة من الكتان، وكذلك ملابس داخلية موقع عليها حروف الاسم، فضلًا عن نسختين من كتاب الموتى.
ولاحظ الباحثون أن التابوت الداخلي الخاص بالمعماري خا ظهر مزينًا ومغطى بأوراق من الذهب، فيما جاءت العينين والحاجبين مزينين بعناية وكانت مطعمة بالكوارتز والزجاج.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر