آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

تعرض لوحات أصلية بأسعار مقبولة لمحبي اقتناء الأعمال التشكيلية

لبنانيون في لندن يُطلقون"دكّاني" لدعم المواهب الشابة وتقديمها إلى العالم

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - لبنانيون في لندن يُطلقون

الأعمال التشكيلية
بيروت - الدار البيضاء اليوم

لم تعد عطلة نهاية الأسبوع بالنسبة لمجموعة من الشباب اللبنانيين المقيمين في لندن، موعدًا للاستراحة أو النزهة، وإنّما مكرّسة لتوضيب الأعمال الفنية التي جلبوها من لبنان وإيصالها في أبهى حلّة، إلى من طلبها على موقع "دكاني". هذا الموقع الذي أُطلق قبل مدة قصيرة، وعليه باتت تعرض نسخ لأعمال فنانين لبنانيين، وتذكارات ازدانت بهذه الأعمال، ويتكفل متطوعون بتوزيعها على الشراة، أريد منه أن يتحول إلى منصة لإطلاق المواهب الإبداعية الشابة المقيمة في لبنان، والتّعريف بها ليس فقط في بريطانيا، بل في العالم أجمع.

مشروع بدأ صغيرًا ومتواضعًا، لكنّ طموح المتطوعين هو أن يصبح لهم في كل مدينة في العالم ممثل يستطيع أن يقوم بالمهمة. وتقول مايا حدرج (30 عامًا) تعمل في بريطانيا منذ 5 سنوات، إنّ جلّ وقتها بعد العمل وفي أيام العطلة، يذهب إلى هذا المشروع، الذي ترى في نموه وتطوره سعادة لا توصف.

وللأسبوع الثاني على التوالي، اجتمعت مايا مع زملائها المتطوعين الآخرين، يومي السبت والأحد الماضيين، وعكفوا على التوضيب وتوزيع المهمات. "في الأسبوع الأول قررنا أن نوصل الأعمال باليد، كي نبني علاقة مع من يشتري. فالأمر يتعدى البيع إلى بناء روابط بأناس معنيين بما نقوم به. لكنّنا بعد ذلك، شعرنا أنّ المسافات التي نقطعها طويلة، والمهمة شاقة، فقررنا الاستعانة بالبريد"؛ تقول مايا. المتطوعون التقوا قبل أسبوعين للمرة الأولى. كان كل التنسيق يجري عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الرغبة في فعل أي شيء يدعم وطنهم في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها هي التي تجمعهم وتقربهم. بجهودهم باعوا نحو 120 عملًا وتذكارًا. هي أعمال مطبوعة على بوسترات، أو على بطاقات بريدية، وعلى وسائد... وأشياء أخرى. المجموعة الأولى الموجودة حاليًا كلها من وحي "ثورة 17 أكتوبر (تشرين الأول)"، لكنّها مجرد بداية.

الفكرة ولدت حين كانت مايا حدرج في بيروت، في عطلة رأس السنة، ورأت في منطقة الجميزة، معرض "بوب آند هوب" الذي خصصته شركة "ماتيس آند إيفانت" لأعمال فنية رافقت الثورة وعبرت عنها، يعود ريعه لفنانين وجمعيات خيرية... "من هنا جاءت الفكرة"؛ ساعدت هذه الشركة المنظمة مايا "للتعرف بفنانين، ومن ثم طُبعت الأعمال في بيروت، كمساهمة صغيرة في دعم الاقتصاد قبل أن تنقل إلى لندن. هذا النقل أيضًا كان فعل تطوع من أحد المسافرين، الذي حمل الأعمال في حقيبته لتوفير تكلفة الشحن". تشرح مايا "لا يمكن لي وحدي أن أفعل الكثير في هذا المشروع. فأنا مشغولة بعملي الذي يستغرق نهاري كله، نحن نعمل فريقًا متكاملًا، كل يسهم بقدر ما تسمح به ظروفه، والوقت المتبقي من يومه". كان يفترض أن تعرض الأعمال التي نقلت إلى لندن في "عيد الأم"، يومي 21 و22 مارس (آذار) الماضي، في إحدى صالات العاصمة البريطانية، تحت اسم "أم الثورة"، ليتعرف الجمهور العريض عليها. لكن ما طرأ بعد "كورونا" من حجر، حال دون ذلك، وأخّر إطلاق الموقع والمشروع برمته.

على هامش المعرض الذي ألغي، كان يفترض أن تنظم ندوات وحوارات ولقاءات يشارك فيها ثوار من لبنان والعراق وتشيلي ودول عرفت حركات احتجاجية، للتعرف على التجارب الأخرى. أما وإنّ الرياح ذهبت إلى غير ما تشتهي السفن، فقد ارتأى الشباب ابتكار منصة تعرض عليها الأعمال، وهكذا كان. ومن هنا كان الموقع وصفحة "إنستغرام" التي تحمل اسم "دكاني".

التشبيك مع الاغتراب اللبناني هو ما يعول عليه هؤلاء المتطوعون الذين يعملون في اختصاصات مختلفة. فقد تمكنوا من التعاون مع أشخاص يعملون في مجال التسويق، وآخرين لديهم منصة إلكترونية لبيع المنتجات اللبنانية للمغتربين منذ 20 سنة، أفادوهم من تجربتهم. تواصلوا مع مغتربين من فنانين، ومصممين تكنولوجيين، ومروجين. كل من طلبت منه المعونة لم يتأخر. منذ انطلقت الثورة وكثير من المغتربين اللبنانيين يعيشون في حال غليان، الانهيار الاقتصادي الذي جاء بعد ذلك، وما أضافته "كورونا" من تحديات، جعلهم يشعرون بضرورة التحرك أكثر من أي وقت مضى، لمساعدة أهلهم في لبنان.

الأعمال لم توزع في لندن فقط، منها ما أرسل إلى مدن بريطانية خارج العاصمة، ومنها ما ذهب إلى فرنسا وأميركا. لكن هذا مكلف. لذلك العمل جار على قدم وساق لإيجاد لبنانيين مستعدين لتسلم الأعمال الفنية وتوزيعها في كل مدينة في العالم. تشرح مايا بحماسة وتأثر: "الجميل في الأمر هو أنّنا نعثر عليهم بالفعل، وجميعهم يسعدون بالفكرة، ويريدون فعل شيء لمساعدة بلادهم. ثمة شعور كبير بالتضامن والقلق والمسؤولية".

بعد 4 أسابيع من الآن، ستكون على موقع "دكاني" مجموعة أخرى جديدة. هذه المرة لن تكون محدودة في إبداعات مستوحاة من الثورة. يتوجب توسيع دائرة المهتمين بالفن اللبناني، الذي يحمل أيضًا معاني إنسانية تعني كل الناس، أيًا كانت جنسياتهم. ولن تبقى الأعمال المعروضة مجرد نسخ. هذه كانت التجربة الأولى، المجموعات في المستقبل، يفترض أن تحوي لوحات أصلية لفنانين موهوبين شباب بأسعار مقبولة جدًا، لمحبي اقتناء الأعمال التشكيلية. هذا هو الهدف الأساسي للمنصة؛ أن تكون همزة وصل بين الجيل الفني الصاعد من رسامين ومصورين ونحاتين ومصممين، وجمهور الناس حول العالم.

أما المغتربون المتطوعون في "دكاني" فمهمتهم الرئيسية التي يحملونها بشغف هي التعريف بمبدعي بلادهم، من خلال أعمالهم ونتاجاتهم، وتأمين مردودها لهؤلاء الفنانين الذين يعانون ظروفًا صعبة، وتشجيعهم على الصمود، وكذلك تخصيص جزء من العائدات لجمعيات خيرية.

قد يهمك ايضا

العثور على "لوحات أثرية" في تابوت مومياء مصرية عمرها 3 آلاف عام

جمعية تنادي باستفادة تلاميذ من لوحات إلكترونية

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنانيون في لندن يُطلقوندكّاني لدعم المواهب الشابة وتقديمها إلى العالم لبنانيون في لندن يُطلقوندكّاني لدعم المواهب الشابة وتقديمها إلى العالم



GMT 18:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 07:12 2017 الإثنين ,13 شباط / فبراير

نانسي عجرم تُطلّ بشكل جميل خلال حفلة عيد الحب

GMT 04:45 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أولمبيك خريبكة يكشف برنامجه التدريبي لهذا الأسبوع

GMT 14:37 2018 الخميس ,19 تموز / يوليو

توقعات بلقاء بين السيسي والعاهل المغربي

GMT 03:58 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن هوية ضحية حادث إطلاق نار في مراكش

GMT 23:44 2016 الثلاثاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوانات ذكية يمكنها فهم لغة البشر والتعامل معهم
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca