الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم
بفضاء شالة بالعاصمة الرباط، حطت اكتشافات علماء مغاربة وأجانب قادمة من مغارة بيزمون بالصويرة، لتقرب فعاليات عديدة من أحد أهم وأقدم الاكتشافات التي احتضنها الجنوب المغربي لقرون من الزمن.
وأشرف وزير الثقافة والشباب والتواصل المهدي بنسعيد والفريق البحثي، اليوم الخميس، على تقديم معرض يتضمن الاكتشافات، بحضور المستشار الملكي أندري أزولاي وسفراء بلدان عديدة عاينوا الاكتشافات عن قرب لأول مرة.
وعثر الفريق الدولي في مغارة بيزمون على 32 قطعة بحرية مصنوعة من نوع من الأصداف البحرية تسمى تريتيا جيبوسولا (Tritia gibbosula)، معروفة سابقا بناساريوس جيبوسيلوس (Nassarius gibbosulus)، وتعد من أقدم قطع الحلي التي تم اكتشافها في العالم حتى الآن.
هذه الأصداف البحرية المكتشفة كانت تستخدم من طرف الإنسان على الأرجح كقلائد للزينة، ما يدل على سلوك رمزي قديم جدا، وفق ما نشره الفريق الدولي.
وقال المهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل، إن وزارة الثقافة تنظم هذا اللقاء في إطار الاحتفاء بعيد الاستقلال، موردا أن تقديم هذا الاكتشاف الكبير بمدينة الصويرة يعكس الحضور المهم للحضارة الإنسانية بشمال إفريقيا.
وأضاف بنسعيد، في تصريح ، أن الخبراء يكتشفون معطيات مهمة من أجل تاريخ الإنسانية ويساهمون في تنوير العالم وإماطة اللثام عن تاريخ البشر، ثم إطلاع المغاربة على الكنوز التي تحتضنها المملكة.
من جهته، عبد الجليل بوزوكار، أستاذ التعليم العالي بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، قال إن “هذا الاكتشاف له رمزية، فمجمّعو القواقع البحرية قاموا بجمع هذا النوع لوحده دون غيره، مما يضع فرضية أن لها رمزية معينة”.
وأضاف بوزوكار أن “الأدوات الرمزية، بخلاف المصنوعة، لا يمكن إيصالها إلّا بواسطة اللغة، وبالتالي هذه الرموز مرتبطة باللغة، مما يوحي بأننا في لحظة بداية اللغة، كما أن تجميع هذا النوع من القواقع يعني أن هناك مشتركا بين تلك الجماعات”.
وتابع الباحث المغربي ذاته بأن “هذا الاكتشاف يبرز كذلك بداية تشكل الهويات، والانتماء لنفس المجموعة وتقاسم نفس المسائل الرمزية”، مع عدم “نسيان مسألة انتشار القواقع البحرية بهذا الشكل، التي نجدها كذلك في الجزائر، ويعود تاريخها إلى 35 ألف سنة”.
بدوره، وصف المستشار الملكي أندري أزولاي هذه اللحظة بأنها “مهمة”، وشكر الوزير على اختيار شالة لتخليد هذه الحدث، مسجلا أن الأمر تحقق “بفضل مجهودات العلماء واشتغالهم لسنوات وتوصلهم إلى هذا الاكتشاف المهم”.
واعتبر أزولاي، في تصريح ، أن “هذا الاكتشاف سيعيد تمحيص الحقائق وإعادة قراءة التاريخ”، مسجلا أن “مغارة بيزمون أطلعت الجميع على هذه الفترة التاريخية، خصوصا فيما يتعلق بالتواصل بين المجموعات البشرية المختلفة خلال تلك الحقبة”.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر