الرباط_الدار البيضاء اليوم
تعود "النّشرة الأثرية المغربية"، في عددها الرّابع والعشرين، ببحوث ودراسات تسلّط الضّوء على أحدث ما توصَّلَ إليه المختصّون المغاربة والأجانب من نتائج حول مجموعة من القضايا الأثرية والجوانب الحضارية من تاريخ المغرب، من فترة ما قبل التّاريخ وصولا إلى الحقبة الحديثة.وإضافة إلى "الأبحاث الأثرية بمواقع تشهد حفريّات تنجزها فرق مغربية وأجنبية، ودراسة معالم تراثية، أو مجموعات متحفية غميسة عمومية أو خاصّة، وقراءات في إصدارات جديدة ذات صلة بحقول الآثار والتّراث"، تذكّرت النّشرة الأثرية المغربية، في العدد الصادر في نهاية شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، الأنثربولوجي الراحل خالد العروسي.وتستمرّ الدّراسات المرتبطة بجبل ايغود مع هذا العدد من النّشرة، والذي تضمّن دراسة للأدوات الحجرية المكتشفة في إطار برنامج
البحث الخاصّ بهذا الجبل، والتي شارك فيها باحثون من دول متعدّدة؛ من بينهم عبد الواحد بنصر، مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتّراث.ومن بين ما تضمّنه العدد الجديد من النّشرة نتائج أوّليّة للدّراسة الوظيفية للمجموعات الحجرية الكبيرة والمتنوّعة التي تمّ العثور عليها بموقع إفري نمر، وهو مأوى صخري يقع بالرّيف الشّرقي، والتي تشكّل فرصة لمعالجَة علاقة شكل الأدوات وتثبيتها، بهدف رئيسيّ هو فهم أفضل للمجموعَات الحجرية للعصر الحجريّ القديم الأوسط في شمال إفريقيا.وتتضمّن النّشرة دراسة لـ"أمفورة ديرسيل 11.17" عُثِرَ عليها بشكل عرَضي بساحل ماسّة، وترجع إلى نهاية القرن الأوَّل قبل الميلاد، ودراسة لنقيشة ليبية - لاتينية غير منشورة عُثِرَ عليها بمحاذاة معسكر "لمدنة" الرّوماني في منطقة العرائش، وتكمن أهميَّتُها في إتاحتها تحديد القيم الصّوتيّة لأربعة حروف ليبية على الأقلّ.وتتطرّق دراسة أخرى لنوع من الصناعة المعدنية تطرّقت له الدّراسات السابقة، في هذا المجال، بشكل جزئي، وهو الأقفال والمفاتيح، التي توجد بكميّة مهمّة في المتاحف والمواقع الأثرية المغربية، وبإمكانها إخبارنا بـ"العديد من مناحي حياة سكّان المغرب
القدامى". وسجّل الباحث فيه أنّ غياب السياق الأركيولوجي لأغلب العناصر، نتيجة لسوء التّسجيل، يمنع التّفسير السّليم للتّسلسل الزّمني وكيفية استخدام هذه العناصر.وتناولت أبحاث أخرى مدينة لكاي الأثرية، "التي كشفت في سنة 2013 بعد تحريّات أركيولوجية بمجموعة عين مديونة في إقليم تاونات"، وهي المدينة - القلعة التي بناها الزّعيم المكناسي موسى ابن أبي العافية في بداية القرن العاشر الميلادي، ووُظّفت حصنا يُلجأ إليه عند الضّرورة من طرف أمراء وأنصار هذه الأسرة الحاكمة، خاصّة أثناء الحملات العسكرية الفاطمية الموجّهة إلى بلاد المغرب.تجدر الإشارة إلى أنّ إدارة المعهد الوطني لعلوم الآثار والتّراث قد وضعت هذه البحوث، التي يتضمّنها العدد الرابع والعشرون من "النّشرة الأثريّة المغربيّة"، رهن جمهورِ القرّاء عبر بوّابتها الرّقمية الرسمية. ووصفت الإدارة سالفة الذكر، في بلاغ لها، مبادرتها بكونها "تؤسّس لمشروع ضخم وطموح، سخّرت له كلّ الإمكانات الضّرورية"، مضيفة أنّ من المرتقب أن "تنسخ موادّ كلّ الأعداد، الصّادرة إلى حدّ الآن من هذه النّشرة المتخصّصة، ووضعها على الموقع الرّسمي للمعهد.. للاطّلاع والتّحميل".
قد يهمك ايضا
حواس يؤكد من إيطاليا مصر "آمنة" والرئيس مهتم بالحفاظ علي آثارها
وزيرة السياحة الأردنية تؤكد تأهيل ست نقاط في موقع أم الجمال الاثري
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر