آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

مقتل 20 سوريًا السبت و تنازع "التوحيد" و"الإسلامية" في ريف حلب

اشتباكات في دمشق بين "الحر" و"الحكومية" والمعارضة تستهدف المطار الدولي

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - اشتباكات في دمشق بين

دخان القصف في وسط حمص
دمشق ـ جورج الشامي

أفادت شبكة "شام" الإخبارية  عن مقتل 20 سوريًا و عشرات الجرحى، السبت، في هجمات متفرقة في عدد من المدن السورية، فيما أعلن ناشطون سوريون معارضون أن دمشق شهدت اشتباكات بين الجيش الحر والقوات الحكومية في حي القدم، فيما استهدفت المعارضة السورية المسلّحة مطار دمشق الدولي في وقت تواصلت المواجهات بين القوات الحكومية والمعارضين في مختلف المناطق، لا سيما في ريف العاصمة وفي مدينة حمص ، في الوقت الذي في حلب، خيّمت فيه أجواء التوتر بين "لواء التوحيد" و"الدولة الإسلامية في ريف حلب بسبب الخلاف على السيطرة على مناطق، في حين أفادت مصادر أن "جبهة النصرة" اختطفت 16 طالبًا كرديًا في محافظة الحسكة، هذا وقد صرح مقربون من الرئيس الفرنسي، الجمعة، أن رئيس الائتلاف السوري المعارض، أحمد عاصي جربا، سيزور باريس الثلاثاء والأربعاء حيث سيلتقي الرئيس فرنسوا هولاند، ولجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية، وعلى صعيد الجهود الرامية لاحتواء النزاع، قالت الخارجية الروسية، " إن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، سيستقبل الاثنين في موسكو نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل.
هذا و أعلن ناشطون سوريون معارضون أن دمشق شهدت اشتباكات بين الجيش الحر والقوات الحكومية في حي القدم، فيما استهدفت المعارضة السورية المسلّحة مطار دمشق الدولي في وقت تواصلت المواجهات بين القوات الحكومية والمعارضين في مختلف المناطق، لا سيما في ريف العاصمة وفي مدينة حمص ، في الوقت الذي في حلب، خيّمت فيه أجواء التوتر بين "لواء التوحيد" و"الدولة الإسلامية في ريف حلب بسبب الخلاف على السيطرة على مناطق، في حين أفادت مصادر أن "جبهة النصرة" اختطفت 16 طالبًا كرديًا في محافظة الحسكة.
وفي ريف دمشق، قصفت مدفعية القوات الحكومية بلدة سبينة، فيما انفجرت سيارة مفخخة في حي الوعر المليء بالنازحين في مدينة حمص، حيث يحاول الجيش منذ أكثر من أسبوعين استعادة بعض الأحياء، وفق ما أفاد ناشطون معارضون، أما في ريف درعا، فقد شنت طائرات الميغ التابعة للقوات الحكومية غارات على مدينة اللجا بالصواريخ، كما سُمع دوِيّ انفجارات ضخمة من الناحية الشمالية لبلدات جبل الزاوية.
و عن حلب، خيّمت أجواء توتر بين "لواء التوحيد" و"الدولة الإسلامية في ريف حلب بسبب الخلاف على السيطرة على مناطق، حيث أفادت مصادر أن "جبهة النصرة" اختطفت 16 طالبًا كرديًا في محافظة الحسكة.
في المقابل، اعتقلت القوات الحكومية عددًا من طلاب جامعة حلب من داخل قاعات الامتحان، حسب الناشطين.
بينما سيطر الجيش السوري الحر على مواقع عسكرية تابعة للقوات الحكومية في ريف العاصمة السورية وفي حلب وسط تصاعد المعارك بين الجانبين على عدة جبهات في البلاد لاسيما على طريق مطار دمشق الدولي، حسب ما ذكر ناشطون في المعارضة، السبت، وقال اتحاد تنسيقيات الثورة "إن قوات المعارضة تمكنت من السيطرة على 5 مواقع في بلدة البلالية بريف دمشق والاستيلاء على مستودع للذخيرة، وذلك بعد معارك مع الجيش السوري أسفرت عن مقتل 30 جنديا وتدمير آليات عسكرية.
في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" "إن القوات الحكومية دمرت، الجمعة، "معملين لتصنيع قذائف الهاون وكميات من أسلحة وذخيرة المجموعات الإرهابية المسلحة في الغوطة الشرقية وريفي دمشق الجنوبي والشمالي"، كما كشفت "سانا" عن سقوط "قذيفة هاون أطلقها إرهابيون في محيط مقام السيدة زينب في ريف دمشق، ما أدى إلى استشهاد المدير الإداري للمقام أنس روماني وإصابة آخرين بجروح"، الأمر الذي أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان.
فيما تواصلت الاشتباكات على طريق المطار بين الجيشين الحر والحكومي الذي استهدفت مدفعيته أحياء جوبر والعسالي والقدم والقابون في محاولة لاستعادة السيطرة على تلك الأحياء وطرد مقاتلي المعارضة منها.
و بشأن الأحداث في حمص فتشهد بعض أحيائها حملة عسكرية منذ أكثر من أسبوعين، قتل، الجمعة، 12 مسلحا من اللجان الشعبية الموالية للقوات الحومية خلال اشتباكات في حي الخالدية وسط المدينة مع مقاتلي المعارضة، وفقا للمرصد، وقالت مصادر معارضة لـ"سكاي نيوز عربية" إن حزب الله اللبناني الذي يشارك في المواجهات الدائرة بحمص، أرسل أيضا أكثر من 1200 عنصر من مقاتليه إلى مدينة حلب لدعم القوات الحكومية في المعارك الدائرة هناك.
وتأتي هذه الأنباء في وقت قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن الجيش الحر سيطر على بني "مجو" الواقع بالقرب من مبنى "متاع" في خان العسل بريف حلب الغربي بعد معارك قضى على فيها نحو 15 عسكريا القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها.
وأوردت"سانا" أن وحدات من الجيش تمكنت من القضاء على عدد ممن وصفته بـ"الإرهابيين" في حلب وريفها، و"دمرت لهم العديد من تجمعاتهم ووكرا كانوا يستخدمونه كمقر لتفخيخ السيارات في إحدى المزارع ببلدة تل رفعت في الريف الشمالي"، إلى ذلك، شن الجيش الحكومي يشن قصفا بالمدفعية الثقيلة على بلدات نوى واليادودة ومزيريب بريف درعا، وعلى حي طريق السد في درعا المحطة، أعلن مقاتلو الجيش الحر سيطرتهم على دبابات وذخيرة للقوات الحكومية في المدينة، بحسب شريط بث على الإنترنت لم يتسن لنا التحقق منه.ه
هذا و نفذ  للطيران الحربي طلعات فوق المدينة كما شن قصفا على بنش في ريفها، حسب ما أفاد الناشطون الذين أضافوا أن القصف المدفعي تواصل على مدينة سراقب والعديد من قرى جبل الزاوية.
في حين  تدور اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، بالقرب من سوق الخضرة في حي الأشرفية، وأنباء عن مقتل عنصرين من القوات النظامية، كما سقطت قذيفة على منطقة السريان القديمة، وأنباء عن سقوط عدد من الجرحى، و سقطت ثلاثة قذائف هاون على حي ميسلون، ما أدى لأضرار مادية في ممتلكات المواطنين، ولا أنباء عن خسائر بشرية، وفي الريف نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في تل خان العسل والاتارب ، في حين  سيطرة الكتائب المقاتلة على منطقة سماقية في غرب بلدة خان العسل، وسط اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في البلدة التي  سيطرت  الكتائب  المقاتلة  على أجزاء كبيرة  منها ، بينما تدور اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في قرية عزيزة بالريف الجنوبي، في محاولة للكتائب المقاتلة استعادة السيطرة على القرية، واستهدفت الكتائب المقاتلة، بعدد من الصواريخ محلية الصنع، بلدتي نبّل والزهراء، اللتان يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية.
وتستمر المعارك بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية على أطراف الأحياء المحاصرة، وحي الخالدية، بينما دارت اشتباكات عنيفة منذ ليل الجمعة حتى ساعات الفجر،  بين مقاتلي الكتائب المقاتلة من جهة، والقوات النظامية وعناصر اللجان الشعبية من جهة أخرى، على أطراف حي المزرعة، الذي يقطنه مواطنون من الطائفة الشيعية، ترافق مع سقوط عدة قذائف على الحي، ما أدى لمصرع أربعة من عناصر اللجان الشعبية،وسقوط عدد من الجرحى المدنيين في الحي، كذلك سقطت قذيفة بالقرب من مدرسة المتفوقين في الحمرا.
وكذلك تعرضت مدينة سارقب منذ صباح السبت 10 غارات جوية من قبل الطيران المروحي والحربي مما ادى لسقوط جرحى وتهدم في بعض المنازل كما  تتعرض قرية فركيا في جبل الزاوية  لقصف من القوات النظامية، ولا أنباء عن ضحايا حتى الآن، استشهدت مواطنة من مدينة دوما، جراء إصابتها في قصف للقوات النظامية على مناطق في المدينة، كما تتعرض مناطق في بلدة معضمية الشام لقصف من القوات النظامية، ولا إصابات حتى الآن.      
و على جانب آخر دارت اشتباكات بعد منتصف ليل الجمعة – السبت، بين وحدات حماية الشعب ومقاتلي جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام وبعض الكتائب المقاتلة ومقاتلين من بعض الأحزاب الكردية، في محيط قرى تل علو وكرهوك وعلي آغا، انتهت عند الثامنة صباحاً، بسيطرة وحدات حماية الشعب على حاجز مطحنة الحوارات، المتواجد على مفترق طرق رئيسية، حيث تمركز فيها على بناء المطحنة، مقاتلو جبهة النصرة والدولة الإسلامية والكتائب الأخرى المشاركة معهم  وتمكنت وحدات حماية الشعب من الاستيلاء على عتاد وذخيرة وأسلحة خفيفة، وسيارة مثبت عليها رشاش ثقيل ومدفع هاون، كذلك فككت وحدات حماية الشعب، بعض الألغام عند حاجز المطحنة،واندلعت مساء الجمعة اشتباكات على الطريق الرئيسي بين قرية كرهوك وناحية جل آغا، بين مقاتلي وحدات حماية الشعب ومقاتلي الجبهة والدولة الإسلامية والكتائب المقاتلة، ووردت أنباء عن  مقتل مقاتلين من  الدولة  الإسلامية في  العراق  والشام،  ولا تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين، بعد انسحاب مقاتلي جبهة النصرة والدول الإسلامية في العراق والشام، والكتائب المقاتلة، إلى مركز صوامع تل علو.
في غضون ذلك قال ناشطون "إن القوات الحكومية شنت حملة دهم واعتقالات في بلدة مدينة بلودان في ظل قصف مدفعي استهدف مناطق في دوما ويبرود في العاصمة التي شهدت بدورها معارك بين طرفي النزاع".
و في السياق ذاته أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلاً من "جبهة النصرة" قتل إثر تفحير نفسه بالقرب من أحد مقرات وحدات حماية الشعب الكردي في ناحية الجوادية "جل آغا"، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، أيضًا سيطرت وحدات حماية الشعب على قرية تل علو التابعة لناحية جل آغا "الجوادية" والسويدية، وقرية السويدية بين مدينة كركي لكي "معبدة" وبلدة تل كوجر "اليعربية"، عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلين من "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وبعض الكتائب المقاتلة وبعض المقاتلين من الأحزاب الكردية، بينما تستمر الاشتباكات بين الطرفين، في قرى كرهوك وعلي آغا، بينما دارت اشتباكات الجمعة على حاجز لوحدات حماية الشعب في قرية حداد، بعد هجوم لمقاتلي الطرف الآخر عليه.
وعلى صعيد الجهود الرامية لاحتواء النزاع، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، الجمعة، "إن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، سيستقبل الاثنين في موسكو نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل".
ولم تُعطِ الوزارة تفاصيل عن هذه المحادثات في وقت تسعى فيه موسكو وواشنطن منذ أكثر من شهرين إلى تنظيم مؤتمر سلام يجمع ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة.
وكذلك أفاد مقربون من الرئيس الفرنسي، الجمعة، أن رئيس الائتلاف السوري المعارض، أحمد عاصي جربا، سيزور باريس الثلاثاء والأربعاء حيث سيلتقي الرئيس فرنسوا هولاند، ولجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية.
وبحسب المقربين من الرئيس الفرنسي، فإنه سيزور أيضا لندن وواشنطن وبرلين في محاولة لحث تلك الدول على دعم المعارضة، لاسيما أن الجربا كان قبل انتخابه مكلفا الملف الحساس المتعلق بتسليح المعارضة، وبهذه الصفة شارك في وفود عدة تمثل الائتلاف.
بينما يطالب الائتلاف الوطني السوري المعارض بتسلم معدات مضادة للدبابات ومضادات للطيران لصالح الجيش السوري الحر، لكن الغربيين يخشون أن تقع أسلحة متطورة جدا بأيدي المجموعات التي توصف بالمتطرفة والتي تقاتل في سورية.
و على جانب آخر استطاعت لجان التنسيق المحلية في سورية، مع انتهاء الجمعة، توثيق 72قتيلاً بينهم 5 سيدات، أربعة تحت التعذيب بينهم سيدة، و4 أطفال، كما استهدفت القوات الحكومية بصواريخ أرض أرض حي الراشدين في حلب، في حين قام "الحر" بقتل أكثر من 30 جنديًا في دمشق وسيطر على مستودع للذخيرة ودمر دبابة من نوع "تي 72" وعربة "شيلكا" في البلدة، واستهدف بخمسة صواريخ من نوع "كاتيوشا" السفارة الروسية وفرع التحقيق المقابل لها، وحقق إصابات مباشرة.
وسجلت اللجان المحلية مقتل تسعة عشر في دمشق وريفها، ثمانية عشر في درعا، ثلاثة عشر في حلب، أحد عشر في حمص، أربعة في كل من اللاذقية، وإدلب، واحد في الحسكة.
وأحصت اللجان 465 نقطة للقصف في سورية، غارات الطيران الحربي سجلت في 30 نقطة، البراميل المتفجرة في عشر نقاط، سراقب، منطف، والنيرب في إدلب، وتل خميس في الحسكة، صواريخ أرض أرض استهدف حي الراشدين في حلب، وأحياء حمص القديمة، القصف المدفعي سجل في 152 نقطة، تلاه القصف الصاروخي في 144 نقطة، والقصف بقذائف الهاون سجل في 127 نقطة.
فيما اشتبك الجيش الحر مع قوات الحكومة في 157 نقطة: في دمشق وريفها قام "الحر" بتحرير خمس نقاط تابعة لقوات الحكومة في البلالية، كما قتل أكثر من 30 جنديًا، وسيطر على مستودع للذخيرة ودمر دبابة من نوع "تي 72" وعربة "شيلكا" في البلدة، واستهدف بخمسة صواريخ من نوع "كاتيوشا" السفارة الروسية وفرع التحقيق المقابل لها وحقق إصابات مباشرة، كما استهدف مقرات "مليشيات" الحكومة وقواتها على المتحلق الجنوبي وحقق في صفوفهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، كما استهدف مواقع قوات الحكومة على أطراف داريا في الغوطة الغربية، وفي حلب استهدف "الحر" تجمعات قوات الحكومة في ملعب الحمدانية، كما استهدف مطار منغ العسكري والقوات المحيطة به، واستهدف مقرات لقوات الحكومة في خان العسل، وفي الحسكة استطاع "الحر" تأمين انشقاق خمسة عشر جنديًا من الفوج 121، كما أعلن بداية معركة تحرير هذا الفوج التابع للفرقة 17، في حمص حرر "الحر" مبنى بنك الدم في حي الوعر، وسيطر على الأسلحة والعتاد المتواجدة فيه، كما قتل العديد من قوات الحكومة في اشتباكات على أطراف حي الخالدية، في دير الزور استهدف "الحر" حاجز جميان وحقق إصابات مباشرة.
كانت قوات المقاومة السورية قبل فترة قصيرة تُمطر العاصمة دمشق بوابل من قذائف الهاون، وكان جنود الحكومة يتراجعون، وكانت التقارير الصحافية تشير إلى مزيد من الأراضي التي تَفلِت من قبضة بشار الأسد، كما تشير إلى المخاوف من أن الأسد قد يصل به اليأس إلى استخدام الأسلحة الكيميائية، أما السبت فقد انعكست الأوضاع، فقد شهدت الأسابيع الأخيرة اقتتال جماعات المقاومة في ما بينها بصورة وحشيّة على نحو أفقدها الكثير في ساحة المعارك.
وفي تلك الأثناء، فإن الولايات المتحدة والقوى الغربية التي كانت تدعو إلى تنحّي الأسد عن حكم البلاد تبدو الآن مُتردّدة في تزويد المقاومة السورية بالأسلحة التي باتت في مسيس الحاجة إليها.
وعلى الرغم من أن هناك قلة تتوقع أن يعود الأسد من جديد لفرض هيمنته ووحشيّته على أنحاء سورية كافة، إلا أن البعض من أعدى أعدائه يعترف بأن وضع الأسد الآن يزداد قوة عمّا كان عليه منذ أشهر عدّة، وأنه من المحتمل أن يكتسح حركة المقاومة التي تعيش حاليًا حالة من التشرذم.
هذا و يقول الكاتب السوري حسان حسان "إن قوّة الأسد الآن لا تتمثل في كونه رئيسًا يسيطر على الدولة، وإنما في كونه جنرالَ حَربٍ وقائدًا عسكريًا"، مضيفًا أنه غير مؤهّل للعودة إلى السيطرة على البلاد من جديد".
و تابع "وأدّت الحرب الأهلية في سورية إلى "بَلْقَنة" البلاد، حيث تسيطر كل جماعة على جزء من البلاد، فقوات الحكومة تسيطر على دمشق وعدد من المدن الكبرى، بينما تسيطر المعارضة على عدد من المناطق في شمال وشرق البلاد، ولكنها أبعد ما تكون عن التوحّد نتيجة التنافس في ما بين المليشيات المسلحة على الموارد، ومحاولة فرض قوانينها وشرائعها الخاصة بها على تلك المناطق".
ويعيش قرابة 60 في المائة من سكان سورية حاليًا في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، بينما تسيطر المقاومة على 60 إلى 70 في المائة من أراضي البلاد، وهذا يعني أن المقاومة تكون أقوى في المناطق الأقل سكانًا، وبالتحديد في المناطق الريفية، كما يقول الخبير في الشأن السوري في معهد واشنطن أندرو تابلر.
ويَبقى الواقع أن القوات الحكومية استعادت بعض المكاسب التي جنتها المقاومة، كما نجحت في تخفيف الضغط عن العاصمة، ووصل الأمر باعتراف بعض المقاتلين الذين كانوا يتوقّعون نهاية قريبة للأسد على طريقة ما حدث لزعماء آخرين في المنطقة بتلك الحقيقة، وذلك الواقع الجديد.
ويقول أحد قادة المقاومة في حمص رفض ذكر اسمه "إنه إذا ما استمرت الأوضاع على تلك الحال فإن الناس سوف تثور على المقاومة في ظل تقدم القوات السورية ".
وانتقد زملاءه في المقاومة، واتهمهم بوضع مصالحهم الشخصية على حساب توسيع النضال ضد الأسد، كما اتهمهم بالمتاجرة في السلاح والتربُّح من تلك التجارة.
وأضاف "إن عدم توحّد المقاومة قد أطال أمد الحرب، وزاد من مهمة المقاومة صعوبة".
وأكد أنه لا يستطيع أن يرد على المواطن السوريّ العاديّ لو سأله عما فعلَتْه المقاومة من أجله.
ويتلقى كلُّ طرف في النزاع دعمًا من جهات دولية، فحكومة الأسد تتلقّى دعمًا ماليًا وعسكريًا من روسيا وإيران و"حزب الله"، كما أن الهيكل القياديّ الذي يتمتع به جيشه وتوحّده خلف شخصيّة الأسد ساعد على تماسك قوات الحكومة السورية.
أما جماعات المقاومة فهي تتنافس على الدعم المُقدّم لها من السعودية وقطر وعدد آخر من المموّلين الذين يحملون أفكارًا أيديولوجية مختلفة ومصالح مختلفة، الأمر الذي انعكس على جماعات المعارضة، كما أن زيادة قوة "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" ساهم في زيادة حدّة الانشقاق، في الوقت الذي تشكو فيه المقاومة من عدم تلقّيها السلاح، على الرغم من قيام الاتحاد الأوروبي برفع الحظر عن توريد السلاح إلى المقاومة السورية.
ومن جانبه قال القائد في "الجيش السوري الحر" الجنرال سليم شاهين "إن الغرب لا يريد سقوط الحكومة، ولهذا فهو لا يمُدّ المقاومة بالسلاح". وأضاف أن "تردّد الغرب حتى الآن في توريد السلاح والخوف من سقوطه في أيدي المتطرفين تسبّبا في أضرار جسيمة للمقاومة ضد القوات الحكومية، التي تحظى بدعم روسيا وإيران وحزب الله".
ويذكر أن الأشهر الأخيرة شهدت فشل المقاومة في توفير الخدمات الأساسية للمدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، ولا تزال مدينة حلب أكبر مدن سورية تشهد انقسامًا وأضرارًا بالغة، حيث يُلقي الكثيرُ من السكان باللوم على المقاومة في الدمار الذي لحق بالمدينة".
وحرَم سقوطُ بلدة القصير في أيدي قوات الحكومة المقاومةَ من ممر إستراتيجي لنقل الأسلحة إليهم من لبنان، ومنذ ذلك الحين بدأت علامات الانشقاق تظهر في أوساط المقاومة، وتطوّر الأمر إلى الصدام المسلّح، وتحوّل العديد من أفراد المقاومة ضد "الجماعات الجهادية" التي سبق وأن رحّب بها في بداية الحرب الأهلية، وخلال الأسبوع الماضي قام "المُتطرّفون" بقتل اثنين من قادة المقاومة السورية في شمال سورية.
وتمنَح كلُّ الشواهد الأسدَ قدرًا أكبر من الثقة، وقبل شَهر كان الأسد قلقًا من هجمات المقاومة على ضواحي دمشق، أما السبت وبعد معركة القصير وإبعاد المقاومة عن ضواحي العاصمة بات أكثر ثقة

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اشتباكات في دمشق بين الحر والحكومية والمعارضة تستهدف المطار الدولي اشتباكات في دمشق بين الحر والحكومية والمعارضة تستهدف المطار الدولي



GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca