الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم
وسط بكاء الأمهات، ناشدت عائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق السلطات المغربية استعجال إعادة أبنائها إلى المغرب، وإنشاء لجنة متابعة لتنفيذ توصيات اللجنة الاستطلاعية البرلمانية التي سبق أن أعدت تقريرا في الموضوع.
وخاضت عائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق وقفة تحسيسية أمام مقر البرلمان بالرباط، اليوم الجمعة، بعد الهجوم الذي طال سجن غويران بسوريا، حيث يوجد عدد من المعتقلين المغاربة، منبّهة إلى أنهم يتعرضون للتعذيب ويعيشون في وضعية خطرة.
“يجب على دولتنا أن تتدخل بشكل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه”، يقول عبد العزيز البقالي، رئيس التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق، مضيفا في تصريح “نطالب بالتعجيل بحل هذا الملف، فكلما تأخر حله تزداد مأساة أبنائنا هناك”.
وتطالب عائلات العالقين والمحتجزين في سوريا بالتعجيل بإرجاع النساء والأطفال، الذين قال البقالي إن إعادتهم إلى المغرب خطوة أساسية في محاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن “العائلات لا تعترض على محاكمة الشباب بعد إعادتهم”.
وفي وقت تطرح إعادة المغاربة الذين التحقوا بجبهة القتال في سوريا والعراق تحديا على الصعيد الأمني، اعتبر البقالي أن هذا المعطى لا يشكل عائقا حقيقيا أمام إعادتهم، وزاد موضحا: “نحن لسنا ضد محاكمة الشباب، ولدينا كامل الثقة في الأجهزة الأمنية والقضاء ومؤسسات البلاد”.
واستطرد المتحدث ذاته: “الأجهزة الأمنية المغربية من أقوى الأجهزة في العالم، ثم إن ما يقارب 345 شخصا عادوا من سوريا، ورغم عودة هؤلاء فلم يقع أي تهديد لأمن واستقرار البلاد”، مردفا: “الدولة تعرف الأشخاص الذين التحقوا ببؤر التوتر، ومنهم مَن لم يُكمل شهرا واحدا ولم يشاركوا في أي معركة وهربوا من التنظيم (تنظيم داعش)، وهناك أدلة على ذلك”.
كما حذر البقالي من أن أي تأخير في إعادة العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق “ليس في صالحهم ولا في صالح بلدنا؛ لأن الأطفال الموجودين هناك حين يترعرعون في تلك البيئة ولا يحتضنهم بلدهم فهذا قد يشكل خطرا عليه”.
وتقول عائلات المعتقلين المغاربة في سوريا والعراق إن أبناءها يتعرضون لجملة من الانتهاكات في بعض أماكن الاحتجاز، كالتعذيب وسوء المعاملة.وفي هذا الإطار قال عبد العزيز البقالي إن العائلات توصلت بعدد من التسجيلات الصوتية يطالب فيها أبناؤها المحتجزون في السجون، خاصة سجنيْ الشدادي وغويرة، بإنقاذهم، مضيفا أنهم “يحكون أن الوضع الذي يعيشونه كارثي”.
من جهتها قالت مريم زبرون، الكاتبة العامة للتنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق، إن الوقفة التحسيسية التي نظمتها العائلات أمام البرلمان “جاءت لإثارة انتباه الجهات المعنية إلى خطورة الوضع الذي يعيش فيه العالقون والمحتجزون، لاسيما بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها سجن الحسكة”.وكان سجن غويران بالحسكة في سوريا تعرض لهجوم نفذته عناصر من تنظيم “داعش”، أدى إلى مقتل نحو مائتي شخص. ويوجد في السجن معتقلون مغاربة، حسب إفادات عائلاتهم، إذ قالت مريم زبرون إن السجن المذكور “يتواجد به مغاربة”.
ولا تتوفر أي معطيات بخصوص سقوط ضحايا مغاربة في هجوم تنظيم “داعش” على سجون غويران، إذ قالت زبرون إن المصدر الوحيد الذي كان يزود عائلات المعتقلين بأخبارهم هو الصليب الأحمر الدولي، لكن هذه المنظمة لم تتمكن إلى حد الآن من الدخول إلى المنطقة التي وقع فيها الهجوم، وزادت موضحة: “من خلال مقاطع الفيديو التي اطلعنا عليها بالتأكيد هناك ضحايا مغاربة”.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر