واشنطن - سليم كرم
أكد رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" احمد الجربا من واشنطن، ان لدى المعارضة السورية بديلا سياسيا معتدلا وقابلاً للتنفيذ من جهة الرئيس بشار الاسد، ومن الجهات المتطرفة للتنظيمات الاسلامية. موقف الجربا تزامن مع بدء مقاتلي المعارضة السورية الانسحاب من الاحياء القديمة لمدينة حمص بموجب اتفاق مع الحكم السوري في اشراف الامم المتحدة، الى بلدة الدار الكبيرة في الريف الشمالي للمدينة. ويتيح الاتفاق خروج 1200 مقاتل على الاقل وعدد من المدنيين من الاحياء المحاصرة للمدينة التي كانت تعد "عاصمة الثورة" على الرئيس بشار الاسد، في مقابل ادخال مساعدات الى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين يحاصرهما المعارضون في حلب والافراج عن مخطوفين لديهم.
ومن المقرر أن يلتقي الجربا اليوم الخميس وزير الخارجية الاميركي جون كيري بعد سلسلة لقاءات عقدها مع مسؤولين أميركيين اعتبارا من يوم الاثنين الماضي تاريخ وصوله الى العاصمة الاميركية, ومن بين الذين التقاهم وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية ويندي شيرمان، وزعماء في الكونغرس بينهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ روبرت مينيننديز وهو من ابرز مؤيدي تسليح المعارضة السورية ودعمها.
وقال رئيس الائتلاف السوري مساء الاربعاء في لقاء مع جمهور واسع عقد في معهد السلام الاميركي، وهو من أكبر مراكز الابحاث في واشنطن، ان النزاع في سوريا يمثل "أبرز كارثة انسانية في العصر الحديث"، وشدد على انها باتت أكبر بكثير من ان يعالجها السوريون بأنفسهم. وأوضح ان المعارضة السورية لا تريد من الولايات المتحدة ان تضحي بشبابها في النزاع السوري، وان ما يريده هو الحصول على الاسلحة التي يمكن ان "تحيد سلاح الجو" السوري بفاعلية، وذلك في اشارة الى الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف والتي لا تزال ادارة الرئيس باراك اوباما تعارض توفيرها للمعارضة خوفا من وقوعها في الايدي الخطأ. وطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف قوي من قرار الاسد الذي وصفه بالطاغية الذي يريد اجراء انتخابات " على جثث السوريين"، في اشارة الى الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 حزيران/ يونيو المقبل.
وكشف أحد أعضاء الوفد السوري المعارض عن أن الهدف من هذه اللقاءات هو تحريك ملف المساعدات العسكرية للمعارضة السورية "من أجل وضع حد سريع لتقدم النظام في عدد من المناطق الاستراتيجية"، خصوصاً أن عدداً من هذه المناطق، كمدينة حمص، "يتسلمها النظام بعد نقص السلاح فيها وعدم قدرة المعارضة على مواجهة الآلة العسكرية السورية ولا سيما منها سلاح الطيران".
وأشار الى أن المسؤولين السعوديين الذين التقوهم سابقا قبل زيارة واشنطن، أعربوا عن اقتناعهم بوجهة النظر التي تقول بضرورة حصول تغيير نوعي في الميدان لمصلحة المعارضة من أجل دفع عملية التفاوض وحل الأزمة طبقاً لبيان جنيف 1، لذا نقل المصدر عن المسؤولين السعوديين "عدم معارضتهم منح المعارضة السورية المسلحة أسلحة نوعية مضادة للطائرات"، لكن هذا الأمر، بحسب عضو في وفد الائتلاف، لن يدخل حيز التنفيذ "ما دام الفيتو الاميركي قائماً على تزويد المعارضة العسكرية هذا النوع من السلاح".
وكشف ان الجربا يحمل الى المسؤولين الاميركيين اقتراحا تقنياً من أجل تطمين الادارة الاميركية الى عدم وقوع الاسلحة المضادة للطائرات في أيدي من تسميهم واشنطن "المجموعات المتشددة". ومع رفضه الافصاح عن مصدر هذا "الاقتراح التقني"، قال إنه يقوم على أساس تجهيز الاسلحة بتقنية "البصمة" بحيث لا يمكن أن يطلقها الا الاشخاص الذين يتسلمونها فقط.
كما كشف أن لقاءً مماثلاً للقاء جدة حصل في الدوحة هدفه "الحصول على دعم قطر في مسار استعادة الائتلاف للزمام عشية زيارة واشنطن ومحاولة ابعاد الخلافات الخليجية - الخليجية عن الملف السوري". وقال إن الأجواء في اللقاءين كانت ايجابية وإن قرار هذه الدول بتسليح المعارضة نوعياً بات محسوماً وان "الحديث مستمر مع زعماء بعض الدول بينها السعودية وقطر عن الكمية وليس عن مبدأ التسليح، الذي سيتم فور رفع الحظر الاميركي".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر