آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

دمجت كاريس بشّار بين الذكاء الشيطاني والأنوثة الطاغية

مسلسل "سلاسل دهب" يُعيد الدراما السورية إلى المَشهد مِن جديد

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - مسلسل

مسلسل "سلاسل دهب"
دمشق - المغرب اليوم

استطاع مسلسل «سلاسل دهب» (إنتاج شركة «غولدن لاين» ومن تأليف وسيناريو وحوار سيف رضا حامد وإخراج إياد نحّاس)، أن يشكل علامة فارقة في الموسم الحالي ضمن الأعمال السورية، ولاسيما الأعمال الشامية، فكان العمل السوري الأول خلال شهر رمضان المنصرم، من جهة المتابعة والتفاعل عبر شبكات التواصل الاجتماعي في سورية، بوسم (هاشتاغ) سلاسل دهب، على حين احتل المرتبة الرابعة على صعيد العالم العربي في فئة الدراما السورية، وفق أرقام برنامج «المشهدية» على شاشة قناة «الميادين»، وما يحمله انتشار واسع لمقاطع فيديو من مواقف ضمن مشاهده، إشارة لنجاحه الفني والجماهيري.

الابتعاد عن النمطية
اعتمد العمل في واجهة قصته على صراع «مهيوب» الصائغ وبائع الذهب الداهية وزير النساء، مع طليقتيه «دهب» و«زكية» اللتين تحاولان الانتقام منه واسترداد حقوقهما منه، لينشأ من هذه الحرب رقعة واسعة من المؤامرات المتبادلة في الحارة، على حساب أهلها الذين يصبحون ضحايا الفريقين المتخاصمين. والأهم من حيث الشكل، أن الشخصيات والأحداث ابتعدت قدر الإمكان عن النمطية في هذا النوع من الأعمال، حيث تسيدت في الأغلب كراكتيرات «الزعيم» و«العكيد» و«القبضايات» وحرب المستعمر.
وعلى النقيض من ذلك، سارت القصة ببطولة نسائية تتشارك مع الرجل نداً إلى ند، بذكاء أمام عدسة المخرج إياد نحّاس ضمن خطوط متشعبة وكثيرة ضمن هوية «الحدوتة» التي تمزج بين المنطق الحكائي والخيال والتشويق الحدثي مع الكثير من المواقف الكوميدية الطريفة التي لوّنت التراجيديا، في مشاهد تحمل إسقاطات معاصرة وصالحة لكل زمان ومكان مع الاحتفاظ بخصوصية النسيج الاجتماعي العام للحارة القديمة، حول الحب والشهوة والواجب والغيرة والطمع ومفهوم الشرف وتزاحم الأولويات مادياً ومعنوياً والحرية والخضوع والسلطة، وحتى الدجل والسحر اللذين أصبحا يتمتعان بفضائيات خاصة في يومنا هذا. في هذا الإطار استطاع نحّاس شبك النص بالصورة ضمن إيقاع للكاميرا زاد من حيوية الورق، وفرد مساحة واسعة لحركة الممثلين، ضمن مشاهد أوصلت الشعور الدرامي من دون تصنع إلى المشاهد.

ارتفاع مستوى الدراما الشامية
ومن ناحية توزيع الأدوار، يحسب لشركة «غولدن لاين» التي رفعت من شأن الدراما الشامية وتطويرها في تجارب سابقة كـ«خاتون» و«وردة شامية»، إعادتها الفنان القدير بسّام كوسا إلى الدراما الشامية بعد غياب منذ «الغربال» (تأليف سيف رضا حامد وإخراج مروان بركات) في موسم 2015، وأيضاً عودة الممثلة الكبيرة مها المصري وابنتها النجمة ديمة بيّاعة بعد غياب ثماني سنوات، مع دخول النجم الشاب سامر إسماعيل للمرة الأولى إلى هذا النوع الدرامي، ليشاركوا في البطولة إلى جانب الفنانين كاريس بشار وشكران مرتجى وجيني إسبر وعبد الهادي الصبّاغ وصباح الجزائري وسحر فوزي وعلي كريم وعلي سكّر وزينة بارافي وطارق عبدو وأنس طيارة ورهف الرحبي وريام كفارنة وسارة بركة وفاتن شاهين وطيف إبراهيم ورزان أبو رضوان وسواهم.

ممثل بألف وجه
تميز بسّام كوسا في تجسيد شخصية «مهيوب» بأداء غير عادي قائم على التحكم الكلي بكل نظرة سواء من خلف النظارات أم من فوقها، وبكل كلمة سواء في توزيع الإيقاع ضمن الحوار أو في النبرة، ضمن ما يتطلبه دوره من تلوّن في حالات الدفاع والهجوم من المواقف الغرامية إلى المواقف الاحتيالية، مروراً بمواقف السلطة والقرار والتهديد، فظهر ممثلاً بألف وجه ضمن شخصية واحدة لا تليق إلا به.
واستطاعت كاريس بشّار التألق بخلق أدوات جديدة لشخصية «دهب»، ورغم أرشيفها الكبير في الأعمال الشامية وضيق الخيارات، فإنها ابتكرت الكثير من الحركية للدور الذي يختص بدمج الذكاء الشيطاني مع الأنوثة الطاغية، فأصبح دلعها ومشيتها «تريند» على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشكّلت ديمة بيّاعة ثنائية الموسم مع بشّار بشخصية «زكية»، في بناء اعتمد على التناقض بين شخصيتين، الأولى هي الذكية الحريصة والثانية هي الغبية صاحبة اللسان الطويل، فقدمت أداء عالياً وعفوياً بحنكة جعلت الجمهور بانتظار ما ستوقع به شريكتها من مشاكل و«توريطات». وبدورها جسّدت ببراعة عالية الفنانة القديرة صباح الجزائري في مرحلتين دراميتين مختلفتين العجوز الواقعة في شباك الحب مثل المراهقين، والأم المحزونة التي عادت إلى طبيعتها بعد أن أفقدها «مهيوب» توازنها».

سيدات البيئة الشامية
ومرّة أخرى تثبت الفنانتان الكبيرتان سحر فوزي ومها المصري، أنهما من سيدات البيئة الشامية، إذ تلبسانها عباءتها وتسيران بها من دون أي تكلف، بل تحملان في كل جملة رنة اللهجة الشامية إلى أقصى درجة. واستطاع من جهته سعد مينة أن يخرج دور «رئيس الكراكون» من صورته النمطية، فهو ليس شريكاً فاعلاً في المؤامرات فقط، بل عاشق متيم أصابته سهام «دهب» فتحكمت بعقله وقلبه وروحه، فاستطاعا في مشهد رئيس عند التقائهما للمرة الأولى أن يشدا عين المشاهد إلى ردود أفعالهما وعيونهما قبل أي كلام نطقا به. وحرّكت الممثلة الكبيرة شكران مرتجى المياه الراكدة في شخصية «الداية»، لتخرج عن إطار نقل الكلام وتوليد النساء، إلى الفاعلية في حياكة الدسائس في الحارة بإيعاز من «مهيوب»، من دون أن تتخلى عن طرافة أدائها وضحكتها وميزة إضافتها اللازمة للشخصية «يا نضر عيني». وأبرزت النجمة جيني إسبر أنوثة بوجهين مختلفين أمام «أبو خالد» بأداء باهر من الفنان القدير عبد الهادي الصبّاغ، وأمام «سليم»، فطغت في مرّة، وخجلت في أخرى.

ضحكة ودمعة
واستطاع النجوم الشباب أن يسيروا في أدوارهم من مستوى الإقناع فصعوداً، وخاصة سامر إسماعيل الذي اعتمد على الأداء الداخلي، وعلي سكر الذي أصبح صاحب باع طويل في الأعمال الشامية، وريام كفارنة ورهف الرحبي اللتين شكلتا ضحكة ودمعة في التبادل ضمن منزل «أبو خالد»، إضافة إلى أنس طيارة بأداء دافئ وطارق عبدو بتجسيد متقن، ويارا قاسم بلعب لافت يبشر بالكثير، على حين استطاعت زينة بارافي أسر الجمهور بالتعاطف معها في إبراز ما تعرضت له من ظلم وتلاعب ومشاهد غاية في الصعوبة ضمن مستوى التمثيل داخل التمثيل خلال مشاهد «مس الجنّ»، أما إذا ما ذكرنا نقاط الضعف التي ظهرت في العمل فقد حمل في منتصفه القليل من الإطالة وركوداً بالأحداث.

قد يهمك أيضا :

نجوم الدراما السورية يتنافسون في أدوار مميزة خلال رمضان

  الأعمال الاجتماعية والكوميدية تجتاح الدراما السورية لموسم رمضان 2019

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسلسل سلاسل دهب يُعيد الدراما السورية إلى المَشهد مِن جديد مسلسل سلاسل دهب يُعيد الدراما السورية إلى المَشهد مِن جديد



GMT 02:14 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مصطفى عادل يُقدِّم نصائح للوقاية مِن تسوّس أسنان الأطفال

GMT 02:40 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أفكار بسيطة ورائعة لمطبخ منظّم وأكثر عملية

GMT 17:19 2017 الخميس ,03 آب / أغسطس

آخر صورة للراقصة غزل مع زوجها قبل الوفاة

GMT 13:51 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

​أحدث صيحات باقات الورد لموسم خريف 2017

GMT 00:38 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أحلام ابو الغيث تكشف أهداف مؤسَّسة الرأفة ومصدر تمويلها

GMT 05:54 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

الناشرون المغاربة يشاركون في الدورة الـ49 لمعرض الكتاب

GMT 14:07 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

جيل ساندر ينصح بإرتداء التنورة الجلدية والحذاء المسطح

GMT 05:48 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الرصاص الطائش في المناسبات تقليد عشائري يقتل العراقيين

GMT 08:44 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مجموعة مثيرة من الخواتم الماسية للأصابع الممتلئة

GMT 23:41 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

يوم دراسي لرصد واقع السياسات العمومية في المغرب

GMT 14:44 2014 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

إيمان العاصي تصوّر أربعة أعمال في وقتٍ واحد

GMT 19:39 2015 الثلاثاء ,17 شباط / فبراير

تشغيل "واتس آب ويب" دون استخدام "غوغل كروم"

GMT 13:58 2016 الأربعاء ,02 آذار/ مارس

نوال الزغبي تنشر صورة لها نائمة على الوسادة

GMT 15:17 2015 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الملاهي الليلية في مراكش تعود إلى خرق القانون
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca