آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

تحوّلت لما يُشبه النوادي الاجتماعية وجلسات السمر المختلفة

الحمّامات الشامية تراث سوري عريق يُحاول الاستمرار والبقاء

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الحمّامات الشامية تراث سوري عريق يُحاول الاستمرار والبقاء

الحمّامات الشامية تراث سوري عريق يُحاول الاستمرار والبقاء
دمشق - خليل حسين

تشتهر العاصمة السورية دمشق أكثر من مدن الشرق الأخرى بحماماتها العامة التي انتشرت في حاراتها وشوارعها وارتبطت باسمها قبل أن يتراجع دورها تدريجيا خلال العقود الماضية وتتحول إلى رمز تراثي وسياحي يدلل على العادات والحضارة السورية التي كانت سائدة.
 
وقد بنى الدمشقيون الحمامات في كل حي من الأحياء القديمة وكان هدفها الأساسي تقديم خدمات الحمام والنظافة الشخصية لسكان دمشق إضافة إلى ما يرافقها من جلسات لتبادل الأحاديث واحتساء المشروبات والنراجيل وهو ما يحولها إلى ما يشبه النادي الاجتماعي.
 
ويقول الباحث التاريخي وليد النعيمي إن بناء الحمامات الدمشقية فكرة قديمة تعود إلى العهد الروماني حيث قام بعض أباطرة روما ببناء حمامات شعبية عدة وزاد الاهتمام بها خلال حكم الأمويين لدمشق في القرن السابع الميلادي.
ويشير النعيمي إلى أن أهل دمشق تفننوا ببناء الحمامات من خلال أعمال الزخرفة والتزيين حيث كان يتم رصف أرضها بأجواد أنواع الرخام إضافة إلى تغطية جدرانها بالقماش القيشاني اللامع مع تزيينها بالزخارف وأعمال النحت ووجود نوافير المياه الكبيرة وسطها.
 
ويتألف الحمام من أقسام عدة حيث يتم تسخين المياه ووضعها في جرن حجري ويتم أولا تعريض الجسم للبخار حتى يلين ثم تتم عملية التنظيف والتلييف بليفة خاصة تزيل الدهون وإفرازات الجسم بما يؤدي إلى تنشيط الجسم وتبييض البشرة.
ويستطيع زائر الحمام الاستحمام بنفسه أو يتولى عامل مدرب عملية التنظيف حسب نوع البشرة كما يستطيع أن يستحم بمفرده أو في الغرفة الواسعة الموجودة داخل الحمام والمليئة ببخار الماء.

ومن بين الحمامات التي بقيت في دمشق اليوم العفيف والملك الظاهر والورد والجوزة وعز الدين والقيمرية والقرماني والخانجي والنوفرة والشيخ بكري وبعضها مخصص للنساء فيما تحول باقي الحمامات إلى مطاعم تراثية دمشقية قديمة.

داخل حمام عز الدين في حي باب سريجة في المديمة القديمة يجلس مؤيد السقا (50 عاما) يشرب الشاي والنرجيلة بعدما تمتع بحمام من الماء الساخن ويقول إنه حريص على الاستمرار بارتياد الحمام لأنه أصبح جزءً من ذاكرته وماضيه الذي يحبه ويتوق إليه كثيرا.
 
ويضيف مؤيد الذي يعمل بائعا في سوق باب سريجة إن الامل يعود إليه عندما يدخل الحمام رغم انتقاد الكثرين له على عادته التي دأب على القيام بها مرتين في الأسبوع لافتا إلى أن أغلب رواد الحمامات هم من عشاق ذكريات الأجداد والتراث.

ويقول جهاد القربي أحد العاملين في الحمام إن الحرب التي تشهدها سورية منذ أكثر من أربع سنوات أثرت كثيرا على عمل الحمامات لافتا إلى ان نصف الزبائن كانوا من السياح الأجانب الذين يزورون أسواق دمشق القديمة.

وحول وجود مخاطر صحية في الحمام نتيجة الاختلاط بين الناس يقول القربي إننا نحرص على نظافة المكان باستمرار من خلال أعمال التعقيم وإعطاء كل زبون أدوات خاصة تستخدم مرة واحدة فقط كالليفة والصابون كما نقوم بغسل وتعقيم المناشف بعد كل استخدام.

وقد انتشرت ظاهرة الحمامات التي تميزت بها دمشق في عدد من دول المنطقة وخاصة البلدان الخليجية وخاصة بعد هجرة عدد كبير من الشباب السوريين وبعضهم من عاملي الحمامات إلى خارج سورية بسبب الحرب حيث أسسوا حمامات تجمع بين الحداثة والتراث الشامي واستطاعت جذب عدد كبير من الزبائن.
 

 

 

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحمّامات الشامية تراث سوري عريق يُحاول الاستمرار والبقاء الحمّامات الشامية تراث سوري عريق يُحاول الاستمرار والبقاء



GMT 16:34 2022 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

عيسى مخلوف في ضفافه الأُخرى: سيرة الذات والآخر

GMT 14:23 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

عبدالرحيم الوزاني يطالب لقجع بجلب مقر "الكاف" إلى المغرب

GMT 19:03 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

فيلم «نائب».. عبقرية الكوميديا السوداء

GMT 21:54 2016 السبت ,26 آذار/ مارس

أفضل زيوت تدليك الجسم و المساج

GMT 09:41 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

عماد متعب ويارا نعوم يكشفان أسرار حياتهما في "كل يوم"

GMT 21:47 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

إدارة السجون تكشف وضع على عراس في "تيفلت 2"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca