دبي - محمد الاحمد
واصلت إدارة الفنون التابعة لدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة تعزيزها أواصر التلاقي الإنساني عبر الجسور الثقافية التي تشيّدها بأدوات الفنون المعاصرة، محتضنة النخبة من فناني التصوير الضوئي حول العالم، ليشاركوا معها بمشاهد وصور نابضة بالحياة التقطتها عدساتهم بومضة من الزمن، عكست أجزاءً من أفكارهم، وأحلامهم، ورؤاهم الشخصية.
فتحت عنوان «أنا والآخر»، أتى المعرض الدولي المميّز للتصوير الضوئي، ليعلق على جدرانه أكثر من 197 لوحة فنية معبّرة رسمت وجهات نظر وصيغ متعددة للثقافة البصرية ودلالتها المختلفة عند الشعوب، اختزلت مساحات من الحوار الإنساني والتباين الحضاري بين الشرق والغرب، ويشير لهذا الأمر هشام المظلوم مدير إدارة الفنون، قائلاً: «يأتي هذا الحدث الفني ضمن سياق احتفالنا بحصول الشارقة على لقب عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014، ليكون مكملاً لمنظومتنا الفنية وتوجهنا الثقافي العام، ويتماشى في ذات الأوان مع سعينا الدائم لتقديم تجارب دولية جديدة في كافة المجالات الفنية، ومنها فنون التصوير الضوئي، لنعد لها معرضاً نوعياً كبيراً ومتخصصاً، وفر برامج عملية وورشات حية، كما غطى «أنا والآخر» جوانب نظرية وفكرية حضرت بموازة محتواه الفني والإبداعي المتنوع». ولعل تنظيم الشارقة لهذا المعرض الفني المهم في حقل التصوير الضوئي لم يأتِ من فراغ، وإنما يصب ضمن إطار أصبح معلوماً في نهج إمارة الثقافة والفنون، والتي تراكمت إنجازاتها إثر سنوات من العمل الدؤوب الجاد، وربما هذا ما حدا بـ 30 فناناً قدموا من 26 دولة للمشاركة بمعروض «أنا والآخر»، والتي امتدت فعالياته المتنوعة، بدءاً من تاريخ 21 مايو، وحتى الـ 21 من يونيو الجاري، منطلقة من الروابط الثقافية بين الشعوب والمجتمعات، ومستثمرة عناصر الصورة وتفاصيل صغيرة لما ترصده عدسة الكاميرا الفوتوغرافية من جماليات، ليتوزع المعرض بأنشطته على خمس مجموعات رئيسة ،هي «البناء وإعادة البناء، مشاهد طبيعية، الوجود الإنساني، الرغبات وموضوعاتها، والنقد المجتمعي»، معتمدة جميعاً في مفهومها على أوجه متعددة للقضايا الإنسانية والاجتماعية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر