بغداد - رياض أحمد
تستمر عمليات العد والفرز في عموم المراكز الانتخابية المنتشرة في العراق تمهيداً لاعلان النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية العامة التي شهدتها البلاد أمس الاربعاء، والتي أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ان نسبة التصويت غير النهائية فيها 60 بالمئة، حسبما أعلن رئيس الادارة الانتخابية في المفوضية مقداد الشريفي في مؤتمر صحافي في بغداد بعد نحو ثلاث ساعات من اغلاق مراكز الاقتراع ابوابها امام الناخبين ، لكنه عاد وأكد ان هذه النسبة لا تشمل بعض المناطق ما يعني انها غير نهائية، موضحاً أن المفوضية تنتظر ورود ارقام من بعض "المناطق الساخنة".
وتظهر النتائج الأولية غير الرسمية هيمنة الائتلافات التقليدية، كائتلاف "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي وائتلاف "المواطن" بزعامة رئيس المجلس الاسلامي الاعلى عمار الحكيم وائتلاف"الاحرار" التابع للتيار الصدري في محافظات الوسط والجنوب ذات الغالبية الشيعية، فيما يسيطر ائتلاف "متحدون" بزعامة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي على المحافظات السنية، ويتصدر الحزب الوطني الديموقراطي بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وحركة " كوران" بزعامة نشروان مصطفى نتائج الانتخابات في اقليم كردستان.
وقد أجريت الانتخابات في كل محافظات العراق الـ18 بما فيها الأنبار التي تشهد اضطرابات أمنية وتنافس فيها 9032 مرشحاً، منهم 6425 رجلاً و2607 نساء، على 328 مقعداً، في حين بلغ عدد الناخبين المشمولين بالتصويت العام 20 مليونا و437 ألفاً و712 شخصاً، وبلغ عدد الناخبين المشمولين بالتصويت الخاص مليوناً و23 ألفاً، اما الغيابي للمهجرين فهو 26 ألفاً و350، وبلغ عدد مراكز الاقتراع العام 8075 مركزاً ضمت 48 ألفاً و852 محطة. ووصل عدد وكلاء الكيانات السياسية الى أكثر من 100 ألف، اما المراقبون الدوليون فقد اعتمد 1249 منهم، فضلاً عن اعتماد 37 ألف و509 مراقبين محليين. كما بلغ عدد الإعلاميين الدوليين 278، والمحليين 1915 إعلامياً.
وعلى رغم التهديدات الأمنية الكبيرة التي رزحت تحتها العملية الانتخابية، تمكنت القوات الحكومية من خلال الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها من الحد من مخاطر الهجمات الانتحارية. وشهدت محافظات الوسط والجنوب هدوءا امنياً جيداً، لكن حوادث متفرقة حصلت في محافظات صلاح الدين والانبار وكركوك. وسجل أكبر الحوادث الأمنية في محافظة صلاح الدين، حيث اقتحم انتحاري بحزام ناسف مركز سبأ الانتخابي في الحي العسكري بقضاء بيجي فأوقع نحو 22 شخصاً بين قتيل وجريح.
أدلى ملايين المواطنين العراقيين بأصواتهم لاختيار ممثليهم في الإنتخابات النيابية العامة بدورتها الثالثة، بعدما فتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين في الساعة السابعة صباحاً وأقفلت ابوابها في السادسة مساءً بالتوقيت المحلي للعراق، ذلك ان آلية الاقتراع الجديدة من خلال أجهزة "البطاقة الالكترونية" لا تسمح بالتمديد.
وفي أول تعليق على الانتخابات العراقية اعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري في بيان :" أن الناخبين العراقيين بعثوا بابهامهم المطلي بالازرق رسالة قوية الى المتطرفين الذين يحاولون تخريب الجهود الرامية الى ارساء الديموقراطية وزرع الفتنة في العراق والمنطقة برمتها". وقال: "ملايين العراقيين صوتوا اليوم بشجاعة واكدوا ليس فقط تمسكهم بالديموقراطية بل تصميمهم على بناء مستقبل اكثر سلما وآمنا". وأشاد بـ"شرطي عراقي ضحى بحياته لحماية ناخبين من هجوم انتحاري قرب مكتب اقتراع". ونوه بمشاركة العراقيين من كل الاديان والاعراق في الاقتراع، مؤكداً ان هذه الانتخابات "حاسمة لتقدم عراق تعددي وموحد وديموقراطي وفيديرالي".
وخلص كيري الى ان "هذا الاقتراع مرحلة في العملية الديموقراطية"، وأن الاميركيين سيستمرون في "تشجيع المسؤولين العراقيين على التركيز على توحيد البلاد وتأليف حكومة جديدة قادرة على حكم المحافظات العراقية الـ18".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر