بغداد _الدار البيضاء اليوم
لطالما اشتهر متحف الأمن الأحمر الوطني في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق بمبادراته ومشروعاته الثقافية التوعوية والخيرية الإنسانية، فضلا عن استقباله مختلف المناسبات والفعاليات والمعارض المتنوعة. ومع تنوع مضامير الإبداع الفني والفكري والأدبي، عمل مرات عدة على تنظيم حملات دعم وتبرع خاصة بالكرد في سوريا خلال محنهم وتعرضهم لهجمات التنظيمات الإرهابية والتكفيرية وهجمات جيش الاحتلال التركي طيلة السنوات القليلة الماضية، حيث كانت تتحول باحات وساحات المتحف إلى مخازن لمختلف أنواع التبرعات والمساعدات المادية والعينية. وفي هذا الإطار نظم متحف الأمن الأحمر منذ عام 2018 حملة لجمع آلاف الكتب بغية إرسالها إلى مكتبة كوباني العامة في المنطقة الكردية شمال سوريا المزمع افتتاحها قريبا في مبادرة لتعزيز التعاون والتكامل الثقافي بين مختلف أجزاء كردستان ولنشر قيم القراءة والبحث والمعرفة. وشارك في الحملة
عشرات دور النشر والمكتبات والجامعات والمراكز الثقافية لجمع وإعداد الكتب المراد إرسالها. لكن اللافت كان إهداء قسم من مكتبة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني لصالح مكتبة كوباني العامة، حيث كان للاتحاد الوطني الكردستاني الذي أسسه طالباني دورا رئيسيا في منع احتلال المدينة من قبل تنظيم داعش الإرهابي إبان هجومه الكبير عليها منذ منتصف سبتمبر عام 2014. واستمر هذا الدعم على مدى أشهر عدة، حيث كان التنظيم آنذاك في ذروة قوته الإرهابية إلى أن تمكن الاتحاد من كسر حصار كوباني وتأمين السلاح والذخيرة للمقاتلين المقاومين فيها عبر الطائرات الأميركية التي قامت بإلقاء الحمولة من الجو على المدينة المحاصرة من كل حدب وصوب. وبعد جمع أكثر من 10 آلاف كتاب وعنوان تم إرسالها لمدينة كوباني قبل أيام، كما يؤكد الفنان آكو غريب مدير متحف الأمن الأحمر في حديث مع "سكاي نيوز عربية".
وأضاف "للسليمانية ولمتحفنا خاصة التزام قومي وثقافي تجاه كوباني ومختلف مدن كردستان سوريا ونهدف لترسيخ التبادل والتواصل بين المدينتين على مختلف الصعد وبين كردستاني العراق وسوريا بشكل عام". وتابع غريب: "كما وقفنا عسكريا مع كوباني في معركتها المشرفة الشهيرة ضد داعش إبان حصارها حيث كان الدواعش قاب قوسين من احتلالها فنحن نقف معها الآن معرفيا بهدف الارتقاء بواقع الثقافة الكردستانية العامة وبما يجعل من كوباني رمزا ثقافيا فوق رمزيتها العالمية في مقاومتها الأسطورية لداعش". وتأتي هذه المبادرة من المتحف الذي يعد من أهم معالم العاصمة الثقافية لإقليم كردستان العراق في إطار دعم وتمتين البنية التحتية الثقافية للمناطق الكردية في سوريا ورفدها وكمساهمة في إعادة الاعتبار لتقاليد القراءة والاحتفاء بالكتاب في الزمن الرقمي وعصر السرعة، حيث تنحصر رويدا رويدا ثقافة المطالعة والبحث والتنقيب المعرفي ليس في كردستان فقط وإنما في منطقتنا بشكل عام لصالح سيادة أنماط التصفح بلا تدقيق وبلا فهم عميق وانتشار الاستخدام السطحي والخاطئ للسوشيال ميديا وأدواتها بما ينطوي عليه من هدر الوقت بلا حساب وتراجع سوق الكتاب وكساد الثقافة.
قد يهمك ايضا
مكافحة الإرهاب استراتيجية محكمة ويقظة دائمة تجعلان من المغرب حصنا منيعا
مكافحة تعاطي المنشطات في مجال الرياضة على طاولة الحكومة المغربية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر