آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

احتفالات عاشوراء في المغرب مزيج "دين وفرحة وشعوذة"

أطفال يلعبون وشباب يقفزن فوق النار ونساء يروضن أزواجهن بالسحر

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - أطفال يلعبون وشباب يقفزن فوق النار ونساء يروضن أزواجهن بالسحر

احتفالات عاشوراء في المغرب
الدار البيضاء ـ جميلة عمر

عاشوراء هو اليوم التاسع والعاشر من شهر محرم وهو احتفال يختلط فيه ما هو ديني، كالصيام والصدقة، وبدائي كلباس الأقنعة ورش المياه، كما أنه مناسبة للعب الأطفال وفرصة لبعض النسوة اللاتي يرغبن في ترويض أزواجهن عن طريق بعض أعمال السحر و الشعوذة الكرنفال في المغرب الاستعداد للاحتفال بعاشوراء يبدأ منذ اليوم الثاني من عيد الأضحى

فتُأخذ عظام الأضحية (الكبش) ليصنعوا منه (دمية عاشوراء) التي تسمى بـ (بابا عيشور)، وينقع هذا العظم في الحناء، ويلبسونه القفطان والجلباب المغربي، فيما يصنعون من جلد الخروف أقنعة استعداد للاحتفالات الكرنفالية بهذا اليوم.

ويجفف اللحم "القديد" من أجل وجبة العشاء "كسكس عاشوراء" بسبعة خضر.

بنفس مظاهر السعادة والفرحة تتحول أحياء وأزقة مدينة الدار البيضاء تنطلق المفرقعات والصواريخ وتشعل النيران، دون حسيب ولا رقيب، وجميعها ألعاب قد تتسبب في إحداث مشكلات للأطفال هذا بالإضافة إلى الطرقات المقفلة بالأحجار والأشجار.

الشعالة ... أو ليلة عاشوراء

أول طقوس الحفلة تبدأ ليلة عاشوراء، حيث يجمع الأطفال والشباب عدد كبير من الخشب والعجلات القديمة فيضعونها في ساحات بالقرب من الأحياء التي يسكنوها، ويضرمون النار بها بعد صلاة العشاء، وبعدها يبدأ الشباب القفز من فوقها ليستعرضوا عضلاتهم أمام الفتيات.

وترتبط اشعال النار ليلة عاشوراء بقصة إلقاء النبي إبراهيم عليه السلام في النار فخرج منها سليمًا، وبالتالي فإن الشباب حين يقفزون على نيرانهم فهم لا يخافوا منها إذ يضعون أمام أعينهم الآية القرآنية " قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ".

يشكل النساء والفتيات والرجل أثناء قفز الشبا من فوق لهيب النار دائرة، وتطلق الفتيات حينها الزغاريد والضرب على الدفوف والتعاريج  لتشجيع الفتيان.

العرافات

أثناء التقافز تستغل العرافات الفرصة لممارستهم للسحرة والشعوذة ويرمين بأعمالهن وسط لهيب النيران، اعتقادًا منهن أن بنجاح السحر بهذه الطريقة.

الشباب

تنشغل الباقيات من الفتيات والنساء بالأهازيج الشعبية والأغاني الخاصة بتلك المناسبات،  وسط مرورهن في مختلف الدروب ليستقطبن نسوة الأحياء، وعقد الصلح مع المتخاصمين على أصوات النساء المرتفعة بالغناء.

وتأتي الفواكه الجافة من ضمن المأكولات الاستثنائية للمناسبة في زيارة المقابر والترحم على الأموات.

اليوم الثاني ...يوم زمزم

في اليوم الثاني تقوم العائلات بالاغتسال في الصباح الباكر، ويلبسن ألبسة جميلة، وترش النساء قبل الخروج أبنائها ورب العائلة بالماء، وتسمى هذه العملية " الرش بماء زمزم " باعتقادهم أن في هذا الماء بركة سيحميهم طيلة السنة، كما يعتقدون أن مياه الأرض تكون زمزمية يوم عاشوراء، وهم في ممارستهم لهذه الطقوس، يسعون لجلب البركة والسعد، ويوم عاشوراء.

بعد ذلك يخرج الأطفال والشباب من أجل اللعب برش بعضهم البعض بالماء، وحتى المارة لا ينجون من الرش بماء زمزم ويتم ذلك في جو من المرح والضحك.

 سحر وشعوذة

تظل عاشوراء في المغرب، من أبرز المناسبات لممارسة السحر والشعوذة. وارتبطت في الأذهان فكرة استغلال هذه المناسبة من طرف المشعوذين، وبعض ربات البيوت لصنع العديد من الأعمال السحرية التي يكون الغرض منها في الأساس الإيقاع بالزوج، والقيام بأعمال سحرية للأزواج والعشاق حتى لا يضاجع امرأة أخرى، كما يعمل أعمال شيطانية من أجل  إشعال فتيل الحب بين الزوج وزوجته عن طريق رمي "الخرقة " التي تستعمل في الجماع  بنار "الشعالة"، كما تستعمل  في هذه الليلة أعمال سحرية أخرى .

وخلال التسع الأيام الأولى لشهر محرم تشتعل أثمنة المواد التي تستعمل في السحر، كما تعرف السوق الشعبي "الجميعة " بالدار البيضاء رواجًا منقطع النظير، ومن السلع التي ترفع أثمنتها، هناك مخ الضبع، شعر الفأر، وجلد بعض الحيوانات كالثعالب، الكلاب، القطط البرية، الضفادع، ، القنافذ، السحليات، الثعابين إلى غير ذلك من الحيوانات وعشرات الآلاف من الأعشاب والأحجار والبيض الذي يستعمل في السحر والشعوذة.

 مكر مفر وهجوم مضاد

طيلة العشرة الأيام لشهر محرم وخاصة اليوم التاسع، يوم عاشوراء، أي اليوم العاشر تعرف فيه أشياء خطيرة، مشاهد لأطفال وشباب مراهقين يترصدون المارة من المواطنين الأبرياء والنساء والفتيات المتوجهات صوب مقرات عملهن أو مدارسهن، ليقوم هؤلاء بالاعتداء عليهن وابتزازهن بواسطة كميات من الماء الممزوج بماء للتنظيف، لتبدأ معه حرب جديدة اسمها مكر مفر وهجوم مضاد، بالإضافة إلى الماء الملوث يتجه المشاغبين خلال هذا اليوم إلى استعمال البيض والماء الحارق، لينتهي المشهد غالبا بمشادات ومشاحنات تخلق أجواء من السـباب والشتائم والتظلمات والشكاوى بين الناس وبين الجيران .

 

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال يلعبون وشباب يقفزن فوق النار ونساء يروضن أزواجهن بالسحر أطفال يلعبون وشباب يقفزن فوق النار ونساء يروضن أزواجهن بالسحر



GMT 16:34 2022 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

عيسى مخلوف في ضفافه الأُخرى: سيرة الذات والآخر

GMT 17:40 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 18:54 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 18:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 05:14 2017 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

حسين جابر يتحدث عن أرباح صندوق "تنمية العراق"

GMT 23:37 2017 الخميس ,28 أيلول / سبتمبر

"سابع جار" للممثلة هيدي كرم قريبًا على CBC

GMT 14:30 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 05:20 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأفضل الفنادق الفاخرة في العالم

GMT 08:53 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جزيرة "العوانة" في الجزائر تسحر العيون بالطبيعة الخلابة

GMT 00:53 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

نقص الحديد يؤثّر على وظيفة المناعة وإنتاج الطاقة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca