آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

ألهبت حماس الحضور في حفل تكريمها بجائزة نجيب محفوظ الأدبية

الروائية حزامة حبايب تكشف ذكرياتها وكيفية رصد الواقع الفلسطيني في "مخمل"

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الروائية حزامة حبايب تكشف ذكرياتها وكيفية رصد الواقع الفلسطيني في

الروائية حزامة حبايب
القاهرة ـ محمد الشناوي

استطاعت الروائية حزامة حبايب أن تلهب حماس حضور حفل تكريمها بجائزة نجيب محفوظ داخل الجامعة الأميركية في القاهرة يوم 11 ديسمبر/كانون الأول  في ذكرى ميلاد نجيب محفوظ الـ106. حيث نجحت روايتها الأخيرة "مخمل" في خطف الجائزة. لم يكن خطابها حماسياً بقدر ما هو إنساني شفاف وصادق يلمس أعماقك. بكت وأبكت الحضور على فلسطين، على بشر، مثلها هي، يتخيلون الوطن عبر الكلمات والسطور والصور يتحرقون للمس ترابه. تقول: "أنا امرأة بلا وطن، ورثت من أبي الفلسطيني حكاية ناقصة عن بيت كان لنا ذات وطن... حملت الوطن فكرة". وأشادت لجنة التحكيم بالرواية؛ كونها "تقدم معالجة جديدة للقضية الفلسطينية، ويبدو أنها تقتحم عالم الأدب بقوة ورصانة ولغة مدججة بالموسيقى والمشاعر والعذوبة".

وقد كشفت الروائية حزامة حبايب عن أسرارها وكيفية دخولها مجال الأدب قائلة: "اسمي الملتبس أعتبره نعمة بالنسبة لي، وأعتبره يخصني وحدي ويميزني؛ فهو محرف عن "زرقاء اليمامة"، وفي أول مجموعة قصصية لي "الرجل الذي يتكرر" كتب عنها أحد النقاد وأشار لي بصيغة المذكر، وقتها سعدت أن كتابتي نجحت في ألا تكشف عن جنسي؛ لأن أكثر ما يزعجني في الكتابة هو المقياس البيولوجي فـ"النسوية" في رأيي، وهي خرافة ساهم في إرسائها– للأسف– حفنة من نقاد اعتمدوا أدوات تشريحية للنص متعسّفة بطبيعتها".

وعن انطباعها فور معرفتها بفوزها بجائزة نجيب محفوظ أجابت "بداية، هذه أول زيارة لي لمصر يسبقني الحب واللهفة، منذ سنوات أتواصل مع كتاب وصحافيين من خلال الكلمة وتبادل القصص والروايات، وهذه العلاقة منزهة من أي شكل من أشكال المصلحة والمحاباة، كانت صداقة شفافة جداً عن بعد، واليوم التقيت الكثير منهم، لأول مرة، وشعرت بأنني أعرفهم بمنظور أوسع تعزز برؤيتهم. فوجئت بالجائزة، وطلبت مني إدارة الجائزة التكتم، وبالفعل لم يعرف أحد سوى أسرتي، زوجي وابني وابنتي، والدتي علمت من الصحف والمواقع الإخبارية وهاتفتني ودموعها تغالبها. بالطبع أن يأتي تقدير غير متوقع لعمل روائي له قيمة أدبية وعاطفية ومعنوية نفسية بالنسبة لي، فهذا التقدير والجائزة تمثل لي أمراً عظيماً. وبخاصة أن قيمة محفوظ أنه كان كاتباً يضع خريطة الشخصيات، ويبني مجتمعاً كاملاً، يتخطى الجغرافيا والزمن، وأتمنى أن يُنظر إليّ ككاتبة فلسطينية عربية تتخطى الجغرافيا والتاريخ"

وأعلنت "تربيت على قصص محفوظ ويوسف إدريس، والمجلات والجرائد المصرية... أعتبر أن الثقافة المصرية كانت هي المكون الأساسي لي. لما كنت أقرأ عن القاهرة والإسكندرية وشوارعهما وأنا أتخيلها، وأحاول طوال الطريق من المطار أن أسقط كل ما قرأته عنهما، ووجدت نسختي أنا من القاهرة بحزنها وجمالها. وقد انفتح قلبي لها ولأهلها وكأنني عشت هنا من قبل. لا شك أنني تأثرت بالكثير من الأدباء العرب والإنجليز أيضاً"

تأثرت كثيراً بجيمس جويس، وبخاصة قصصه مثل "صورة الفنان في شبابه"، ودي إتش لورنس، كلهم عنوا لي كثيراً في بداياتي. ولكن جويس أثرى في اشتغاله على استثمار اللغة، وكان ولا يزال يفتني أسلوبه، وهذا التأثر حملته معي. تأثرت أيضاً بالمنجز الفلسطيني الأدبي، وبخاصة إميل حبيبي وغسان كنفاني. ومن أهم الأصوات التي دفعتني إلى كتابة القصة هي سميرة عزام، كانت مرشحة لتحتل فضاءً أكبر في عالم الأدب، لكن العمر لم يسعفها. غير أنها أسهمت في بناء مخزون أدبي. وتجربتها الناضجة لا بد من التوقف عندها.

وعن طرح القضية الفلسطينية بشكل مغاير أقرب للتاريخ الإنساني قبل التاريخ المادي قالت: الرواية تعطي التاريخ الحقيقي... تاريخ العواطف والحب والمشاعر. "مخمل" هي رواية المرأة العربية. رواية النساء العاشقات... المحبات للحياة: "حوا" تعيش ظروفاً صعبة في المخيم الذي هو رمز للقهر والظلم والبيئة المسحوقة. تمر هي ونساء "مخمل" بكل أنواع المعاناة من الرجل ومن المرأة أيضاً. ولكن يحسب لـ"حوا" أنها ظلت محافظة على روحها حتى لا تنكسر، رغم أنها حُرمت من الحب والعشق، لكنها عاشته في لحظة ما في الرواية. و"مخمل" القماشة الثمينة جداً، التي تتكون من طبقات عدة من الحرير الثمين. هو حلم نساء الرواية، وإذا حصلن عليه عشن لحظات حب غير مسبوقة.

وعن تركيزها  على "الحب" في "مخمل" بيَّنت: "بالفعل. حاولت أن أجعل الحب إجابة عن أسئلة كثيرة. هل يمكن أن يعيش الإنسان كل الحب في لحظة معينة يعيش عليها ما تبقى من عمره؟! حقيقة شخوص الرواية أجابوا عن ذلك من خلال قصة الحب التي عاشتها "درة العين" مع فارس "عريس الكاز" كما أسميته. و"حوا" مع "منير" وقصة الحب التي عاشتها "الست قمر". كلهم صنعوا حالات تمس أي قارئ، ويمكنه أن يجد نفسه في أي شخصية منهم. هذه رواية عن العشق هي رواية منتهى العشق".

 وأضافت: "مخمل، هي فكرة جاءتني وأنا بين الحقيقة والحلم، أمر بحالة نفسية معينة، وقتها كنت ببيت العائلة بالأردن، كان ذلك في فصل الخريف قبل أكثر من 3 سنوات، وأول سقوط المطر وحينها خرجت رائحة الطين غنية وساحرة استولت عليّ حتى أنني لم أغلق النافذة. وتملكتني في هذه اللحظة بدأت خيالات برأسي ربما لم تكن واضحة عن شخصية "حوا" بطلة "مخمل" ومحور أحداثها. ثم استغرقت عامين ونصف العام بين جمع معلومات وتقصٍ، لكن آخر 6 أِشهر انعزلت تماماً عن العالم، وهذا كان له تبعات اقتصادية ونفسية كبيرة جداً، حتى أن عندي صوراً للغرفة التي خصصتها للكتابة. نسجتها كما ينسج القماش. في كل مشهد صعب كانت تصيبني وعكات وتعب جسدي كبير. أعترف بأن الرواية أنهكتني، لكن شعرت بعدها بأن شيئاً ما كان يؤرقني وأخرجته من جسدي. وعليّ أن أعترف بأن الكتابة تنقذني من نفسي".

ففي مشهد حوا تكسر فيه سرير الزوجية بـ"المهدي" أو المطرقة، هنالك مشاهد مؤلمة من الرواية، ومجهود نفسي كبير، وكنت أخشى أن أخرج من منزلي أن أفقد التواصل مع الشخصيات.

وعن توقيت حصول "مخمل" على الجائزة ليكرس القضية الفلسطينية كشفت أن "توقيت الجائزة صدفة، لكن الانتهاك الذي يتعرض له الفلسطيني يومي، وهذا القرار لا يعنينا في شيء، التاريخ يكتبه الشعب الفلسطيني ونحن كأدباء نتعامل مع الحدث بحساسية أكبر؛ فالكتابة أو الفعل الأدبي والثقافي مهم جداً لبناء الشخصية الفلسطينية وتعزيزها وتكريسها، وتحافظ عليها وتحافظ على المنظومة الثقافية وإبقاء الهوية الفلسطينية وتأكيدها. والمنجز الروائي الفلسطيني غني ومتنوع بتنوع موطن كتابه؛ لذا فهو يعكس عوالم كثيرة متداخلة، لكنها تعالج القضية الفلسطينية من زوايا عدة".

وعن التقنية السينمائية "كادرات" فر رواياتها أجابت: "صحيح، ملاحظة بمحلها. الكثير من النقاد توقفوا عند هذه الخاصية بكتابتي. حين أكتب أرى قبل أن أكتب. حقيقة معظم كتابتي القصصية والروائية ومجموعتي الشعرية، أحرص على أن أكتب وأنا ألامس حواس القارئ البصرية والحسية، أكتب عن اللون والصورة والصوت والملمس في محاولة لإحاطة بصرية بالمشهد. أستثمر أكثر التقنيات السينمائية والروائية والاستفادة منها ليس لغرض جمالي، وإنما بهدف تقديم المشهد أو الصيغة الروائية بطريقة تجتمع فيها أكثر عناصر فنية واجتماعية". 

وعن رأيها في قراءات القراء على مواقع الكتابة "غودريدز" وتعوض الأديب عن ظلم النقاد وسيفهم بيَّنت "أعتقد أنه لا غنى عن الاثنين. فرسائل القراء الشغوفين تعطي لي دفعة وزخماً لأواصل مشروعي الأدبي. عن نفسي أعتبر أنني محظوظة بدراسات النقاد التي أضاءت لي، لا أفتن ولا "أنبسط على حالي كتير"، لكن أرى في النقد إشارات لأشياء لم أكن واعية لها أثناء الكتابة، وهو أمر صحي فلا يفترض أن تكون الكتابة قصدية، والنقد كتابة تأويلية ترشد الروائي بعد أن رفع يده عن النص. وأنا أكتب للقاري وللناقد".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الروائية حزامة حبايب تكشف ذكرياتها وكيفية رصد الواقع الفلسطيني في مخمل الروائية حزامة حبايب تكشف ذكرياتها وكيفية رصد الواقع الفلسطيني في مخمل



GMT 17:55 2018 الأحد ,27 أيار / مايو

"Rivian" الأميركية تنتج أسرع بيك آب في العالم

GMT 17:13 2016 الجمعة ,09 أيلول / سبتمبر

المطربة الشعبية هدي تنشر صورة لها من داخل الجيم

GMT 03:43 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

بيلا حديد تمرح مع كيندال جينر على غلاف دعاية "أوشيرلي"

GMT 00:08 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

دُنيا بطمة ترد على ألفاظ "ساري كول" الخادشة للحياء

GMT 13:34 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

المدافع كاليرو يزيد من تكهنات انتقاله إلى آرسنال

GMT 04:49 2018 الجمعة ,13 تموز / يوليو

أحزمة فساتين الزفاف موضة دارجة لصيف 2018

GMT 20:06 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مارسيال يسجل رقمًا مميزًا أمام بيرنلي في البريمييرليغ

GMT 05:31 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

فيكتوريا بيكهام تُبهر الجميع في حفل عشاء "فوغ"

GMT 10:39 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

توقعات بتكون الصقيع واستمرار الموجة الباردة فوق المرتفعات

GMT 19:10 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

أستراليا تهدّد مكانة الدوحة في مجال الغاز الطبيعي

GMT 17:22 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

ثلاثينية تقتل عشيقها في تارودانت وترمي بجثته في بئر مهجور

GMT 11:53 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

جمهور النادي القنيطري يراسل "فيفا" لوقف تدخلات السياسيين

GMT 07:29 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

سمير صبري يغنّي في عيد ميلاد مديحة يسري في المستشفى

GMT 07:46 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

جولة أوروبية لطاقم "رونار" بعد قرعة مونديال روسيا

GMT 01:57 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان هشام حاجي يتهم الدوزي بسرقة أغنيته

GMT 05:51 2015 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

تنظيم معرض الأسبوع التقليدي في مدينة وجدة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca