آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

يحتفي النحّات المصري بعالم الفراغ في معرض فني في القاهرة

ناثان دوس يدعو إلى التواصل مع الآخرين عبر "نفاذية الشكل"

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - ناثان دوس يدعو إلى التواصل مع الآخرين عبر

النحّات المصري ناثان دوس
القاهرة - المغرب اليوم

تتمتع بعض المنحوتات بشكل مُبهر بسبب حداثة الشكل والتكنيك الفني، وبعضها الآخر يستمد قدرته على إبهار المتلقي من عمق الفكرة وجرأتها، لكن أمام أعمال النحّات المصري ناثان دوس، التي يضمّها معرضه الجديد المقام حاليًا في غاليري الزمالك للفن، ويستمر حتى 4 مارس /آذار المقبل يجد المتلقي نفسه منبهرًا للسببين معًا, فما إن يبدأ في تأمل شكل إحدى المنحوتات حتى يجد هذا الشكل قد أخذه بسلاسة إلى المعنى الكامن وراءه، الذي يعود به مرة أخرى إلى الشّكل، ليقف على روعة تفاصيله، وبراعة توظيفه لصالح المضمون، وهكذا يؤدي كلاهما إلى الآخر.

يزيد من الإحساس بذلك أنّه لا يمكن أن يرى التمثال بشكل كامل عبر نظرة واحدة سريعة، كأنّه يجبر العين على أن تتنقل بين أجزائه، لتكون بمثابة طبوغرافيا له ترصد علاقاته وتفاصيله داخل الكتلة نفسها، لكن لا يقف الأمر عند هذا الحد.

و تظل البطولة في المنحوتات لـ"نفاذية الشكل"، فالمشاهد هنا ليس أمام تمثال معتم منغلق، إنّما هو متعدد الفراغات والنوافذ التي تسمح بمشاهدة الدّاخل أو الوجه الآخر منه، وهو ما حققه الفنان عبر تعظيم دور الفراغ في أعماله، حيث نجد احتفاءه الشّديد بالفراغ المحيط به وباشتباكه مع فراغ المكان حوله من جهة، ومن جهة أخرى اهتمامه بالفراغ داخل التمثال نفسه.

و نلتقي في أعماله أشخاصًا نحيلة الجسد، كأن الفراغ الخارجي يضغط على أبطاله، وقد ساعد الفنان على تحقيق هذه النفاذية ببراعة اختياره البرونز لجميع الأعمال في المعرض، وعددها 23 منحوتة باعتبارها مادة ثرية وخامة نبيلة، لها بريق المعدن، من الممكن تطويعها لهدفه على العكس من الحجر مثلًا.

ولا تحقق «نفاذية الشكل» -وهو العنوان الذي اختاره الفنان للمعرض- إثراء الرؤية البصرية وحدها، إنما تساعد على النفاذ إلى عمق المعنى, يقول الفنان ناثان دوس "معركتي مع التمثال انتهت، ولذلك لا أعارك في أعمالي تمثالًا، إنّما أعارك موضوعًا معاصرًا، ويضيف: لذلك أيضًا تماثيلي ليست قطعًا للديكور، إنّما هي وسيلة لإعادة صياغة تواصلنا مع العالم. ويتابع: «وما هذه الفراغات المحتشدة بعناية في المنحوتات على سبيل المثال، سوى نوافذ حقيقية على النفس البشرية»، لذلك وحسب رؤية دوس، كالتمثال ينبغي أن يكون الإنسان في الواقع، فنحن حين نتأمل منحوتاته المنفتحة، قد نحاكيها لنرفض نحن أيضًا التحول إلى مجرد نفوس وعقول منغلقة.

اقرأ أيضاً : تعليقات عنصرية على فندق "سليفديم هاوس" بسبب تمثالين

ويبدو أن ثمة احتفاء خاصًا بالحركة أيضًا في منحوتات دوس، وهو ليس احتفاءً بالحركة الجسدية بقدر ما هو تحريض على حراك للعقول من شأنه أن يحدد بوصلتها. و نستطيع أن نفهم منحوتة «الآخر»، وهي عبارة عن تمثالين يشغيان بفراغات، تتّخذ في أحدهما شكل الحروف العربية وفي الآخر شكل الحروف اللاتينية في دلالة على الثقافتين العربية والغربية، حيث تجد حديثًا جادًا وإنصاتًا عميقًا.

و يظهر لنا بورتريه في تمثال باسم «الانقسام» , قسّمه الفنان إلى نصفين، كأن الشخص يعاني من الصراع بين الخير والشر، أو أفكار هدامة وأخرى بنّاءة، ليجسد حالة الإنسان حين يفشل في التحاور مع نفسه، وإمعانًا في تجسيد الحالة قام الفنان أيضًا بتقسيم قاعدته إلى جزأين، وكيف يكون له سند قوي ما دام لا يتحاور حتى مع نفسه!

و يأتي عمله الأكثر إبهارًا «الإبحار» الذي يجسد الإنسان حين يكتفي بالنظر إلى حلمه من دون أن يتخذ خطوات جادة لتنفيذه، فيبقى مكانه ويبقى الحلم برّاقًا ينتظر من يستحقه، ولذلك تجده يجسد الفكرة الإبداعية وهي تستند إلى خط ثابت هو المياه -حيث إن المياه ميزان لا يميل- في رمز للإبحار الفكري، بينما تتشابك مع شكل هندسي مائل، في دلالة على إمكانية تغير الأفكار وتطورها، وتبدو لامعة في مكانة عالية، بينما يجلس هو وسط مياه راكدة سكنتها طحالب الكسل والاستكانة.

 وقد يهمك أيضًا:معرض يكشف غموض ضمادات القطط المدفونة التي قدمت للآلهة

اكتشاف آثار صمغ نباتي وزيت السمك على المومياوات المصرية

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناثان دوس يدعو إلى التواصل مع الآخرين عبر نفاذية الشكل ناثان دوس يدعو إلى التواصل مع الآخرين عبر نفاذية الشكل



GMT 17:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 02:52 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على أهرامات متنوّعة قبالة سواحل جزر البهاما

GMT 05:32 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

"جواغوار" تطرح سيارتها طراز E-1965 للبيع 5 حُزيران

GMT 16:36 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

العجز المالي لمولودية وجدة يبلغ 700 مليون سنتيم

GMT 15:14 2015 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

صعقة كهربائية تودي بحياة عامل بناء ضواحي مراكش

GMT 05:18 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يحددون مكان بداية مرض الزهايمر المدمر في المخ

GMT 05:42 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

سراييفو تعتبر واحدة من أكثر المدن إثارة في أوروبا

GMT 04:34 2018 السبت ,10 شباط / فبراير

عَرْض سيارة إلتون جون موديل 1997 الوحيدة للبيع

GMT 07:41 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

تجميع أكبر خريطة قديمة بعد أكثر من 400 عام

GMT 04:41 2014 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

مها أمين تطرح مجموعة جذابة من تصميمات "الكروشيه"

GMT 17:30 2016 الخميس ,29 أيلول / سبتمبر

الهولندي أرين روبن يسعى للبقاء مع "بايرن ميونيخ"

GMT 03:09 2014 الجمعة ,19 كانون الأول / ديسمبر

بريطانية تنجب 4 توائم دون تدخل طبي وبعد انتظار 4 سنوات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca