آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

التمرد بصيغة المؤنث.. أو عندما انتفضت الأيقونة خربوشة ضد الظلم

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - التمرد بصيغة المؤنث.. أو عندما انتفضت الأيقونة خربوشة ضد الظلم

شخصية أسطورية ارتبط اسمها بالمقاومة ضد الظلم
الرباط -المغرب اليوم

خالد الحراق – (و م ع): شخصية أسطورية ارتبط اسمها بالمقاومة ضد الظلم، إنها رائدة العيطة الشيخة خربوشة، التي اشتهرت بجرأتها وبصوتها الشجي الذي يتحدى الزمن ويتجاوز الأجيال. خربوشة، واسمها الحقيقي حادة الغياثية، هي شخصية رئيسية في الموروث الشعبي المغربي، تنحدر من منطقة آسفي. تشبعت المتمردة الشابة بقيم الحرية والعدالة، ونددت بالتجاوزات والتعسفات التي مارسها ممثل السلطة المحلية آنذاك (القائد عيسى بن عمر). ومن خلال أغانيها الملهمة، ناضلت خربوشة ونادت بممارسة العصيان وعدم الامتثال لسلطة القائد.

وبدون هذه الأيقونة الشعبية، ربما لن يكون هناك وجود لفن العيطة. فخربوشة، علاوة على كونها شاعرة ومغنية وم حرضة على المقاومة ضد الظلم، كانت من الناجيات القليلات لحركة مقاومة واسعة نفذتها قبيلتها ضد السلطة “التعسفية” للقائد.

فقد كان الإخلاص لقبيلتها من خلال أغانيها مجرد وسيلة للبقاء قريبة من عائلتها، وهي التي كرست أعمالها للتنديد بالتعسف في ممارسة السلطة وبالظلم الناتج عنه. وفي هذا الصدد، يقول ابراهيم المزند، المدير الفني لمهرجان “تيميتار” لموسيقى العالم بأكادير، أن خربوشة، التي كانت تجسيدا لأيقونة التمرد والناطقة باسم الشعب، شكلت نقطة حاسمة في بناء شهرة المرأة في المغرب عموما، والشيخة بشكل خاص.

وسجل السيد المزند، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الشيخة أصبحت شعار المرأة التي ت حرر نفسها من الوظائف التي يحددها لها المجتمع، والتي تناضل إلى جانب الرجل وتنخرط في الحياة السياسية، مضيفا أنه مع هذه الفنانة الأسطورية، تتحول الصرخة إلى أنشودة تجسد المعاناة وتدعو إلى تجاوز الذات. وتابع أن خربوشة تنحدر، بحسب الأساطير، من قبيلة أولاد زيد، وهي القبيلة الوحيدة التي لم تخضع في ذلك الوقت لسلطة القائد عيسى بن عمر. وبما أن هذا الأخير كان غير راض عن هذا الأمر، فقد أمر بقتل أعضاء القبيلة وخاصة نساءها.
وأشار إلى أن خربوشة ت دين القائد في أغانيها، مستحضرة كذلك كل الشخصيات الاستبدادية في ذلك الوقت، وتصف القائد بالمتعطش للدماء. كما تعرب عن غضبها الشديد وتمردها وتدعو الرجال القلائل الذين بقوا على قيد الحياة للثأر لقبيلتهم ولأرض أولاد زيد.

وسجل السيد المزند أنه كان يجب النبش في تاريخ ما قبل الاستعمار لإعادة اكتشاف قصة الأيقونة التي ثارت ضد عيسى بن عمر، والذي كان قد أظهر شهية كبيرة للسلطة والثروات. وفي أغانيها، دعت خربوشة أبناء قبيلتها إلى الانتفاض ضد الظالم، مذك رة بن عمر بأن الجميع سيقف في نهاية المطاف أمام العدالة الإلهية.

ويحكي ابراهيم المزند أن كل الروايات تشير إلى أن نهاية خربوشة كانت مأساوية بكل المقاييس. فقد دعاها القائد عيسى إلى منزله لتغني له، ورغم التخوف الذي انتابها إلا أنها تشجعت وأدت أغنيتها الشهيرة أمامه. وعند نهاية الأداء، أمر القائد بدفنها حية في منزله.

وهكذا، جسدت هذه الفنانة أساطير المغرب في القرن التاسع عشر بشكل لا مثيل له ، حيث جمعت بين سحر الطبيعة وعاطفة الحب التي لا تنفصل عن الالتزام السياسي.

وكانت خربوشة أول امرأة في تاريخ الفن المغربي تتمتع بجرأة مطلقة في التعبير عن الأحداث التي تمس الجميع، وليس فقط المرأة. وعلى عكس الآخرين، فإن خربوشة ظلت تلك الغريبة التي ك تب لها أن تستمر شهرتها ويتحدث عنها الجميع رغم مرور كل هذا الوقت. لأنها كانت متأكدة من أن عملها الفريد سيعرف صدى متزايدا في المستقبل، بفضل فن العيطة الذي ما زال ينقل أغانيها إلى اليوم. وتدخل خربوشة في إطار الأساطير والحكايات الشعبية المغربية، كما أنها جزء من التراث الشفوي للبلاد، واسم لا محيد عنه في أغاني العيطة. ومن النادر أن تجد فنانا للعيطة لم يقم بتأدية ولو أغنية واحدة لهذه الأسطورة الخالدة.

قد يهمك ايضا

"السكك الحديدية" تقرب المغاربة من جمال المتاحف الوطنية بعروض "مغرية"

جائزة الشيخ زايد للكتاب تعلن القوائم القصيرة لدورتها الـ15

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التمرد بصيغة المؤنث أو عندما انتفضت الأيقونة خربوشة ضد الظلم التمرد بصيغة المؤنث أو عندما انتفضت الأيقونة خربوشة ضد الظلم



GMT 21:20 2016 الأحد ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نور الدين مضياف البرلماني الشرس بمجلس النواب

GMT 02:57 2018 الأحد ,10 حزيران / يونيو

حنان مطاوع تكشف أن شخصية "كريمة" مركبة وصعبة

GMT 03:38 2017 الإثنين ,14 آب / أغسطس

غادة عادل تكشف أخطر مشاهد "هروب اضطراري"

GMT 02:05 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أول صور رسمية لحفل زفاف نيك جوناس وبريانكا شوبرا

GMT 01:41 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مصممة الأزياء داليا يوسف تعود بقوة لمنافسة المستورد

GMT 03:44 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أجدد مجموعة عطور خريف 2018 المناسبة لجميع الأذواق

GMT 00:08 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

توقيف رجل أعمال في قضية تهريب كميات من المواد المخدرة

GMT 07:08 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"Mon Guerlain Eau de Parfum Florale "لاطلالة أنثوية تأسر القلوب

GMT 11:47 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

شركة يابانية تطرح سيارة كهربائية خارقة في معرض باريس

GMT 05:56 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تعرف على أكثر السلالم إثارة في العالم

GMT 10:23 2018 الخميس ,30 آب / أغسطس

"Greenpeace" تحاصر مقر فولكس فاغن في بريطانيا

GMT 18:19 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

جوجل تختبر جلب Assistant إلى تطبيق Android Messages
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca