لندن ــ ماريا طبراني
عاش الفنان رامبرانت في مدينة هال القديمة في أواخر عام 1650 هاربًا من الفوضى الشخصية والمالية، وأخذ سفينة عبر بحر الشمال وأنشأ متجرًا خاصًا به في شوارع المدينة القديمة، وأوضح جامع التحف جورج فيرتو في القرن 18 أن "رامبرانت عاش في هال نحو 16 أو 18 شهرًا وشارك في رسم الرجال ورواد البحر هناك"، وتعد لوحة "Dutch" من أشهر لوحاته التي تجسّد عاملًا في بناء السفن والتي ستعرض في معرض في مدينة هال في أبريل/ نيسان المقبل، وتعد لوحة رامبرانت واحدة من المجموعة الملكية والأعمال الفنية التي سافرت إلى يوركشاير احتفالًا بـ "هال" كمدينة بريطانيا الثقافية في عام 2017.
ويتيح المعرض إلى الزوار رؤية أعمال عصر النهضة الإيطالي ويعرض لوحة عريقة تجسّد المسيح بين القديسين بطرس وبولس عاد 1320 والتي رسمها الفنان بيترو ورنزيتي وتُعرض اللوحة لأول مرة في بريطانيا، ويعد معرض "Ferens" تحفة فنية في حد ذاته تقع في القصر الأبيض في ساحة الملكة فيكتوريا التي بنيت عام 1927 بواسطة نائب هال ورجل الأعمال الخيرية توماس فيرنس، ويحظى المعرض بتواصل هولندي من خلال عرض لوحات رائعة للفنانين فرانس هال وكورنيليوس جسبريشت ويعقوب ريسديل الذي قدّم لوحات تجسد المناظر الطبيعية بما في ذلك السماء والريف والخيول التي تسحب العربات والسفن التي تعبر بحر الشمال، وظهرت هذه المشاهد في اللوحات الإنجليزية والهولندية في المتحف، حيث تعدّ المسافة بين البلدين قصيرة وتستغرق الرحلة من هال إلى روتردام يومًا واحدًا بالعبارة.
وتضم هال معارض أخرى حيث يتم افتتاح معرض Humber Street Gallery في فبراير/ شباط في مستودع الفاكهة الفيكتوري في المدينة القديمة مع تقديم عرض يؤديه Cosey Fanni Tutti مع عرض أعمال للنحاتة سارة لوكاس ولوحة "Sea of Hull " للفنان سبنسر تونيك والتي تجسّد تدفّق سيل من البشر عرايا ومطليين باللون الأزرق والتي تُعرض أيضا في معرض فيرنس لاحقا في الربيع بجانب لوحات مائية والأعمال النحتية لرون موك، ونجح الفنانون في المتحف البحري في تثبيت نظام صوتي سمعي بصري للحوت القطبي الذي يمكنه العيش لمدة قرنين من الزمن، وتتغير الشخصيات التي تظهر وفقًا للموسيقى المسموعة خلال الفيلم.
ويقدم في معرض هال فيلم ذو موسيقى تصويرية تتناسب مع الجداريات المعروضة والمصاحبة لفيلم يجسّد ثقافة التسعينات ويجسّد موجات من المهاجرين الذين شكلوا مدينة هال من الهولنديين والقطبين ولاجئي الشرق الأوسط وهم الأحدث حاليًا، وربما أثّر ذلك على المدينة التي صوتت بنسبة 68% لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي على الرغم من الاستثمار الهائل في الوظائف في شركة سيمنس الألمانية، وقدم رجل الأعمال توماس فيرنيس المزيد من الأموال لتأسيس جامعة هال وضمّت المكتبة هناك مجموعة من الأعمال الفنية البريطانية من 18890 حتى 1940 وهي الفترة التي شملت فنانين مثل تونكس
وسيكرت وغيرتلر وهنري برزسكا وبول ناش وغيرهم، إضافة إلى معرض Lines of Thought الذي يقدّم مجموعة من اللوحات من المتحف البريطاني بالمشاركة مع الجامعة والذي يضم أعمال لروبينز بجانب لوحة "آدم" للفنان ألبريشت دورر والتي تجسد التقاطة للتفاحة القاتلة، ويذكر أن الفن ساعد مدينة هال على الفوز بكونها مدينة ثقافية غير عادية بسبب معرض فيرنيس ومعرش لوحات ليوناردو أيضًا عام 2012، ومن خلال تقديم لوحات مختلف الفنانين من رامبرانت إلى بيكاسو وغيرهم تجسّد هال أكبر تجمع لعباقرة الفن.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر