واشنطن - الدار البيضاء اليوم
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مؤتمر صحفي اليوم الخميس، إن مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في غارة أمريكية على سوريا "أزال تهديدا إرهابيا كبيرا". وقال بايدن إن القرشي "فجر نفسه" ما أدى لمقتله ومقتل أفراد عائلته بعد أن حاصرته القوات الأمريكية خلال عملية عسكرية الليلة الماضية شمال غربي سوريا. وأضاف بايدن: "بفضل مهارة وشجاعة قواتنا المسلحة، أزحنا من الميدان أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية. وقد عاد جميع رجالنا سالمين من العملية". وأوضح بايدن أن الإعداد لهذه العملية استغرق شهورا.
وقال بايدن إن القرشي "أشرف على عمليات في مختلف أنحاء العالم وكان مسؤولا عن الهجوم الوحشي على سجن شمال شرقي سوريا لتحرير سجناء تنظيم الدولة". وتابع بايدن أن القرشي كان مسؤولا عما حدث في شمالي العراق عام 2014، حيث تم تدمير قرى وتعريض نساء وفتيات للاغتصاب والقتل. وقال مسؤولون أمريكيون إن "التفجير الانتحاري" كان هائلا، وتسبب في إلقاء الجثث خارج المبنى وفي محيطه، وألقوا اللوم على تنظيم الدولة في جميع الإصابات بين المدنيين. وقال أحد كبار المسؤولين في إدارة بايدن، في إفادة للصحفيين عن المهمة، إن "جميع الضحايا في المنزل سقطوا نتيجة أعمال إرهابية لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية داخل المبنى"، لكنه رفض تقديم تقدير لعدد القتلى من المدنيين.
وأفاد تقرير لصحيفة النيويورك تايمز بأن إحدى المروحيات تعطلت بسبب مشاكل تقنية، وإنها تحطمت في وقت لاحق في غارة جوية أمريكية. وقالت مصادر محلية إن القوات الأمريكية لقيت مقاومة عنيفة على الأرض، حيث استخدم المسلحون أسلحة مضادة للطائرات محمولة على مركبات. ويعد القرشي الخليفة الثاني لتنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية، وقد بويع لدى مقتل أبو بكر البغدادي. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، مقتل 13 شخصا، بينهم أطفال ونساء، خلال عملية الإنزال الجوي الذي نفذته القوات الأمريكية الخاصة. وتعدّ إدلب آخر الجيوب الكبيرة التي تسيطر عليها معارضة مسلحة تقاتل نظام بشار الأسد. ويعتقد أن تكون المنطقة ملجأ لجهاديين أجانب على صلة بتنظيم القاعدة.
وأشار المرصد أن مروحيات تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذت إنزالا قرب مخيمات أطمة، بحثا عن مطلوبين جهاديين. . وقال سكان من أطمة إن عددا من المروحيات هبط في المكان قُرب منتصف ليل الأربعاء (00:22 بتوقيت غرينيتش) قبل أن يُسمع دوي قصف وإطلاق نار لمدة ساعتين. وقال شهود عيان لوكالة رويترز إن الغارة انتهت بمغادرة المروحيات للموقع، غير أن طائرات استطلاع مجهولة الهوية ظلت تحلّق في المكان. ويعيش في هذه المنطقة الحدودية عشرات الآلاف من السوريين الذين شردتهم الحرب. وتناقل ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورا لمنازل مهدمة من جراء العملية الأمريكية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن العملية الأمريكية كانت الأكبر في شمال غربي سوريا منذ استهداف زعيم تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي، على أيدي قوات خاصة في أكتوبر/تشرين الأول 2019.
وكان البنتاغون أعلن قبل شهر عن مقتل "قيادي بارز" من جماعة حراس الدين. وكان يُطلَق على هيئة تحرير الشام اسم جبهة النصرة، والتي كانت بدورها جزءا من تنظيم القاعدة حتى عام 2016. وكانت عناصر أجنبية قد انشقت عن الجماعة ودشّنت جماعة جديدة تحت اسم حُراس الدين، والتي تمّ تصنيفها تنظيما إرهابيا تعرّض لضربات خلال السنوات الماضية من قبل قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. ولسنوات، شنت قوات أمريكية غارات مستخدمة في معظمها طائرات مسيرة لاستهداف قيادات جهادية على صلة بتنظيم القاعدة في الشمال السوري. ويسري في إدلب وقف لإطلاق النار منذ مارس/آذار 2020، لكنه يتعرض لخروقات بين الحين والآخر تسفر عن سقوط مدنيين إلى جانب مقاتلين مستهدفين. وتسببت الحرب الأهلية في سوريا على مدى نحو أحد عشر عاما في مقتل نحو نصف مليون شخص وتشريد أكثر من نصف السوريين داخل البلاد وخارجها.
قد يهمك أيضاً :
فالس يدعو أوروبا إلى الاعتماد على المغرب ضد "داعش" و"فاغنر"
هدوء في الحسكة و"قسد" تؤكد أن هجوم "داعش" على سجن غويران خُطط له من الخارج
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر