آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه

الفنان التشكيلي هاني مظهر
لندن - زكي شهاب

تشهد العاصمة البريطانية  يوم الأحد المقبل في الواحد والعشرين من  الشهر الجاري معرضاً  أختار ذووه ليكون مناسبة لتخليد ذكرى مرور عام على رحيله بحضور أصدقاء وأهل ومحبّين لفنّه الذي يبدو واضحاً لكل من شاهد لوحاته ،  أنها   تبدو  أكثر عمقاً سواء لمتتبعي خطوطه السوداء والبيضاء أو المزركشة .

ريشة هاني مظهر الفنان التشكيلي العراقي ورسّام الكاريكتير التي كانت تنشر في صحيفة الحياة اللندنية كانت  ساطعة  في تفجير مزيج  من الالوان الصارخة التي كان يستخدمها.أما العيون لنسائه فكانت تبوح بحزنه المتخّفي، و خيباته في الحب والاوطان التي تستوطنها، ومع ذلك لا يلبث ان يتوالد للمتأمل فيها ان يعشق شرارات الفرح التي كانت توزّعها على الناظرين  .
حازمة نظرته لذاته، ولإرتدادات  اللون عليه، لا يخجل من صخبها،و يعيد البنفسجي الى وروده والأحمر الى ارجوانيته، يسعى لتتويجها بعد ان تقترب من الاكتمال تحت ناظريه.مسيرة شاقة في توليد تشكيلاته، تحدث عنها مراراً،ينبثق الحلم بسرعة البرق، تتلوى الألوان قبل أن ترتاح وتصبح حرة كما اراد ان يكون، خارج كل تصنيف اولقب، يرتقي للانسانية دون سواها.
لم يخف هاني مظهر إبتعاده عن صراع الهوية، قال مراراً " إنه وليد التجارب التي قادته الى ما وصل اليه من عالمية ، منذ مغادرته بغداد عام ١٩٧٩ ثم الى المغرب فالكويت قبل لندن التي أصبحت مقره، فيما كانت لوحاته دورية  في المعارض الأوروبية والعربية العديدة ،بل حتى والآسيوية التي كانت طوكيو مسرحها  .

في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه

في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه

كاريكاتير للفنان هاني مظهر

تخرج الوجوه والاشجار والعصافير من لوحاته بفرح ممزوج بالالم.يتأملها ، يبتعد عنها ، ليعيد تشكيلها، كأننا بتلك اللوحات نتتبع تعرجات ارتحاله الذي طال.خبّأ أحزانه خلف تلك التجاعيد التي تراكمت وسكنت فيه، لكنها لم تنل من عزيمته على التجديد.

في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه

في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه

كاريكاتير للفنان هاني مظهر

 كان هاني مظهر بين قلّة ، يستهويها التجديد ، و لا تركن لمماشاة السائد او نيل رضى الحكّام .بل كان يجاهر بأنه ينشد الجمال في فنه ولا يحملّه شعارات او قضايا، كان مسيساً كارهاً للسياسة وتحزباتها التي تضيّق حرية الفرد وتصنّف الفنون طبقاً لأهوائها ومصالحها.

في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه

في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه

كاريكاتير للفنان هاني مظهر

إستعادة كلماته اليوم تجعل صوته أقرب، كأننا في هذه اللحظات نمّر على مسيرة آلامه المكتومة،صوته المتعب يخرج صادحاً،يده عالقة هنا ، تمزج لوناً، تحز ريشتها بوجه تفضح عيباً وتكشف نتوءات في عورات مجتمعاتنا.

في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه

في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه

كاريكاتير للفنان هاني مظهر

هل رحل هاني مظهر؟ نراه خلف اللوحة مبتسماً،تلك اللوحات تغطّي جماد الجدران في قاعة يحتشد فيها محبّوه ، يلقون عليه التحية، يحتفظون ببعض اثره بإقتناء بعضها، بجعله اقرب اليهم، يمرون قربه في صورته الأخيرة ، ملوحاً بالوداع ، كأنه في تلك اليد الممدودة لشريكة عمره في ايامه الاخيرة كان يلم جناحيه متأهباً لسفره الطويل، كعصفوره الذي سكن عالم لوحاته منذ ان سكب خربشاته الاولى على القماش،  وهو فتى يافعاً في الصفوف الابتدائية.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

هاني مظهر يقيم معرضا فنيا في الكويت خلال أيار الجاري

وفاة الفنان التشكيلي الحسين طلال عن عمر يُناهز 80 عام

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه



GMT 14:23 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

عبدالرحيم الوزاني يطالب لقجع بجلب مقر "الكاف" إلى المغرب

GMT 19:03 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

فيلم «نائب».. عبقرية الكوميديا السوداء

GMT 21:54 2016 السبت ,26 آذار/ مارس

أفضل زيوت تدليك الجسم و المساج

GMT 09:41 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

عماد متعب ويارا نعوم يكشفان أسرار حياتهما في "كل يوم"

GMT 21:47 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

إدارة السجون تكشف وضع على عراس في "تيفلت 2"

GMT 09:56 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الجزائرية الصادرة الأربعاء

GMT 14:26 2017 الإثنين ,12 حزيران / يونيو

التدليك الحل السحري للتخلص من المشكلات الصحية

GMT 02:23 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كولم كيليهر يؤكد أنّ المملكة السعودية سوق جاذبة للاستثمار
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca