نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السبت بمقر عمالة عين السبع الحي المحمدي بالدار البيضاء، مهرجانا خطابيا تمجيدا لتضحيات أبطال ملحمة 7 و8 دجنبر 1952، وعرفانا بما قدموه من أجل كرامة واستقلال الوطن .و في كلمة بالمناسبة ،اعتبر المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السيد مصطفى الكثيري، أن الذكرى ال 67 لأحداث 7 و8 دجنبر 1952 تعد من الذكريات الوطنية المجيدة التي تحتضنها الذاكرة التاريخية الوطنية للمغرب، وأنها واحدة من بين 36 ذكرى وطنية تحرص المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على إحيائها وتخليدها في موعدها كل سنة.
وأوضح السيد الكثيري، أن الذكرى ال 67 للأحداث الدامية التي شهدتها مدينة الدار البيضاء تسجل محطة تاريخية مضيئة تؤرخ تضامن الشعب المغربي مع الشعب التونسي الشقيق غداة اغتيال الزعيم النقابي التونسي والمغاربي فرحات حشاد يوم 5 دجنبر 1952.
وأبرز أن هذه الأحداث تحمل في طياتها حمولة تاريخية كبيرة ورصيدا من الدروس والعبر والمعاني والدلالات، وكذلك منظومة من القيم الوطنية والروحية والدينية والأخلاقية والإنسانية والكونية التي تحث على واجب استلهام كل هذه القيم الوطنية والمثل العليا ومكارم الأخلاق لتبليغها للشباب والأجيال الناشئة من أجل أن تتقوى فيهم روح الوطنية وحب الوطن والاعتزاز بالانتماء الوطني والهوية المغربية.
وقال إن “إحياء وتخليد ذكرى من الذكريات الوطنية هو أيضا وقفة للتأمل والتدبر والتذكير والاستحضار التاريخي ومعه استقراء واستلهام القيم الدينية والروحية والوطنية والأخلاقية والكونية والإنسانية التي نريد ترسيخها لدى الشباب الناشئ والأجيال المتعاقبة وتبقى هي عماد التماسك الاجتماعي والمجتمعي، وأيضا سر قوتنا ووجودنا، ومن ثمة هي التي تجعل شباب وأجيال اليوم يواصلون مسيرات الحاضر والمستقبل، التي هي امتداد لمسيرة الكفاح الوطني الماضي”.
من جهته، أكد الطيب البكوش، الأمين العام لاتحاد المغرب العربي والأمين العام الأسبق للاتحاد العام التونسي للشغل الذي أسسه فرحات حشاد” أن دماء الشهداء التي سقت أرض المغرب الكبير شرقه وغربه في كل مكان ،يجب أن تكون دائما رمزا للوحدة المغاربية ” ، مشددا على ضرورة تحقيق وحدة المغرب الكبير والاندماج المغاربي “كقوة تقود إفريقا بكاملها وتجعل المغرب العربي قويا ومندمجا”.
و اعتبر السيد البكوش أن المغرب الكبير “له من الإمكانيات المادية والبشرية والكفاءات والثروات ما يمكن أن يجعله، إذا ما اندمج وتوحد أكثر، قاطرة ومفخرة لإفريقيا بأكملها وللعالم العربي ولكامل المنطقة المتوسطية”، مبرزا أهمية إشراك جميع الطاقات الموجودة في المغرب الكبير من أجل تحقيق الوحدة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
وتضمن برنامج هذه الاحتفالية القيام بزيارة لمقبرة الشهداء بالحي المحمدي، للترحم على أرواح شهداء الحرية والاستقلال والوحدة الترابية للمملكة، حيث تم إبراز مكانة مدينة الدار البيضاء التي شكلت مهد المقاومة، واحتضنت الخلايا الأولى والتنظيمات السرية لمناهضة الاحتلال الأجنبي، إلى جانب ما شهدته من انتفاضات شهيرة لمواجهة مخططات المحتل الغاصب سواء بالمغرب أو بالأقطار المجاورة.
كما تمت الإشارة إلى الملاحم التي عاشتها هذه المدنية على درب المقاومة والتحرير، موازاة مع نضالاتها المجسدة للروح المغاربية، وقيام رجالاتها المقاومين بدعم ومساندة نظرائهم بأقطار المغرب الكبير، وكذا دورها الطلائعي في تمتين الأواصر بين الأشقاء المغاربيين، ومن ذلك انتفاضة الشغيلة العاملة بهذه المدينة وسكانها في مظاهرات حاشدة عقب إقدام المستعمر الفرنسي يوم 5 دجنبر 1952 على اغتيال الزعيم النقابي التونسي والمغاربي فرحات حشاد.
وقد تميزت هذه الاحتفالية بتوشيح صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ينحدرون من جهة الدار البيضاء- سطات بالأوسمة التي أنعم عليهم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 64 للأیام المجیدة الثلاثة ولعید الاستقلال المجید.
وإلى جانب تكريم عدد من قدماء المقاومين، تم توزيع إعانات مالية على بعض المستحقين المنتمين إلى أسرة المقاومة وجيش التحرير.
قد يهمك أيضا :
"التدخل الإيراني" يتصدر مباحثات وزير الخارجية الأميركي مع نظيره المغربي
وصول بومبيو إلى الرباط في أول زيارة للمغرب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر