الرباط_الدار البيضاء اليوم
في خضمّ الأزمات العالمية، لطالما التزم المغرب بسياسة “الحياد البنّاء” في محاولة منه لتكريس الخطاب الدبلوماسي الهادئ البعيد عن الانفعالات العسكرية اللحظية، وهو ما جعله يحظى بثقة المجتمع الدولي لاحتضان المؤتمرات السياسية المتعلقة بالوساطة الإقليمية ومن “حرب بغداد” إلى “حرب كييف”، أعربت الرباط على الدوام على أهمية وقف التدخلات العسكرية، ونهج لغة الحوار الدبلوماسي عوضا عن لغة السلاح، حيث تنأى العاصمة المغربية بنفسها عن سياسة المحاور الإقليمية والاصطفافات الدولية رغم الضغط الذي تتعرض له في بعض الأحيان.وما يعزّز التوجه المغربي بخصوص “الحياد السياسي” في القضايا الدولية، هو تنويع الشراكات الاقتصادية والتجارية مع مختلف الأقطاب العالمية، بما في ذلك أمريكا وروسيا والصين، خاصة أن تطورات قضية الصحراء ما زالت المحدد الرئيسي للمغرب في صياغة وتنفيذ قرارات السياسة الخارجية.
وتتبنى روسيا موقفا شبه حيادي في قضية الصحراء المغربية رغم العلاقات الاستراتيجية التي تجمعها بالجزائر، ما يجعل امتناعها عن التصويت في قرارات مجلس الأمن الدولي بمثابة ترصيد للمكتسبات السياسية إزاء الملف طويل الأمد الذي تسعى الرباط إلى طيّه بشكل نهائي في ظل التطورات الدولية.
محمد زين الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، قال إن “بلاغ عدم مشاركة المغرب في التصويت على القرار الأمني حول الأزمة الأوكرانية يعكس توجهات السياسة الخارجية الحكيمة حول النزاعات الدولية”.
وأضاف زين الدين، في تصريح ، أن “المغرب ينتصر دائما للحل السلمي للنزاعات والارتكان إلى منطق الرزانة والعقل، لأنه يؤمن بأن الحروب العسكرية لا تخلف أي نتائج إيجابية”، موردا أن “قرار عدم التصويت يهدف من خلاله المغرب إلى الحرص على التوازنات الاستراتيجية”.
وأوضح الباحث السياسي ذاته أن “المغرب يوجد أمام شريكين استراتيجيين في الأزمة الأوكرانية: القطب الغربي المساند لأوكرانيا، والقطب الشرقي المؤيد لروسيا”، معتبرا أن “المغرب يحتكم في قراراته إلى مرجعيات القانون الدولي المرتبطة بالحل السلمي للنزاعات الإقليمية”.وأردف المتحدث بأن “إسرائيل تنهج الاستراتيجية نفسها بخصوص الأزمات الدولية”، ليبرز أن “تداعيات الأزمة الأوكرانية ستكون خطيرة على العالم، وستجعل المستقبل مفتوحا على كل الاحتمالات، ما يجعل المغرب يتعامل بتعقّل مع الموضوع لأنه يستحضر الرؤية الاستشرافية في قراراته السياسية”.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر