واشنطن ـ الدار البيضاء اليوم
في منظر يتماشى مع الأوضاع الحالية، تظهر التماثيل العامة في عدد من بلدان العالم وهي مرتدية الأقنعة الطبية، وكأنها تشارك الجماهير التي تراها في حالة الحذر والخوف من فيروس كورونا. ونقل المصورون لقطات لتلك التماثيل التي أقيمت لتكريم شخصيات عامة ومؤثرة في بلادها، وكل منها مرتد لكمامة طبية، بعضها ملون ومزركش، وغيرها من الأقنعة السائدة والتي توحي بأجواء المستشفيات. تظهر تلك التماثيل بأقنعتها إلى جانب أفراد الجمهور الذين يقفون لالتقاط الصور معها أو حتى يمروا بجانبها أيضاً مرتدين الأقنعة، وكأنما تشد من أزرهم.
وتكتسب الأقنعة أهمية مضاعفة تستعيرها من الشخصية التي يمثلها التمثال، فنرى تماثيل لملكات وموسيقيين وممثلين ومغنين وعازفي موسيقى وشخصيات كرتونية شهيرة، كل منها يملك مكانة خاصة لدى معجبيه ومحبيه.
رأى بعض النقاد الفنيين، أن الأقنعة أكسبت التماثيل أبعادا جديدة تضاف إلى أبعادها الإنسانية والفنية، مثل تمثال «الفتاة الشجاعة» المقام أمام بورصة نيويورك، والذي يصور بشكل بديع فتاة تقف واضعة يديها على خاصرتها في تحدٍ لكل الأزمات التي واجهها العالم، تظهر فتاتنا بالروح الثائرة المتحدية نفسها وهي مرتدية القناع الأبيض، وربما يثير ذلك التمثال في الناظرين مشاعر مماثلة من الأمل والتحدي.
اتحدت تماثيل العالم مع مواطنيها في العيش خلال «كورونا»، وإن كان ذلك ظاهرياً، لكن الشكل الجديد الذي ظهرت به يعكس بالفعل حالة القلق من القادم الذي أثارها الفيروس وكيف خرجت من المنازل والمستشفيات لتتخذ مكانها في الميادين والشوارع العامة.
وحذر البعض من استخدام الأقنعة الشحيحة في الأسواق بهذا الشكل؛ ولهذا وضع البعض قطعاً من القماش بدلاً عن الأقنعة بينما تبنت مراكز ثقافية في بعض العواصم العالمية تلك المبادرة لتوعية الجماهير بأهمية حماية أنفسهم. ففي ليتوانيا على سبيل المثال قام عدد من الفنانين بوضع الأقنعة على عدد من التماثيل للتعبير عن الإحساس بالحزن لما آل إليه حال العالم.
وقد يهمك أيضًا:
الكشف عن الحاصلين على "جائزة محمود كحيل" والاحتفال العام المقبل
"الإيسيسكو" توضّح إطلاق منصة لتعليم اللغة العربية عن بعد
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر