آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

للتعبير عن أصالته وارتباطه الوثيق بأرضه

بسّام الحجار ينجح في تجسيد منحوتات فخارية لشخصيات تاريخية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - بسّام الحجار ينجح في تجسيد منحوتات فخارية لشخصيات تاريخية

الفنان الفلسطيني بسّام الحجار
غزة - الدار البيضاء اليوم

لا يمل الفنان الفلسطيني بسّام الحجار من دقائق الوقت التي تمضي سريعة، كلما أراد البدء في تشكيل لوحة فنية يجسد من خلالها مظهراً من مظاهر الحياة اليومية الفلسطينية، أو يخلد شخصيات تاريخية ومعاصرة صاحبة أثر وفكرة، على مجسماته الفخارية والحجرية.

داخل مشغله الصغير الذي يقع في قلب مدينة غزة، يُشكل الحجار لوحاته، التي يسعى من خلالها، للإبقاء على حضور حقوق الشعب الفلسطيني في الوجدان والواقع، وللتعبير عن أصالته وارتباطه الوثيق بأرضه الذي يزداد مع مرور السنوات.

وفي رحلة النحت، الخاصة بكل لوحة، يستعمل الستيني الذي عمل على مدار عشرات السنين في هذا المجال، أدوات بدائية بسيطة، مثل «الشاكوش، والإزميل، والمفكات وغيرها من المعدات الحديدية»، التي يقول إنه صار بينه وبينها حكايات كثيرة، مليئة بالحب والجمال.

وجسّد الحجار في لوحاته، شخصيات تاريخية عربية وإسلامية، مثل السلطان محمد الفاتح، والخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، الذي كان في حقبة تاريخية، والياً لفلسطين وعمل كذلك على إنجاز شخصية الملك آشور بانيبال آخر ملك للإمبراطورية الآشورية الحديثة، كما أنه نحت نساء ريفيات أظهرهن وهنّ يؤدين أعمالاً في الزراعة والبيوت.

وغالباً يحتاج تشكيل اللوحة الواحدة أياماً طويلة، تُحدد حسب طبيعتها، ففي حال كانت اللوحة تضم عناصر مساندة للشخصية، أي أن تُرسم وهي تحمل شيئاً بيدها أو تركب دابة، يلزم وقتاً أطول، حسب حديث الفنان لـ«الشرق الأوسط».

ويضيف الحجار: «بدأت العمل بالنحت على الفخار والأحجار منذ أربعة عقود تقريباً، من خلال استخدام الطين المخلوط ببعض العناصر المساعدة، وتشكيلها على هيئات مختلفة، منها الجماد والحي»، لافتاً إلى أن تلك الأعمال تحتاج لتركيز وانتباه عاليين، خصوصاً في التعامل مع المادة المنحوت عليها، لأن أي خطأ سيكون من الصعب تعديله.

ذاع صيت الرجل محلياً، الأمر الذي دفع بكثير من الجهات بشكلٍ مستمر للاتفاق معه، لأجل إنجاز اللوحات الفنية والجداريات التي تعبر عن مختلف التفاصيل التي يرغبون في إبرازها للناس، كما أن العديد من المنحوتات الخاصة به وصلت لكثير من الدول العربية، وفقاً لكلامه.

ويشير إلى أنه يعتمد على رسم هيئات الشخصيات التاريخية التي عاشت منذ مئات السنين، على خياله بالدرجة الأولى، ولا يلتفت غالباً لما نُشر عنها سابقاً، كونه يسعى لإبراز صورته الخاصة، التي تعبر عن مجهوداته الفنية للناس.

وشارك الفنان في نحت عدد كبير من الجداريات المنحوتة محلياً بالأماكن العامّة وعلى جدران الشوارع، التي عكفت مؤسسات مختلفة على تصميمها في مناسباتٍ وطنية وعالمية متنوعة.

ويلفت إلى أن عمله يتأثر كغيره من القطاعات في فلسطين بالظروف السياسية المحيطة، فهناك أوقات طويلة يكون العمل مرهوناً برأي الشارع، ولا يستطيع أن يغرد فيها «خارج السرب» من خلال نحت قطع فنية خيالية أو تاريخية.

ويواجه الحجار خلال عمله ذاك، صعوبات جمّة، نتجت عن حالة الحصار الإسرائيلي التي يعيشها أهل قطاع غزة منذ 14 سنة، والتي أثرت على سُبل الحياة والقدرة الشرائية للناس. ويقول: إن «ذلك يقلل من الطلب على ما أُنتج من لوحات فخارية وحجرية، لأن تلك الأعمال تصير هامشاً لدى الناس، الذين يكابدون لأجل توفير لقمة العيش لأبنائهم، كما أن الحصار يحرمني كثيراً من فرص السفر، التي كان من الممكن أن تشكل لي باباً جديداً أمر من خلاله للعالمية، ولفضاءاتٍ أوسع».

ويختم بالتأكيد أن إسرائيل تقيّد دخول المواد الأولية التي تستخدم في إنتاج اللوحات، لأسبابٍ تعلن غالباً أنّا أمنية، مما يؤثر على مصدر دخله.

يُشار إلى أن التاريخ القديم وبعده الحديث، شهدا تعاطياً للفلسطينيين مع مختلف الأنماط الفنية، وابتكار بعضها في مراحل مختلفة، حسب ما ورد في مركز المعلومات الفلسطيني، وهذا يدلل على مدى قدم الفنانين في الأرض المحتلة، واتساع أدائهم وإنتاجاتهم لتشمل التعبير عن المناحي الحياتية المتعددة.

قد يهمك ايضا :

لوحة فنية لمحمد المليحي تكسر كل الأرقام القياسية بمزاد في لندن

"المغرب اليوم" يرصد شخصيات تاريخية تم توثيقها في فيلم "الكنز"

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بسّام الحجار ينجح في تجسيد منحوتات فخارية لشخصيات تاريخية بسّام الحجار ينجح في تجسيد منحوتات فخارية لشخصيات تاريخية



GMT 18:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 07:12 2017 الإثنين ,13 شباط / فبراير

نانسي عجرم تُطلّ بشكل جميل خلال حفلة عيد الحب

GMT 04:45 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أولمبيك خريبكة يكشف برنامجه التدريبي لهذا الأسبوع

GMT 14:37 2018 الخميس ,19 تموز / يوليو

توقعات بلقاء بين السيسي والعاهل المغربي

GMT 03:58 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن هوية ضحية حادث إطلاق نار في مراكش

GMT 23:44 2016 الثلاثاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوانات ذكية يمكنها فهم لغة البشر والتعامل معهم
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca