آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

أعطاها نكهة تثير الرعب و الخوف في نفس المشاهد

دراكولا الشخصية الأسطورية الخالدة في أفلام مصاصي الدماء

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - دراكولا الشخصية الأسطورية الخالدة في أفلام مصاصي الدماء

دراكولا الشخصية الأسطورية الخالدة في أفلام مصاصي الدماء
برلين - المغرب اليوم

قامت السينما الأوربية بعد استفادتها من المنتج الأسطوري لشخصيات مصاصي الدماء من التراث الشعبي الفلكلوري التي سُجلت في عدة ثقافات وحضارات، وخاصة في أوروبا الشرقية، بتركيز عدستها على شخصية دراكولا وفتنت الناس بها، فخاض كل جيل تجربته الخاصة مع الخوف من مصاصي الدماء وبات ذلك مؤكدًا على الأقل منذ اختراع السينما، وفي السنوات الأخيرة أحيت سلسلة أفلام "الشفق" الناجحة عالميا ذكريات عن هذه الشخصيات "الميثولوجية"، وتمكنت السينما من ترسيخ الروايات الشعبية للكاتبة الأميركية ستيفيني ماير في قالب بمكونات مثيرة قوية تسرد حياة مصاصي الدماء، ولكن هذا الإبداع لم يكن ظاهرة جديدة وإنما أعطى للتراث الشعبي الفلكلوري حلة تُعايش زمنها.
هذا و يقول يقول  مدير متحف الأفلام في مدينة دوسلدورف الألمانية، والذي يبحث حاليا في أسطورة مصاصي الدماء بيرند ديزينغر "يتكرر كل بضعة عقود هذا الاهتمام بموضوع مصاصي الدماء، فالخوف والانبهار الناتج عنه يرافقان الشخص طيلة الحياة"، ويضيف "إن الجميع يتذكر الفيلم الأول عن مصاصي الدماء عرض على الشاشة الكبيرة رغم مرور سنوات كثيرة".
فيما قام المخرج الألماني فريدريش فيلهيم مورناو في عام 1922  بعرض فيلم عن مصاصي الدماء بعنوان "نوسفيراتو"، هذا الفيلم أصبح فيلما كلاسيكيا من بعد وأيقونة أفلام الرعب. أما الممثل الأسطوري الأميركي بيلا لوغوسي، وهو من أصول بلغارية، فقد زاد من شهرة هذا النوع من الأفلام بتمثيله لشخصية دراكولا عام 1931 والذي أعطاها نكهة تثير الرعب والخوف في نفس المشاهد.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل ذُكر أن بيلا لوغوسي أصبح يشبه مصاصي الدماء مع تقدمه في السن. وخلد بيلا لوغوسي اسمه في عالم السينما بتمثيله لدور دراكولا في فيلم مورناو للمخرج الأمريكي تود براوننيغ وأصبحت شخصيته بعد ذلك محفورة في الذاكرة.
و يذكر أن بيلا لوغوسي نشأ في  أواخر خمسينيات وستينيات القرن الماضي مع أفلام دراكولا البريطانية للممثل كريستوفر لي في دور البطولة، وبعد ربع قرن استمر هذا النوع من الأفلام بنكهات أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية للمخرج فرانسيس فورد كوبولا والممثل غاري أولدمان في دور مصاص الدماء. من هنا نرى أن سلسلة أفلام "الشفق" التي نعيشها حاليا ما هي إلا استمرار لأسطورة أفلام رعب نشأت منذ فترة طويلة.
كما أصبحت حكايات مصاص الدماء المجسدة على شاشات السينما تعرف أصولها في التراث الشعبي الفلكلوري وهي ذات مصدر تاريخي وأدبي شهير. وكانت رواية دراكولا للكاتب برام ستوكر عام 1897 مصدر إلهام العديد من كتاب السيناريو والمخرجين وأصبحت نموذجا لجل الإبداعات السينمائية.
وكذلك استلهم ستوكر قصته من أمير في القرن الخامس عشر برومانيا اسمه فلاد تَيْبْش اشتُهر بلقب دراكولا قبل أن يُطلق عليه اسم فلاد المخوزق. وسمي الأمير فلاد تَيْبْش بهذا الاسم بسبب قسوته، وسمي دراكولا نسبة إلى أبيه دراكول العضو البارز في تنظيم التنين، وهو تنظيم سري أسس بالتعاون مع باقي ملوك وأمراء أوروبا لحماية المسيحية في أوروبا الشرقية من المد العثماني. وزيادة على القسوة والرذائل التي اشتهر بها الأمير فلاد تَيْبْش، نسب إليه شرب الدم أيضا.
و في السياق ذاته تأثر كُتاب مثل برام ستوكر وفنانون آخرون واستوحوا إبداعاتهم من شخصيات تاريخية مثل الأمير فلاد تَيْبْش. ويقول بيرند ديزينغر "إن الفيلم بني على هذه الخرافات والأساطير واستخدمها لتكون أكثر فعالية في إنتاج سينمائي رائع. "الفيلم يجمع بين أشياء مختلفة ولكن تطويره جاء نتيجة ديناميكية داخلية" كما يقول ديزينغر. ويشير إلى أن العديد من الحيثيات التي تُنسب اليوم إلى أسطورة مصاصي الدماء مصدرها في الحقيقة السينما". على سبيل المثال أن يتحول مصاص الدماء إلى غبار بمجرد ملامسة أشعة الشمس له هو مجرد تأليف إضافي ابتكره كتاب السيناريو لرفع درجة التشويق في الأفلام.
وتجدر الإشارة إلى أن شخصيات مصاصي الدماء على الشاشة الكبيرة اتسمت في أول الأمر بأناقتها وكاريزمياتها الكبيرة المصحوبة بنبل وتعليم عال، ولكن الوضع تغير تماما من بعد وألصق المخرجون هالة جنسية بشخصيات مصاصي الدماء. وفي ستينيات القرن الماضي تمت إضافة المزيد من العناصر والصفات الجديدة. ولم يقتصر مص الدم على الرجال فقط وإنما أصبحت النساء مصاصات للدماء بالإضافة إلى المثليين وأشخاص ببشرة داكنة أيضا.
ويعتبر الفيلم الأسطوري لرومان بولانسكي "رقص مصاصي الدماء" من أجمل أفلام الرعب، والذي تدور أحداثه حول مصاص للدماء لا يبالي من تأثير الصليب المسيحي عليه لأنه يهودي الديانة.
و أثار السؤال عن  الأسباب التي أدت إلى استمرار شعبية هذا الشكل المعين من أشكال الرعب اهتمام العديد من العلماء والباحثين في مجال "مصاصي الدماء". وكتب باحث الميثولوجيا هانس مويغار في مقال بشأن هذا الموضوع: "مصاص الدماء هو إسقاط ناجح للمخاوف البدائية لدينا، ومخلوق لاهوتي بعمق فلسفي ونفسي هائل".
أما مسألة تأثير مصاص الدماء على الإنسان متعلقة بتعامله مع الموت. وعن ذلك كتب مويغار: "الموت هو أعظم رعب بالنسبة للعديد من الناس". لذلك حاول معظم الناس القضاء على الموت باعتباره نهاية لهم وإعادة تفسيره إلى طقوس تُنبؤُ بالحياة بعد الموت، وأضاف مويغار: "ليس هناك من لم يستثن وجود حياة بعد الموت" لتتحول هذه القضية إلى ظاهرة عالمية. عثر ديزينغر أثناء القيام ببحثه في عروض مصاصي الدماء في دوسيلدورف على عدد لا يحصى من أفلام دراكولا من جميع أنحاء العالم "ربما هناك حوالي 1000 عنوان".
و يفسر المحللون النفسيون هذه الأسطورة برغبة الأحياء واعتقادهم الدائم بأن الموتى لا يريدون أن يكونوا في عداد الموتى ويشعرون بالحاجة للعودة إلى أسرهم. ويقول المحلل النفساني البريطاني إرنست دجونس: "إن السبب الجذري لهذا الإسقاط هو بلا شك أمل الموتى في أن لا ينساهم الأحياء"، ويضيف: "هذه الرغبة منبثقة في الحقيقة من ذكريات الطفولة وخوف الطفل بأن يُترك لوحده من قبل والديه الأحباء".
مثل هذه التفسيرات لا يجب تبنيها لأنها واحدة من بين العديد من التعريفات الأخرى التي لازالت قائمة وتُحمّس الإعجاب بشخصية مصاص الدماء دراكولا. ولربما هذا هو أيضا تفسير على الإنغماس المستمر بهذا النوع من أفلام الرعب. ويُمكن إدراج العديد من التفسيرات، لكن ذلك لا يُقلل من أهمية وروعة فيلم رعبٍ ترفيهي جيد.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراكولا الشخصية الأسطورية الخالدة في أفلام مصاصي الدماء دراكولا الشخصية الأسطورية الخالدة في أفلام مصاصي الدماء



GMT 16:34 2022 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

عيسى مخلوف في ضفافه الأُخرى: سيرة الذات والآخر

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca