الرباط ـ الدار البيضاء اليوم
عقد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، اجتماعاً مع قادة الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان لمناقشة تداعيات فيروس كورونا، وتدارس الحلول الممكنة للتخفيف من حدة الجائحة على المملكة.ووفق مصادر فقد استمع العثماني من خلال تقنية التواصل عن بعدُ، مساء أمس الأربعاء لأزيد من ثلاث ساعات، إلى جميع ممثلي الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، في إطار مقاربة تشاركية للاستماع إلى جميع المتدخلين والفاعلين من أجل تعبئة الصف الوطني لمواجهة العدو الخفي.
وفي بداية الاجتماع، قدم رئيس الحكومة عرضاً حول تداعيات الجائحة على المغرب ومجهودات الحكومة المغربية لمحاصرة الوباء على جميع المستويات، ثم جرت مناقشة مقترحات الأحزاب السياسية للخروج من الأزمة في المستقبل القريب.وأكد مصدر حزبي حضر الاجتماع أن رئيس الحكومة أبلغ زعماء الأحزاب، بعد نهاية اللقاء، بأنه سيرفع ملاحظات ومقترحات التنظيمات السياسية الممثلة في البرلمان إلى الملك محمد السادس؛ قصد النظر فيها.
وصرحت مصادر بأنه من الممكن أن يكون لقاء العثماني مع الأحزاب الممثلة في البرلمان ناقش مطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية الذي طرحه سابقاً إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لمواجهة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للوباء.
مصدر قيادي من حزب الاتحاد الاشتراكي أوضح لهسبريس أن المكتب السياسي يشتغل على تصور شامل حول تداعيات أزمة كورونا، سيجري إعلانه في الوقت المناسب، مشيرا إلى أن مطلب حكومة وحدة وطنية يجب أن يناقش في سياقه حتى لا يتم تأويله.وأشار المصدر الاتحادي إلى أن "اجتماع رئيس الحكومة في حد ذاته يستجيب لجزء من المطلب الذي نادى به لشكر في تصريح سابق"، وزاد: "استمرار جائحة كورونا لوقت طويل بالمغرب قد يؤدي إلى وقوع كارثة لا يمكن تصورها، وفي حال وصولنا إلى هذه المرحلة ستكون ربما البلاد في حاجة إلى حكومة وحدة وطنية".
وأورد المصدر المشارك في التحالف الحكومي: "حكومة الوحدة الوطنية يتم تشكيلها في حالة الحرب مع أجنبي، ونحن اليوم في حرب مع عدو أجنبي، وهو فيروس كورونا. كما أن آثار الجائحة المدمرة قد تستدعي الخروج من الحسابات السياسوية الضيقة".
وأضاف المصدر القيادي في الاتحاد الاشتراكي: "دعوة لشكر لا تتحدث عن الحكومة الحالية أو تقترح جواباً للوضعية الحالية، بل بالعكس نحن نعتبر أن إدارة أزمة كورونا اليوم يشكل من خلالها المغرب نموذجاً بكافة مؤسساته، وعلى رأسها المؤسسة الملكية والحكومة والبرلمان والنقابات والإعلام وبقية الفاعلين".وكانت مصادر سياسية، خصوصا حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة الحالية، اعتبرت دعوة لشكر إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تهدف إلى "قلب الطاولة على حكومة العثماني قبل وصول انتخابات 2021". كما أكدت تصريحات بعض السياسيين أن الوضع الحالي "لا يحتاج إلى حكومة وطنية لمواجهة تداعيات كورونا".
قد يهمك أيضا :
"كورونا" يُغلق الحدود أمام مغربيات حقول "الفراولة الإسبانية"
المحكمة الدستورية تتبرع لصندوق " كورونا" فى المغرب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر