الرباط - المغرب اليوم
أعلن رئيسُ الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، أنّه يُولي اهتماماً كبيراً لما يرُوج في مواقع التواصل الاجتماعي، وللمطالب التي يعبّر عنها المواطنون والمواطنات المغاربة عبر هذه المواقع، مبزرا أنّ "الشبكات الاجتماعية ساهمت في ازدياد مطالب المغاربة من الحكومة. وقال العثماني في كلمة خلال ندوة "حول النموذج التنموي الوطني"، نظمها "منتدى التنمية للأطر والخبراء لحزب العدالة والتنمية": إن "وسائل التواصل الاجتماعي رفعت انتظارات المواطنين وغيّرتْ نظرتهم إلى تدبير الشأن العام، وكيفية الاستجابة لحاجياتهم تتطور بشكل كبير، لذلك فعالم اليوم ليس هو عالم الأمس، نحن اليوم إزاء عالم جديد".
وأضاف: "نحن كحزب سياسي نهتم كثيرا برجْع الصدى لتفاعل المواطنين، وعلينا أن ننقل هذه الانتظارات إلى أي مسؤول كان، وفي أي مستوى كان"، مبرزا أنّ المغرب، وعلى غرار دول أخرى، "يعيش تحديات اجتماعية عميقة"، لكنه أشار إلى أنَّ كل شعب له حاجياته، "وانتظارات الإنسان في المغرب ليست هي نظيرتها في بلدان أخرى".
وقال العثماني إنّه "لا يوجد نموذج تنموي يُحتذى، والمغرب لا يريد أن يستنسخ نموذج أي بلد وإن كان الاستئناس بتجارب الآخرين مسألة ضرورية في حياة الشعوب"، مضيفا: "كل شعب يختار النموذج التنموي الذي يناسبه حسب حاجيات وخصوصيات ورغبات المواطنين". وأوضح أنّ "هناك فرقا بين النموذج التنموي والنموذج الاقتصادي"، مبرزا أن "المغرب لا يسعى إلى صياغة نموذج اقتصادي، بل نموذج تنموي، لأنّ النموذج التنموي أوْسع؛ إذ يشمل عددا من الأبعاد، كالبعد الإنساني والاجتماعي وأبعاد أخرى مثل الحكامة".
واعتبر العثماني أنّ أيّ نموذج تنموي سيفشل أو سيصيبه العياء إذا لم تتوفّر في المجتمع قيَم النهوض والتحديث والتنمية، وقال: "علينا أن نتحلى بقيمة احترام القانون والتنافس السلمي، واحترام العمل، وهي القيمة التي تقلّ كثيرا لدى شعوب دول الجنوب التي تشتغل ساعات قليلة مقارنة مع شعوب البلدان المتقدمة، وعلينا أن نتحلى بقيمة احترام الوقت، فلو أتينا بساعات العالم كله وملأنا بها الجدران ووضع كلّ منها ساعتيْن في كلتا يديه، فلن نحترم الوقت ما لم نكن متملّكين لثقافة احترام الوقت".
وانتقد العثماني "مروجي الخطاب التيئيسي"، قائلا: "لا يمكن تحقيق نموذج تنموي في ظل الدينامية السلبية التي تبخّس كل شيء، بل نحتاج إلى دينامية مجتمعية واجتماعية فاعلة تنشر روحا إيجابية، وتجعل الإنسان يساهم بطريقة إيجابية وفاعلة وهو متحمس، لأن دور الجانب النفسي للفاعل الاقتصادي أو للمواطن في التنمية مهم؛ إذ يؤثر في الحياة الاقتصادية إيجابا أو سلبا".
من جهة ثانية، انتقد العثماني ما سمّاها "بعض الوصلات التي تحاول الإساءة إلى رموز الوطن والمؤسسات الدستورية"، دون أن يشير إلى جهة ما بعيْنها، مضيفا: "يجب مقاومة هذه الإساءات، لأننا مجمعون على ثوابتَ راسخة أرساها المغاربة منذ قرون، وضَمِنت لهم الاستقرار والاستمرار والأمن، وأصبح المغرب بفضل هذه الثوابت واحةَ أمن في محيطه المضطرب، وعلينا أن نحافظ على هذا الأمْن".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر